«طلعت مصطفى» تخطو نحو العالمية

شهدت المنطقة العربية نهضة عمرانية غير مسبوقة خلال العقدين الماضيين، بدأت ملامحها فى دبى، وانتقلت إلى مصر منتصف 2004، وبلغت ذروتها خلال السنوات العشر الأخيرة مع تدشين الجيل الرابع من المدن العمرانية، ومازالت مستمرة، فيما دخلت دول مثل المملكة العربية السعودية والعراق وعمان والمغرب السباق مؤخرا. وخلال هذه الفترة تبلورت منافسة شديدة بين كبار اللاعبين فى مجال التطوير العقارى، ليس فقط بين الشركات المحلية وبعضها، ولكن على المستوى الإقليمى.
ونجحت مجموعة طلعت مصطفى المصرية، خلال الأعوام الأخيرة، فى تصدر المشهد كلاعب إقليمى منافس ينطلق بسرعة نحو العالمية، لاسيما بعد إطلاق مشروع «ساوث ميد» فى الساحل الشمالى الغربى الذى نقله لمستوى متقدم من المنافسة مع دول مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وتركيا واليونان.
الخبراء الذين استطلعت «عقارات المصرى اليوم» آراءهم، أكدوا أن مجموعة طلعت مصطفى بتحركاتها الأخيرة تسعى لخلق براند عالمى، بعدما رسخت مكانتها فى السوق المحلية كأكبر مطور عقارى، والوحيد القادر على تنفيذ المدن العمرانية المتكاملة بمساحات ضخمة لا ينافسه فيها كبار اللاعبين فى المنطقة العربية، فضلا عن قدراتها على تقديم نموذج عمرانى يجمع بين التطوير العقارى والسياحى.
وقال فتح الله فوزى، رئيس لجنة التطوير العقارى بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن اسم مجموعة طلعت مصطفى بات خيارًا مفضلًا لكبار المستثمرين أو المسؤولين الحكومين فى الدول المجاورة لعقد شراكات لتنفيذ مشروعات تنموية ضخمة، بفضل نجاح مشروعاته مثل الرحاب ومدينتى ورغبة تلك الدول فى تكرار التجربة لديها.
وأعلنت المجموعة، فى وقت سابق العام الماضى، عن إطلاق أول مشروعاتها الإقليمية هو مشروع «بنان» فى المملكة العربية السعودية، على مساحة 10 ملايين متر مربع، بالشراكة مع الشركة الوطنية للإسكان، وحقق المشروع مبيعات تتجاوز 40 مليار جنيه خلال شهرين فقط، متفوقا عن مستهدفاته خلال العام، كما دعا رئيس وزراء العراق المجموعة، خلال اللقاء الأخير الذى جمعه مع هشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب، إلى المشاركة فى إقامة عدد من المدن المخطط تنفيذها، ونفس الدعوة تلقتها الشركة من الحكومة العمانية، كما أسندت له الشركة القابضة الإماراتية صاحبة مشروع رأس الحكمة أعمال المطور العام للمدينة الجديدة التى تعد أكبر استثمار مباشر دخل السوق المصرية فى تاريخه.
فيما أكد أحمد زكى، المدير التنفيذى لشركة ذا بورد كونسالتينج للاستشارات العقارية، أن القفزات الملحوظة فى نتائج أعمال مجموعة طلعت مصطفى، خلال السنوات السبع الأخيرة وانطلاقها لدخول أسواق خارجية مثل السعودية، يعنى تحولها تدريجيا من أكبر مطور عقارى محلى إلى لاعب إقليمى.
وفقا لنتائج الأعمال المنشورة فى إفصاحات البورصة المصرية تضاعفت مبيعات مجموعة طلعت مصطفى التعاقدية بأكثر من عشر مرات خلال 7 سنوات، لتقفز من 13 مليار جنيه عام 2017 - وهو العام الذى أعلنت فيه المجموعة عن استراتيجية عملها الجديدة- لتسجل بنهاية عام 2023 نحو 142.7 مليار جنيه، وخلال الستة أشهر الأولى من العام الجارى تجاوزت مبيعات المجموعة التعاقدية 340 مليار جنيه حتى 8 يوليو الجارى، بفضل مشروع «ساويت ميد» أول مشروعات الشركة فى الساحل الشمالى والمقام على 23 مليون متر مربع، حيث بلغت مبيعاته 200 مليار جنيه خلال 6 أيام من إطلاق المشروع، لتكون بذلك أسرع وأكبر شركة تحقيقا للمبيعات لمشروع واحد فى منطقة الشرق الأوسط.
وتابع أحمد زكى، طلعت مصطفى قدمت فى مشروع ساويث ميد فكرا مختلفا ومنتجات مبتكرة تخاطب بها شريحة جديدة من العملاء على السوق المصرية.. هى تسعى إلى المنافسة العالمية، بدليل أنها استعانت بممثل عالمى لإطلاق حملتها الدعائية، كما أن فكرة إقامة مارينا يخوت فاخر داخل المشروع تعنى أنها ستجذب بمشروعاتها أغنياء أوروبا ودول الخليج، ويساعدها فى ذلك ما تملكه من خبرات فى القطاع السياحى وشراكاتها مع أهم الأسماء العالمية فى عالم الفندقة.
مضيفا أن هذا المشروع سينافس مثيله فى دول جنوب فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان.
وتابع: بالتأكيد سيحدث نقلة نوعية فى سوق الساحل الشمالى من حيث حجم المبيعات أو العملاء المستهدفين أو طبيعة الحياة والإقامة الدائمة وستستفيد شركات التطوير الأخرى من البنى التحتية التى سيوفرها المشروع.
وتابع: مجموعة طلعت مصطفى فى منطقة لا ينافسه فيها أحد، سواء فى ثقة العملاء، القدرة على إنجاز المشروعات فى التوقيتات المحددة والتسليم بأعلى معايير الجودة والأهم هى الصيانة وخدمات ما بعد البيع، وعزز من ذلك كله ثقة الدولة فى اسم المجموعة وقدراتها على تنفيذ المشروعات الكبرى.