أصدر المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة مرفت مرسي كتابا جديدا بعنوان «طائرة من ورق ملون» وهى مجموعة من قصص الأطفال القصيرة للكاتب «محمد المطارقى» تحتوى على أربع قصص هي طائرة من ورق ملون ببغاء أحمد بائعة الكعك الصغيرة مدرستى القديمة... وقد قامت برسم المجموعة الفنانة د. هند سمير والقصص تحاول أن تقدم مجموعة من القيم التربوية والأخلاقية بلغة فنية وبطريقة غير مباشرة، فقصة «طائرة من ورق ملون» والتى تحمل عنوان المجموعة، تحكى عن مجموعة من الصغار يضحكون من أحد الأولاد ويسخرون من شكله.. لكنه لم يكن يعبأ بسخرياتهم.. وحين اقتربوا منه وجدوه ولدا رائعا، برغم ظروفه المتواضعة، إلا أنه كان متسامحا معهم، هو الذى ذهب والده إلى الحرب ولم يعد وأمه التى تصنع القراطيس الورقية وتبيعها إلى باعة الفاكهة والحبوب، وإخوته الذين يكافحون من أجل لقمة العيش الحلال، وهكذا التف الأولاد من حوله ليكتشفوا روعة هذا الولد وكم هو يمتاز بقدرته على صنع الطائرات الورقية الملونة، ويمتلك القدرة العجيبة على انتزاع الدهشة وهو يشاركهم كرة القدم ويسدد الهدف تلو الهدف، لقد وجد الأطفال أنفسهم أمام طفل مختلف، فهو رغم طفولته إلا أن الظروف المحيطة أثقلته ، وصنعت منه رجلا فى صورة طفل، يجيد فن التعامل مع الآخرين، وكأنه ظهر فجأة ليقدم إليهم دروسا فى حسن السلوك وفنون التعامل وعن قصة «بائعة الكعك الصغيرة» فهى تقدم قيمة مهمة وهى أهمية التعليم، فالصغيرة بائعة الكعك برغم قسوة البرد والأمطار التى تسقط بغزارة، كانت مشغولة بالمدرسة وحين دفعتها الرياح والأمطار إلى داخل المدرسة، تمنت فى غمرة تفكيرها لو أنها ارتدت الزى المدرسى وحملت الحقيبة كالتلميذات، ولكن تضطر الصغيرة أن تخرج من داخل المدرسة لتقف من خلف السور، تنظر عبر النافذة إلى المعلمة وهى تشرح للتلميذات وتقدم إليهن نور العلم والمعرفة. وأما قصة «ببغاء أحمد» فتحكى عن طفل صغير يرغب فى لعبة، ويتحدث عنها باهتمام، فيخرج الأب للبحث عن هذه اللعبة، ويذهب إلى محلات بيع الدمى لكنه لم يستطع العثور عليها، وبالرغم من الشتاء القارس، وهبوب الرياح وسقوط الأمطار، إلا أن الأب كان يصر على إحضار اللعبة لولده الصغير أحمد لكى يسعد بها، وفى النهاية يعود الأب بلعبة أخرى عبارة عن دمية ببغاء له منقار أحمر وريش ملون جميل.. يعود الأب وكل ما يتمناه أن يتقبل ابنه هذه الدمية ويعجب بها، وبالفعل يفرح أحمد بالببغاء، بل ويفرح الجميع أيضا، وبالأخص حين وجدوا أن الببغاء يتكلم معهم ويردد عليهم الكلمات، بطريقة مضحكة. وفى قصة «مدرستى القديمة» نلتقى بحارس المدرسة التى يمتلك مخزونا من الحكايات المسلية يقدمها لتلاميذ المدرسة الذين يلتفون من حوله فى شغف.