نيكاراجوا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل

شهدت الساحة الدولية عديدا من المواقف المنددة بحرب الإبادة الجماعية التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، حيث أعلنت حكومة نيكاراجوا عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع «إسرائيل» ردا على الإبادة الجماعية التى تواصل ارتكابها ضد الشعب الفلسطينى، بينما دعا تحالف طلابى جامعة كولومبيا إلى قطع جميع العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب كافة استثمارات الجامعة من الصناديق والشركات المرتبطة ب«إسرائيل، فى حين دعت رئيس المكسيك الجديدة كلاوديا شينباوم إلى الاعتراف بدولة فلسطينية من أجل إحلال السلام فى الشرق الأوسط. كما جدد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون دعوته إلى وقف صادرات الأسلحة لإسرائيل، خاصة المستخدمة فى قطاع غزة ولبنان، مشيرًا إلى أنها الوسيلة الوحيدة الممكنة لإنهاء الصراع الدائر هناك. وقالت حكومة نيكاراجوا، فى بيان، إن قطع العلاقات جاء بسبب استمرار الهجمات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية، مشيرة إلى أن الصراع يمتد الآن أيضا ضد لبنان، ويهدد بشكل خطير سوريا واليمن وإيران.
وكان الكونجرس فى نيكاراجوا مرر، أمس الأول، قرارًا يطالب الحكومة باتخاذ إجراءات تتزامن مع الذكرى السنوية للحرب الإسرائيلية على غزة.
وقالت نائبة الرئيس دانييل أورتيجا، روزاريو موريو، لوسائل الإعلام الرسمية: «طلب رئيسنا من وزارة الخارجية المضى قدما فى قطع العلاقات الدبلوماسية مع حكومة إسرائيل الفاشية والمجرمة».
وكانت نيكاراجوا طلبت رسميا فى وقت سابق الانضمام إلى قضية الإبادة الجماعية التى رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.
من جانبها أشادت حركة فتح بالقرار التاريخى لنيكاراجوا، مؤكدة، فى بيان أمس، أنه يُدلّل على مدى التضامن الدولى مع شعبنا، وعزلة الاحتلال الذى يواصل حرب الإبادة الممنهجة، منذ 7 أكتوبر الماضى.
وأضافت :شعبنا الفلسطينى الذى يتعرض لأعتى صنوف الإرهاب والقتل والتطهير العرقى فى قطاع غزة والضفة الغربية ينظر بعين التقدير لقرار نيكاراجوا التى انحازت إلى الحق والعدالة والقانون الدولى، وحق شعبنا فى تقرير المصير، كبقيّة شعوب العالم.
إلى ذلك دعت رئيسة المكسيك الجديدة كلاوديا شينباوم إلى الاعتراف بدولة فلسطينية من أجل تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، وقالت فى أول تصريح لها حول هذه القضية منذ توليها منصبها فى أول أكتوبر الجارى: يجب الاعتراف بالدولة الفلسطينية تماما مثل دولة إسرائيل. لقد كان هذا موقف المكسيك منذ سنوات عدة.
و أدانت شينباوم، خلال مؤتمرها الصحفى اليومى، العنف فى الشرق الأوسط وقالت إن الحرب لن تؤدى أبدا إلى وجهة جيدة.
وتنحدر الرئيسة اليسارية من أصول يهودية أوروبية، لكنها انتقدت فى يناير 2009، فى رسالة علنية، عملية إسرائيلية سابقة فى قطاع غزة.
وذكرت شينباوم بأن الحكومة المكسيكية السابقة بقيادة أندريس مانويل لوبيز أوبرادور دانت الهجوم الذى شنته حركة المقاومة الفلسطينية حماس فى7 أكتوبر 2023، وما أعقب ذلك من القصف الإسرائيلى لقطاع غزة.
فى حين دعا تحالف طلابى جامعة كولومبيا إلى قطع جميع العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب كافة استثمارات الجامعة من الصناديق والشركات المرتبطة بإسرائيل.
وطالبت الحملة المكونة من تحالف منظمات طلابية تساند الحقوق الفلسطينية بقطع جميع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية، بما فى ذلك مركز تل أبيب العالمى، وبرامج تعليمية مع معاهد إسرائيلية، كما طالبت الحملة إدارة الجامعة بالعفو عن كل المشاركين فى الاحتجاجات والتنظيمات المؤيدة لفلسطين فى جامعة كولومبيا.
وشددت على ضرورة رفض كل أشكال القمع بحق طلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، والموظفين فى منظمة من أجل فلسطين، من خلال الإيقاف عن العمل، أو الفصل، وإنهاء القمع المستهدف للطلاب الفلسطينيين وحلفائهم داخل وخارج الحرم الجامعى، من خلال إجراءات التأديب الجامعية. يذكر أن الحراك الطلابى التضامنى مع قطاع غزة امتد طوال فترة الحرب التى تجاوزت العام قبل أيام إلى جامعات جديدة حول العالم.
من جانبه جدد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون دعوته إلى وقف صادرات الأسلحة لإسرائيل وخاصة المستخدمة فى قطاع غزة ولبنان، مشيرا إلى أنها الوسيلة الوحيدة الممكنة لإنهاء الصراع الدائر هناك.
وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحفى، عقد فى قبرص، فى ختام قمة (ميد9) التى تجمع دول الاتحاد الأوروبى المطلة على البحر المتوسط، مساء أمس الأول «هذه ليست بأى حال من الأحوال دعوة لنزع سلاح إسرائيل، بل دعوة لوقف أى زعزعة للاستقرار فى هذا الجزء من العالم». وقال الرئيس الفرنسى: «أكدنا ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة، وفى لبنان، وذلك لتجنب التوسع الإقليمى للصراع». فى سياق آخر، قالت منظمة «العفو الدولية» فى تونس إن إسرائيل تواصل التعتيم على جرائم وانتهاكات حرب الإبادة الجماعية فى غزة عبر منع وصول الصحفيين الأجانب إلى الأراضى الفلسطينية، خاصة القطاع.
وقال عضو منظمة العفو الدولية، أحمد كرعود، خلال المؤتمر، إن منع دولة الاحتلال الإسرائيلى وصول الصحفيين والصحفيات الأجانب إلى الأراضى الفلسطينية، خاصة قطاع غزة يهدف إلى التعتيم على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين والانتهاكات الجسيمة التى تصل إلى حد الإبادة الجماعية.