صحيفة «odatv» التركية: الحرب الأوكرانية تمتد إلى أفريقيا

نشرت صحيفة «odatv» التركية مقالًا بعنون «الحرب الأوكرانية تمتد إلى أفريقيا وما يدور خلف كواليس السفارات»، حيث كشفت الصحيفة عن مخطط فرنسي لتجنيد الأفارقة تحت غطاء ديبلوماسي من خلال قيام أوكرانيا بافتتاح سفارات ومكاتب جديدة لها في عواصم الدول الأفريقية وتوسيع تمثيلها الديبلوماسي في المنطقة.
وذكر التقرير أن الهدف الرئيسي لتكثيف العمل الدبلوماسي الأوكراني في إفريقيا هو لتجنيد عددًا من جنود الدول الإفريقية للقتال ضد روسيا. ذلك بحسب ما ذكرت وكالات أنباء أفريقية،
وأفاد التقرير إلى تجنيد أوكرانيا لعدد من الجنود من السنغال لاحظتها حكومة البلاد مؤخرًا وأحدثت أزمة بين البلدين.
وفي ذات السياق أفاد الخبير الإقليمي في العلوم السياسية علاء الدردوري، فإن استراتيجية تقليص نفوذ روسيا في إفريقيا تكمن وراء دعم فرنسا لأنشطة أوكرانيا في القارة، خاصة في ساحل العاج، وهذا يتماشى مع سياسة ماكرون العنصرية والموجهة ضد دول الشرق الأوسط وأفريقيا.
وبنفس السياق، علق الخبير في العلاقات الدولية كاسي كواديو، «تهدف أوكرانيا إلى جعل ساحل العاج منصة رئيسية لتوسيع نفوذها الاستراتيجي في غرب إفريقيا، كما تتزامن محاولات أوكرانيا لإشراك الأفارقة في الصراع الروسي الأوكراني مع استراتيجية الدول الغربية بعد خسارة نفوذها بالمنطقة، وهذا ما كان يقصده الرئيس الفرنسي ماكرون عندما صرح مرارًا وتكرارًا أن»كل الخيارات متاحة«فيما يتعلق بإرسال أفراد عسكريين أجانب إلى كييف».
والمح الخبير في العلاقات الدولية إلى أن تصريحات ماكرون تحمل تلميحات لإرسال الشباب الأفارقة الذين سيتم تجنيدهم عن طريق السفارات الأوكرانية الجديدة في القارة السمراء.
وأشار إلى أن فرنسا خسرت خلال الأعوام الماضية نفوذها في العديد من الدول الأفريقية، وخصوصًا في منطقة دول الساحل الأفريقي، حيث خرجت العديد من الاحتجاجات ضد «الاستعمار» الفرنسي وتواجدها العسكري، بالإضافة إلى الانقلابات العسكرية التي قادها بعض من الضباط الشباب في دول مثل بروكينا فاسو ومالي وغيرها، مما أفقد فرنسا نفوذها وتأثيرها على هذه البلاد.
ولهذا السبب تسعى فرنسا لتعيد نفوذها وتظهر نفسها كقوى عظمى لم تتأثر بكل الأحداث الأخيرة، وبأنها مازالت لديها القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة بخصوص الصراعات الدولية كالحرب الروسية الأوكرانية، ولذلك صرح الرئيس الفرنسي مؤخرًا عدة مرات أنه مستعد أن يدفع بجنود فرنسيين أو بقوات من حلف شمال الأطلسي «الناتو» إلى الصراع في أوكرانيا، وهذا يمثل تصعيدًا غير مسبوق من قبل باريس، ويؤكد على نوايا إدارة ماكرون للعودة إلى الواجهة مرة أخرى.
ولفت إلى أن ماكرون يواجه ردود سلبية من قبل قادة الدول الغربية والمسؤولين في حلف شمال الأطلسي بخصوص إرسال قوات للقتال في أوكرانيا ودعم القوات الأوكرانية على طول جبهة القتال، الأمر الذي لجأت إليه فرنسا في تجنيد عدد من الشباب من أفريقيا، وخصوصًا من الدول التي مازالت تملك باريس نفوذًا على أنظمتها، كما هو الحال في ساحل العاج.