«تهديد لفالق البحر الميت».. هل يؤدي القصف على لبنان إلى حدوث هزات أرضية في مصر؟

شنت إسرائيل، تفجيرات مساء السبت 26 أكتوبر، في بلدتي دير سريان والعديسة جنوب لبنان، حيث سجلت اهتزازات أرضية شعر بها سكان البلدات المجاورة على جانبي الحدود، ظنًا منهم أنها هزة أرضية، وحذر خبراء الجيولوجيا من استمرار التفجيرات في لبنان، مشيرين إلى أن ذلك قد يؤدي إلى حدوث زلزال في المنطقة، فهل ستؤدي هذه الضربات إلى حدوث هزات أرضية في مصر؟.
ومن جانبه قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الأعمال الهندسية والعسكرية، تحدث هزات أرضية تختلف قوتها طبقا لكمية المتفجرات، ولكنها تكون سطحية عكس الزلازل الطبيعية التي تكون على أعماق كيلومترات، وأحيانا أكثر من 100كم.
وأكد شراقي في تصريحات خاصة ل «المصري اليوم»، أن تأثير المتفجرات يكون محلي في منطقة الانفجار ولا يؤثر على مصر ،وغالبا ما تكون قوة الهزات خفيفة، مشيرًا إلى أنه يتم قياس قوة الزلزال بمقياس الزلازل من 1:10 واتساع منطقة الزلزال يتوقف على العمق حيث تزداد اتساعاً كلما كانت بؤرة الزلزال عميقة.
وأوضح شراقي أن تأثير الدول مثل الأردن ولبنان وسوريا وخاصة تركيا يكون أكثر بسبب وقوعها في محيط أخدود البحر الميت وهى منطقة زلازل طبيعية لامتداد الأخدود الأفريقى والبحر الأحمر، لافتاً إلى أن غزة أيضاً قد استقبلت كميات ضخمة من المتفجرات أثناء الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع، ولكن تأثيرها محدود على القشرة الأرضية ومدمر للمنشآت السطحية والمباني فقط.
من جانبه أوضح الأستاذ الدكتور محمود اسماعيل أستاذ الفيزياء البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، أن البشر يستطيعون الشعور بالزلازل التي تتراوح قوتها بين 3 و3.5 درجات على مقياس ريختر، بينما بلغت قوة الهزة التي سُجلت مؤخرًا في لبنان وحول منطقة البحر الميت في الأردن 2.9 درجة، وهو ما يجعلها ضعيفة.
وأضاف إسماعيل في حديثه ل «المصري اليوم»، أن الهزات الناتجة عن تفجيرات ضخمة أو عمليات عسكرية تخلق تأثيرًا زلزاليًا يمكن رصده، ولكنه غالبًا ما يكون غير محسوس، لافتا إلى أن تركيا، على سبيل المثال، تقع في منطقة تتعرض لزلازل بشكل دوري كل 25 إلى 30 سنة، وقد وصلت بالفعل إلى السنة 26 ضمن هذا الدورة الزلزالية، مما يجعل النشاط الزلزالي فيها متوقعًا.
أما فيما يتعلق بلبنان والأردن، فأكد أن التفجيرات قد تتسبب في هزات أرضية ضعيفة، لكنها لا تعتبر زلازل كبيرة إذ تقل قوتها عن 3 درجات على مقياس ريختر، وبالتالي، فإن هذه الهزات لا تشكل تهديدًا لمصر بشكل أو بأخر والا كنا شعرنا بزلزال تركيا الماضي، خاصةً وأن مصر بعيدة عن أي أحزمة زلزالية نشطة.
وحذر الخبير الجيولوجي طوني نمر، من تبعات القصف والتفجيرات الإسرائيلية في جنوب لبنان السبت الماضي، قائلا: إنه بعيدًا عن السياسة وضجيج الحرب القائمة على لبنان، ما حصل اليوم في العديسة من تفجيرات متتالية ومهولة فعّلت أجهزة رصد الهزات الأرضية في «الشمال الاسرائيلي.
وأضاف «نمر» عبر حسابه على منصة «إكس»، أنه بمثابة العبث مع مقدرات الطبيعة إلى الشمال من منخفض الحولا حيث ينفصل فالق البحر الميت إلى فالقي اليمونة وروم.
وقال: «إذا كان القرار في هذه الحرب هو عدم وجود محرّمات وضوابط فيما يخص العمليات العسكرية، ينبغي الانتباه من قبل مشغلّي آلات الحرب الاسرائيلية أن التفلت من الضوابط مع قوانين الطبيعة في الأماكن الخاطئة قد يؤدي إلى إحتثاث زلازل لا يتوقف تأثيرها على حدود الدول.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام أفيخاي أدرعي، أنه تم استخدام 400 طن من المتفجرات لتدمير منشأة عسكرية تحت الأرض تابعة ل حزب الله في جنوب لبنان، حيث بلغ طول النفق إلى أكثر من كيلومتر ونصف كيلومتر، وهو ما أدى إلى إطلاق صافرات إنذار الزلزال في اسرائيل.
ويعد فالق البحر الميت منطقة نشطة لحدوث الزلازل، والممتد من خليج العقبة إلى تركيا بطول 1200 كم في لبنان، وينقسم هذا الفالق إلى ثلاثة فروع رئيسة سبق وتسببت في الكثير من الزلازل المدمرة التي تزيد شدتها عن 7 درجات على مقياس ريختر، منها الزلزال والتسونامي عند سفوح جبل لبنان، والزلزال على فالق اليمونة.