لقب «ريشة جباليا» يطلق على محاسن الخطيب، الفتاة التى نالت شهرة واسعة منذ بداية حرب غزة بفضل رسوماتها الكرتونية الملونة، حيث كانت تجسد من خلال فنها التجارب اليومية والظروف المعيشية التى يواجهها أهل غزة، مستخدمة تقنيات فنية مختلفة لتعبر عن روح التحدى، موثقة إياها عبر حسابها على إنستجرام. لكن القدر لم يمهل محاسن لتكمل رسالتها، واستشهدت فى 19 من أكتوبر فى نفس الأسبوع التى أتمت فيه عامها الثانى والثلاثين مع كامل أسرتها إثر قصف استهدف منزلهم فى مخيم جباليا، لكنها تركت وراءها إرثًا فنيًا لامس أرواح الملايين، تحولت رسومات محاسن إلى رمز للمقاومة، وأصبحت حديث السوشيال ميديا، وتناقلت الأجيال قصتها، لتبقى ذاكرة حية فى قلوب الجميع. «مرحبًا أنا محاسن من غزة، بحاول أضل على قيد الحياة».. هكذا كانت تبدأ فيديوهاتها بهذه الكلمات التى تعبر عن حالها فى الصمود، حيث يتابعها 133 ألف متابع، وكان أشهر أعمالها: «فيديو مؤثر، يظهر طفلا صغيرا يمسك دجاجة بيده، وتلمع الفرح فى عينيه، وثقت هذا الطفل بلقطات كرتونية ملونة، لتجسد فرحة الطفل بالدجاجة». وركزت بريشتها على قصص النساء اللاتى يكافحن من أجل الحرية، وتجسد فى لوحتها اليد القابضة على الحجر، كرمز للنضال، ووجه المرأة الفلسطينية؛ لتظهر قوتها وعزيمتها معبرة عن ذلك بألوان مشرقة تعبر عن الأمل. وكان آخر أعمالها الفنية صورة بعنوان «نحن نحترق»، تجسد فيها طفلا يدفع بيديه لهيب النار المشتعلة من حوله جراء القصف الذى بدا كوحش يحاول التهامه، وهى اللوحة التى حازت إعجاب 63912 شخصا، والكثير من التعليقات، ومن أبرزهم حساب يدعى «هانا ترابيز»، معلقة: «بالأمس فقط، نشرتِ قصصًا عن أحدث أعمالك الفنية!، واليوم، رحلت، كيف عرفت أن هذه القصة ستكون الأخيرة، وأنها ستستمر بعد وجودك فى هذا العالم».