جلسة حزينة مليئة بالدموع أمام محكمة الأسرة بالجيزة، بكي فيها الحاضرون بعدما وقفت الأم وفي يدها طفلاها الصغيران، يبكون بحرقة بعد ما روته الأم من تفاصيل لدعواها التي أقامتها تطلب فيها نفقة من طليقها والد الصغيرين. بعد إحالة الدعوى من مكتب تسوية النزاعات لنظرها أمام محكمة الأسرة حضرت الزوجة مقيمة الدعوى ووقفت أمام قاضي محكمة الأسرة تمسك بيد الصغيرين وقالت: «يا حضرة القاضي أنا مش جاية عشان حق ليا ولا عشان عايزة حاجة لنفسي، أنا رفعت القضية وجيت المحكمة عشان خاطر العيلين الصغيرين دول». وتابعت: «ما يرضيش ربنا ولا يرضي مخلوق على وش الأرض إن العيال دي ما تلاقيش تاكل ولا تشرب ولا تتعلم وأبوهم راجل مقتدر، بس كل اللي هو عايزه إنه ينتقم مني، عشان طلبت الطلاق». [image2] وأضافت المدعية أمام محكمة الأسرة - وقد دخلت في نوبة بكاء هستيري: «أبوولادي قاللي وهو بيطلقني وفيه شهود على كلامي ده «أنا هخليكي تندمي ومش تشوفي يوم عدل بعد كده، وهخليكي تموتي من الجوع إنتي وعيالك». بكاء الصغار بدأ يعلو داخل قاعة محكمة الأسرة عندما شاهدوا أمهما، وقد انهارت خلال حديثها للمحكمة، ليقول لها طفلها، أكبرهما الذي لم يتجاوز عمره 9 سنوات: «والنبي يا ماما ما تعيطيش، إحنا مش عايزين ناكل خلاص بس ما تعيطيش»، لتمسك الأم بيد صغيريها تحاول تهدئتهما، وتقول لمحكمة الأسرة: «أنا اشتغلت في البيوت ومسحت سلالم عشان أقدر أصرف على ولادي اللي أبوهم ما بعتلهمش ولا مليم بقاله سنة وشهرين من يوم طلاقنا، رغم إنه مقتدر ودخله كويس، لكن هو بيعاقبني أنا عشان اتجرأت وطلبت الطلاق». وتستطرد المدعية أمام محكمة الأسرة قائلة: «أنا كنت عايشة مع جوزي في جحيم حقيقي، ولما فاض بيا وطلبت الطلاق رفض، ولما هددته إني هرفع عليه قضية خلع وافق بالعافية على الطلاق، وطبعا مقابل التنازل عن كل حقوقي، لكني ماكنتش أتخيل إنه ممكن يعمل كده في ولاده». وواصت: «أنا ماليش حد، واللي فاضل من أهلي مشغول في حاله، ومحدش بقي قادر يشيل هم حد، كل واحد عنده همه»، حسبما قالت المدعية أمام محكمة الأسرة، مضيفة: «لكن أنا تعبت بجد ووصلت بعيالي لإن بقي ييجي علينا أيام ما بلاقيش أكل لولادي وبينامو جعانين». وفي نهاية الجلسة قررت محكمة الأسرة التأجيل لحضور الأب المدعي عليه وسماع أقواله، فيما ورد بالدعوى، وأمرت بالتحري عن عمله، وتقديم ما يفيد دخله الشهري في الجلسة المقبلة.