نيران إسرائيل تحرق أمريكا والغرب.. إدانات دولية لاستهداف موظفي «المطبخ العالمي» في غزة

غضب دولي تبع حادث استهداف غارة إسرائيلية عمال إغاثة بمنظمة المطبخ المركزى العالمى الخيرية في قطاع غزة، يوم الإثنين، الأمر الذي أسفر عن مقتل 7 أشخاص من جنسيات مختلفة، حيث خرج عدد من الجهات الدولية للتنديد بالحادث.
وأطلق المطبخ المركزي العالمي أسماء عمال الإغاثة السبعة الذين قتلوا، حيث قُتل في الغارة الإسرائيلية، البريطانيون جون تشابمان، 57 عامًا، وجيمس هندرسون، 33 عامًا، وجيمس كيربي، 47 عامًا، بالإضافة إلى الأسترالي لالزاومي فرانككوم، والبولندي داميان سوبول، والفلسطيني سيف الدين عصام عياد أبوطحاس، والأمريكي الكندي جاكوب فليكينجر- وفقًا لموقع «BBC».
وقال الرئيس التنفيذي للمنظمة إيرين جور في بيان كشف عن هوياتهم: «هؤلاء هم أبطال WCK، هذه الأرواح السبعة الجميلة قُتلت على يد الجيش الإسرائيلي في غارة بينما كانوا عائدين من مهمة استغرقت يومًا كاملًا.. ابتساماتهم وضحكاتهم وأصواتهم مغروسة في ذاكرتنا إلى الأبد».
ووفقا لما نقلته وسائل إعلام عالمية أكد مؤسس المنظمة الخيرية، الشيف الإسباني خوسيه أندريس، أن المنظمة تعيش حدادا على مقتل 7 من موظفي المطبخ العالمي، داعيًا المجتمع الدولي إلى «وقف جرائم إسرائيل العشوائية».
وشدد مؤسس المنظمة على ضرورة أن تتوقف حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن تقييد المساعدات الإنسانية، وقتل المدنيين وعمال الإغاثة، واستخدام الغذاء كسلاح، مضيفا: «ينبغي عدم فقدان مزيد من الأرواح البريئة».
الجانب الإسرائيلي
قدم الرئيس الإسرائيلى، إسحاق هرتسوج، التعازى لضحايا القصف الإسرائيلى الذي استهدف أجانب في قطاع غزة من مؤسسة المنظمة العالمية «WCK» خلال مهمة إنسانية في القطاع، «نعتذر عن وفاتهم المأساوية».
وقال الجيش دولة الاحتلال إنه يجري التحقيق في الحادث، وإن الغارة كانت «خطأ فادحا» وإنها لم تكن تهدف إلى إيذاء عمال الإغاثة.
ردود فعل دولية
وفي تحرك عاجل طالب رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، في مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإجراء تحقيق، قائلًا: «الكثير من عمال الإغاثة والمدنيين العاديين فقدوا حياتهم في غزة، والوضع لا يطاق بشكل متزايد»، كما استدعت المملكة المتحدة السفير الإسرائيلي بسبب القتلى، وهى المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ 12 عامًا.
وتعليقًا على الحادث أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم الأربعاء، عن استيائه لمقتل عمال الإغاثة التابعين للمؤسسة الخيرية، موضحًا أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لحماية المدنيين، وأن الصراع في غزة أصبح من أكثر الصراعات دموية بالنسبة لعمال الإغاثة، كما عبر «البيت الأبيض» عن حزنه بسبب الحادث.
وقالت المتحدثة باسم المجلس القومى الأمريكى، أدريان واتسون: «نشعر بالحزن والقلق العميق بسبب الغارة التي أودت بحياة عمال الإغاثة من منظمة المطبخ المركزى العالمى في غزة» وحثت إسرائيل على التحقيق السريع فيما حدث.
كما عبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربى، عن غضب بلاده بسبب الغارة التي أدت إلى مقتل عمال إغاثة من «المطبخ المركزي العالمي» في غزة، مضيفًا أن رئيس البلد جو بايدن قدم تعازيه لرئيس المنظمة.
وأدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، مقتل عمال الإغاثة السبعة، وقال «بوريل» في تدوينة عبر منصة «إكس»: «أدين الهجوم وأطالب بإجراء تحقيق».
وطالبت وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية، كارولين غينيز بمحاسبة إسرائيل على تنفيذها هذه الجريمة، واصفة إياها ب«الأمر المفجع»، وتساءلت الوزير البلجيكية «كم عدد المدنيين الأبرياء الذين لايزال يتعين عليهم الموت؟».
وفي تحرك من الجانب الأسترالي، عقد رئيس الوزراء الأسترالى، أنتونى ألبانيز مؤتمرا صحفيا، وقال إنه تحدث إلى نتنياهو، بشأن الغارة الإسرائيلية التي قتلت موظفى إغاثة في غزة، من بينهم مواطنة أسترالية، مضيفًا: «عبرت عن غضب أستراليا، وقلقها إزاء قتل عمال الإغاثة».
كما طالبت وزيرة الخارجية الكندية، ميلانى جولى، بإجراء تحقيق كامل في مقتل موظفى الإغاثة في قطاع غزة، ومن بينهم مواطن كندي، وقالت «جولى»، عبر منصة «إكس»: «ندين هذه الغارات وندعو إلى إجراء تحقيق كامل. وكندا تتوقع المساءلة الكاملة عن عمليات القتل هذه، وسننقل ذلك إلى الحكومة الإسرائيلية مباشرة. والضربات على العاملين في المجال الإنسانى غير مقبولة على الإطلاق».
ومن جانبه قال رئيس الوزراء البولندى، دونالد تاسك، إن الغارة الجوية الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل 7 عاملين، بينهم مواطن بولندى، وضعت تضامن وارسو مع تل أبيب أمام اختبار صعب، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من البولنديين تضامنًا كاملًا مع إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الشديدين للحادث، واصفة إياه باستمرارٍ ممنهج لجرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني.
وقدمت الوزارة خالص تعازي ومواساة المملكة لذوي الضحايا، مجددةً رفض المملكة القاطع لاستهداف البعثات والمنظمات الإغاثية والعاملين فيها، كما طالبت المجتمع الدولي بالقيام بدوره تجاه وقف هذه الانتهاكات، وحماية المدنيين العُزّل والعاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية، والعمل على إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية العاجلة لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
ودعت الأمم المتحدة تدعو مجددًا إلى وقف فورى لإطلاق النار لأغراض إنسانية في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم للمتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الهجوم على المؤسسة الخيرية في غزة ومقتل 7 من العاملين بها «هو النتيجة الحتمية للطريقة التي تُدار بها هذه الحرب في الوقت الحالى».
وعلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم، على الحادث، في مؤتمر صحفي في جينيف، مؤكدًا أن ما حدث لفريق مؤسسة «المطبخ المركزي العالمي» في غزة وقتل سبعة منهم يؤكد مدى الخطورة التي تعمل فيها منظمة الصحة والمنظمات الإنسانية الأخرى هناك.
وأشار إلى أن المنظمة كانت تعمل مع المؤسسة لإيصال الغذاء إلى العمال الصحيين والمرضى في المستشفيات بغزة، إلا أن الحادث الذي وقع يعكس خطورة الوضع في القطاع.
وتابع: «المطبخ المركزي العالمي كانت تقوم بتقديم الطعام إلى الآلاف من الأشخاص في غزة، ولكن مع تعليق عملياتها المفهوم الآن، فإن هؤلاء الآلاف سيكونون بدون غذاء»، مؤكدا أن سيارات فريق المؤسسة كانت عليها العلامات بشكل واضح، وأنه لم يكن يجب أبدا مهاجمتها.
وأضاف: أن «منظمة الصحة العالمية مستمرة في العمل بغزة، ولكن لكى تقوم بذلك فهناك حاجة إلى توفير وصول آمن من خلال آلية فعالة وشفافة لضمان أمن القوافل الإنسانية، وأنه يمكنها أن تتحرك بأمان»، كما شدد على أن هناك حاجة إلى منافذ عبور أكثر إلى قطاع غزة، بما في ذلك إلى شماله، وكذلك الحاجة إلى طرق ممهدة وسريعة وتوقفات متوقعة في نقاط التفتيش.