إدانات دولية لاستهداف قوات «اليونيفيل».. و«جوتيريش»: لا تسامح

توالت ردود الفعل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلى لقيام عدد من عناصره باستهداف قوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» فى لبنان، ما أسفر عن إصابة 2 من أفرادها، وهو ما اعتبرته العديد من الدول «جريمة حرب» تستوجب المحاسبة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلى النار على موقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى لبنان يمثل انتهاكًا للقانون الدولى، لافتًا إلى أنه أوضح لإسرائيل أنه لا يمكن التسامح مع هذا الحادث.
وطالب «جوتيريش»، خلال مؤتمر أمس، قوات الاحتلال بوقف هجماتها وحماية قوات حفظ السلام الدولية، وشدد فى الوقت ذاته على أهمية بذل المزيد من الجهود لتجنب حرب شاملة فى لبنان، مؤكدًا أنه لا يمكن السماح بتصاعد الأحداث فى الشرق الأوسط وتهديد الأمن العالمى.
من جهته، أوضح المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان «اليونيفيل»، أندريا تينينتى، أن قوات حفظ السلام عازمة على البقاء فى مواقعها جنوب لبنان، رغم الهجمات الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية، والتى أسفرت عن إصابة أفراد من الأمم المتحدة.
ورهن «تينينتى» بقاء القوات إلى حين يصبح الوضع يستحيل العمل فيه، قائلًا: «باقون لأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب منّا أن نكون هناك، الهجمات الإسرائيلية على برج مراقبة فى مقر اليونيفيل الرئيسى بالناقورة بقذائف المدفعية ونيران الأسلحة الصغيرة أسفرت عن إصابة 2 من الأفراد، وإصابة كاميرات المراقبة، وهذا الحادث من أخطر الأحداث أو الوقائع على مدار ال12 شهرًا الماضية». ويوجد أكثر من 10400 جندى من قوات حفظ السلام بين نهر الليطانى فى الشمال والحدود المعترف بها من الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل، والمعروفة باسم «الخط الأزرق» فى الجنوب، حيث أكدت «يونيفيل» أن التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق يتسبب فى تدمير واسع النطاق للمدن والقرى فى جنوب لبنان.
من ناحيتها، أدانت وزارة الخارجية اللبنانية الاستهداف الممنهج والمتعمّد الذى يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلى لقوات الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن طلب إخلاء مواقعها فى جنوب لبنان بشكل غير مشروع يُعد سابقة خطيرة، ويؤكد مرة أخرى استباحة إسرائيل للشرعية الدولية، وعدم امتثالها للقوانين والمواثيق الدولية وللقانون الدولى الإنسانى، إضافة إلى انتهاكها الصارخ والمستمر لقرار مجلس الأمن الدولى رقم 1701.
وأشار مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلى نيبينزيا، إلى أن القصف الإسرائيلى على «اليونيفيل» يُعد «جريمة حرب»، وأن موسكو تعرب عن دعمها الكامل لقوات المنظمة العالمية، إذ أصبحت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هدفًا للهجمات الإسرائيلية، وهذا الأمر يستحق الرد، لافتًا إلى أن روسيا تعرب عن دعمها الكامل لقوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان، وضمان سلامة القوات بشكل صارم. وعبّرت الصين عن قلقها البالغ وإدانتها الشديدة للهجوم الإسرائيلى على قوات «اليونيفيل»، وقالت المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماو نينج، إن بلادها تدين الهجوم على مراكز المراقبة التابعة لقوات اليونيفيل، والذى أوقع إصابات فى صفوف عناصر حفظ السلام.
وأشارت «ماو» إلى أن أى اعتداء متعمّد على قوات حفظ السلام الأممية يُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنسانى الدولى، مردفة: «يجب وقف تحركات كهذه فورًا، ويجب التحقيق فى تلك الحادثة ومحاسبة المسؤولين واتخاذ إجراءات لمنع تكرارها».
وأوضح الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، جوزيب بوريل، أن الهجمات مرفوضة، وغير مبرَّرة، مضيفًا، عبر حسابه على منصة «إكس»: «تم تجاوز خط جديد بشكل خطير فى لبنان».