أجلت محكمة جنح مركز إمبابة وكرداسة، في الجيزة، اليوم الإثنين، أولى جلسات محاكمة 5 متهمين في قضية غرق ميكروباص في نهر النيل، سقط من معدية أبوغالب، بمنشأة القناطر- بينهم سائق ميكروباص ومعدية ورئيس الوحدة المحلية لمركز منشأة القناطر، بالتسبب خطأ في مصرع 16 فتاة وسيدة، وإصابة 4 أخريات، عن طريق إهمالهم ورعونتهم، وتسيير مركب دون ترخيص، وعدم إبلاغ الجهة المختصة بذلك- إلى جلسة 21 أكتوبر الجارى، تنفيذًا لطلب دفاع المتهم الأول باستدعاء محافظ الجيزة السابق وللاطلاع على أوراق القضية. دفاع المتهم الأول بقضية غرق معدية أبوغالب يؤكد براءة موكله ورفض القاضى حضور ممثلى وسائل الإعلام لجلسة المحاكمة التي شهدت إجراءات أمنية مشدّدة، وتواجد أهل المجنى عليهن ودفاع أسرهن والمتهمين «الأول» و«الثانى» المحبوسين على ذمة القضية، إذ أخلى سبيل ال3 الآخرين من قبل النيابة العامة في بداية التحقيقات. علي فايز، محامى المتهم الأول «محمد. خ»، سائق ميكروباص، طالب هيئة المحكمة بحضور محافظ الجيزة السابق، والذى تولى منصبه إبان الحادث في مايو الماضى، مبررًا بقوله لأنه «عليه مسؤولية كبيرة، كون المعدية اللى كان عليها الميكروباص قيادة موكلى وانقلب في مياه نهر النيل بالركاب غير مرخصة»، لافتًا إلى أن موكله «نزل من العربية عشان يدافع عن البنات اللى راكبين معاه، للذهاب إلى عملهن بإحدى المزارع، لأن واحدة فيهن اتعاكست من قبل شاب كان راكب توك توك، ولما نهرته صفعها فاستغاثت بمحمد، ليسقط الميكروباص في المياه، وتحدث الكارثة لعدم كبح جماح الفرامل». دفاع المتهم الرئيسى قال إن شقيق المتهم الثانى بالقضية أخبره بهوية الشاب الذي تحرش بالفتاة، وآخرين عاونوه وناصروه ضد المتهم الأول، وتعدوا عليه بالضرب، مشيرًا إلى ضرورة استدعائهم، خصوصًا أن أوراق التحقيقات المجراة بالواقعة لم تتضمن أقوالهم ولم توجه إليهم أي اتهامات، باعتبارهم المسؤولين الحقيقيين عن كارثة غرق الضحايا ال16 وإزهاق أرواحهن بدم بارد. دفاع سائق الميكروباص شدّد على أن شهادة أهالى المجنى عليهن في صالح موكله، وسيطالب بسؤالهم أمام المحكمة عن ذلك، مستطردًا: «لدى فيديوهات صوت وصورة لهم، وهم يؤكدون براءة (محمد) وأنه كان بيدافع عن البنات، وحاول إنقاذهن من الغرق، وحتى الناجيات من الموت أشرن إلى ذات الأمر، وهو معتاد توصيلهن إلى عملهن بصفة يومية قبل وقوع الحادث عن طريق سيدة (مقاولة) تجلبهن للعمل بإحدى المزارع». محامى المتهم الأول قال عن حالة سيارة موكله إنها كانت جيدة، متسائلًا: «فين المسؤول عن المعدية وأين الأوراق التي تثبت إنه بتجرى لها صيانة في الوقت المحددة، وهل كانت هناك سلسلة مغلقة وقت تحرك المعدية ولا لأ؟». «دافع عن شرف البنات» «ابنى برىء.. ابنى راجل كان بيدافع عن شرف البنات إللى عاكسهم سواق (توك توك) وضرب واحدة فيهم.. لو مكانش عمل كده كنت هتبرأ منه.. فخورة بيه، بس نفسى يطلعلى بالسلامة»، بالدموع رددت والدة «محمد»- المتهم الرئيسى، قائلة: «قلبى محروق على ابنى وعلى الضحايا وأسرهم، بنتى الصغيرة صديقة لكذا بنت منهم وبتعيط عليهم لحد دلوقتى، بتجيب صورهم وبتشوفها من وقت للتانى، وإحنا زعلانين على ابننا إللى كان شايل البيت، ولما سألت ابنى عن اللى حصل حكالى إنه كان ياريته قدر ينقذ البنات، وقالى إن فيه شاب عاكس واحدة فيهم فنزله، وعربيته وقعت في الميه». أم السائق المتهم دافعت عن تحميله الركاب بالزيادة يوم الواقعة بقولها: «الست المقاولة قالتله إن الميكروباص التاني اللي كان بياخد بقية البنات عطلان، وبعدين المشكلة مكانتش في الحمولة، فالمصيبة حصلت بسبب زق العيل اللى عاكس البنت وأصحابه للميكروباص، ونزول ابنى من عربيته سببه الرئيسى الدفاع عن البنت المصفوعة»، مشيرةً