داخل محكمة الأسرة بالجيزة، فوجئ أعضاء مكتب تسوية النزاعات الأسرية بسيدة تجاوزت الستين من عمرها، تسأل أحد أعضاء مكتب تسوية محكمة الأسرة، قائلة: «معلش يا بني هو أنا لو عايزة أرفع قضية خلع أعمل إيه؟»، باندهاش وتعجب ارتسم على وجوه خبراء مكتب التسوية، رد أحدهم: «هو حضرتك اللي عاوزة ترفعي القضية يا حاجة ولا حد تاني؟» لتحمل الإجابة تفاصيل أكثر دهشة وغرابة، حيث ردت قالت السيدة المسنة: «لا يا بني، أنا اللي عاوزة أخلع جوزي». جلست الزوجة المسنة داخل مكتب التسوية بمحكمة الأسرة تحكي تفاصيل دعواها، وسط إنصات جميع خبراء المكتب، وبدأت حديثها بالقول: «أنا متجوزة أبوالعيال بقالي 42 سنة، وعندي منه 4 عيال، ربنا يخليهم ويخلي أحفادي منهم، بس خلاص تعبت وما بقتش قادرة أعيش مع الراجل ده، وعارفة إننا خلاص مش باقيلنا في الدنيا كتير، بس أنا عاوزة أعيش اللي فاضل لي في الدنيا مرتاحة من غير وجع قلب وقلة قيمة». وتضيف مقيمة الدعوى أمام الخبراء ب محكمة الأسرة: «أنا تعبت معاه طول حياتنا، ووقفت معاه في جوازات وجهاز ولادنا، وكنت ست أصيلة بشهادة كل الناس، لو لف الدنيا كلها مش هيلاقي واحدة تعمل اللي عملته معاه، لكن هو ما طلعش أصيل، وبعد ما عمره قرب على 70 سنة، عمل اللي مافيش عيل صغير يعمله، ولم يحترم سنه، ولا أولاده، ولا حتى الست اللي عاشت معاه السنين دي كلها». وتستطرد الزوجة الستينية مقيمة الدعوى، أمام مكتب التسوية ب محكمة الأسرة: «لما أعرف إنه عاوز يتجوز عيلة من دور ولاده، عندها 30 سنة، وإنه راح يتقدم لأهلها، ويقول لولادنا أنا عاوز أعيشلي يومين حلوين، وأنا ما بقتش مبسوط مع أمكم، ولا بقت مريحاني، وبكل بجاحة لا عمل حساب لولاده ولا ليا ولا حتى لسنه». وتختتم المدعية حديثها أمام محكمة الأسرة قائلة: «ولادي هم اللي شجعوني إني أخلع أبوهم لأنه رفض يطلقني، وقالي مش هطلقك أنا هتجوز وده حقي، أنا مابعملش حاجة غلط، اللي مش عاجبه يتفلق، عشان كده أنا قررت أجي محكمة الأسرة وأرفع قضية خلع، وأقر إني متنازلة عن كل حقوقي عنده، أنا مش عايزة منه أي حاجة».