إلى تقديمها العزاء لأسر الضحايا وبعضهم تقبل تقديمها للواجب والبعض رفض «متفهمة مشاعرهم، ونفسي أقولهم إن ابنى مهلوش ذنب». «مش بنشوف النوم» وأثبت محامو أسر الضحايا حضورهم، وقدموا حافظة مستندات تضمنت إعلانات شرعية للمتوفيات، كما ادعوا مدنيًا أمام المحكمة بمبلغ 100 ألف جنيه ضد المتهمين، فيما طلب دفاع الأول والثانى والخامس من هيئة المحكمة، الاطلاع على القضية. وحضرت أسر ضحايا حادث الغرق الجلسة، رافعين صور بناتهن، ودموعهم تسبق كلماتهم، وقالوا: «بقالنا 45 شهرًا مش بنشوف النوم، عشان حق عيالنا، ونفسنا يرجع لنا بالقانون». «سماح».. خرجت تجيب مصاريفها والد «سماح»، صاحبة ال17 عامًا، قال ل«المصرى اليوم»: «بنتى كانت خارجة على الشغل مع أمها وأختها، الاتنين رجعولى، وهى مرجعتش، حنية الدنيا كلها كانت فيها، كانت خارجة على أكل عيشها، بتشتغل موسم جنى ثمار العنب، شهرين أو تلاتة في السنة بالكتير، عشان تجيب مصاريف دراستها، كان نفسى أشوفها عروسة، وديتها على قبرها أول فرحتى في الدنيا». والد الضحية دافع عن سائق الميكروباص، قائلًا: «بشهادة مراتى وبنتى الناجيتين من الموت، هو نزل يدافع عن الراكبات، واشتبك مع الشاب المتحرش، كان لازم ياخد باله إنه مفروض يستنى لما ينزلوا من فوق المعدية، بس ساعة القدر يعمى البصر زى ما بيقولوا». الطفلة جنات أحمد لطفى، إحدى الناجيات من الموت، لا تزال تتذكر موت أختها «زينب» أمام عينيها، تقول إن سائق «توك توك» اتخانق مع سائق الميكروباص وجذب حجابها، وعاتبه «محمد» قائلًا: «دى زى أختك»، فازداد المعتدى غلًا واستعان بآخرين وضربوه، وبدورها استطاعت كسر شباك الميكروباص وقفزت في المياه ومراكبى تمكن من إنقاذها، بينما أختها لقيت مصرعها. نص قرار الإحالة في قضية غرق معدية أبو غالب جاء في أمر الإحالة في القضية رقم 14222 لسنة 2024 جنح مركز إمبابة في يوم 21 مايو 2024 أن المتهمين تسببوا خطأ في قتل المجني عليهن: أميرة حمدي صابر مختار، وآلاء عبدالمجيد عامر عطية، وزينب أحمد لطفي عبداللطيف، وهاجر أحمد عبدالسلام عبدالنعيم، ووفاء هاني عبدالنبي على، ويسرا مجدي عبدالغني عبدالغفار، وروان رمضان عيد محروس، وشهد محمد عبدالجواد السيد كساب، وروضة هشام عبدالنبي على، وجنا عبدالله محمد أحمد، وملك عادل صقر حسن، وتهاني السيد عمر سليمان، وجنى إيهاب جمعة عبدالباسط، وحبيبة محمد إبراهيم أحمد محمد سلمي وحيد عصران طلبه، وجنا أحمد عبدالعليم محمود، وكان ذلك ناشئًا عن إهمالهم ورعونتهم وعدم إحرازهم ومراعاتهم للقوانين واللوائح والأنظمة، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات. وأضاف أمر الإحالة، أن المتهمين تسببوا خطأ في إصابة 4 فتيات مجني عليهن وكان ذلك ناشئًا عن إهمالهم ورعونتهم وعدم إحرازهم ومراعاتهم للقوانين واللوائح والأنظمة، فأحدثوا بهن الإصابات الموصوفة بالتقارير الطبية، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات. وتابع قرار الإحالة أن المتهمين من الثاني حتى الرابع قادوا مركب ناقلة، في الملاحة الداخلية دون توافر شروط السلامة وذلك على النحو المبين بالتحقيقات- المتهمين من الثاني حتى الرابع لم يبلغوا الجهة المختصة بالتلف أو التغير وذلك على النحو المبين بالتحقيقات. وأشار أمر الإحالة إلى أن المتهمين من الثاني حتى الخامس سيروا مركب -ناقلة- في المياه الداخلية بغير ترخيص من الجهة المختصة وذلك على النحو المبين بالتحقيقات، وأن المتهمين من الثاني حتى الخامس لم يوقفوا العمل بترخيص المركب -ناقلة- عقب حدوث تلف جسيم به، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات. ولفت إلى أن المتهمين الرابع والخامس استغلا وحدة بحرية -ناقلة-، وذلك بتسييرها من دون أن تحمل ترخيص ملاحة.