غزة: أكثر من 120 مقبرة جماعية وتحذيرات من انتشار الأوبئة بسبب نفاد الأدوية والأغذية

وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية، في مختلف محافظات قطاع غزّة، بسبب العدوان الإسرائيليّ المستمر منذ أكثر من شهرين، والذي أدّى إلى ارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء، وفقا لوكالة «معا».
وأوضح البيان أنّ الفلسطينيين لجأوا إلى إنشاء هذه المقابر بشكل عشوائي في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية، نتيجة صعوبة الوصول إلى المقابر الرئيسية والمنتظمة، من جراء القصف الإسرائيلي.
وأدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأشد العبارات الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لعدد من المقابر في قطاع غزة وإلحاق دمار واسع بها، ونبش وتخريب بعض القبور وسرقة جثث منها.
وأدت الهجمات المتكررة إلى إحداث حفر كبيرة داخل تلك المقابر ابتلعت بداخلها عشرات القبور، وتناثر بسببها رفات الموتى واختفى بعضها، فضلا عن تضرر عشرات القبور المجاورة لها بشكل بليغ.
وتلقى المرصد إفادات بشأن نبش جيش الاحتلال عددًا من القبور في مقبرة «الفالوجا» وسرقة جثث من داخلها يعتقد أنها تعود لنشطاء فلسطينيين وسط مخاوف وشبهات من احتمال سرقة أعضاء منها، مؤكدا أن جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها «إسرائيل» في قطاع غزة لم يسلم منها حتى الموتى في ظل تواطؤ دولي مستهجن وغير مبرر.
وذكر أن «إسرائيل» تنتهك بشكل ممنهج حرمة الأموات وانتهاك مقابرهم وتخالف مبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعد الحرب بشأن ضرورة حماية المقابر أثناء النزاعات المسلحة.
من ناحيته قال المتحدث باسم وكالة الأونروا كاظم أبوخلف، إن الوكالة لا تستطيع تقديم الخدمة بالشكل الطبيعي في قطاع غزة، في ظل عدم وجود استجابة إنسانية حقيقية ونفاد المياه والمستلزمات الطبية والأدوية والأغذية، الأمر الذي سيزيد الأمور تعقيدا وخطورة ومأساة، محذرا من كارثة فعلية قد تدفع إلى تفشي الأوبئة.
ووفقا لما نقلت إذاعة «صوت فلسطين»، اليوم الخميس، أنه من دون وقف إطلاق النار لا يمكن تقديم الإغاثة الإنسانية، ما يؤدي إلى صعوبة الوصول إلى المواطنين في كل المحافظات الجنوبية، مؤكدا أن ما يمر به أبناء غزة هو الأسوأ في تاريخ فلسطين، معبرا عن مخاوف حقيقية من تدهور أوضاع النازحين بمدينة رفح التي يتواجد فيها أكثر من نصف سكان غزة.
ويعيش أبناء قطاع غزة حالة من التشرد في شوارع القطاع بلا مآوى أو الاحتياجات الأساسية للحياة من ماء وطعام وشراب، فضلا عن تعرض البنية التحتية للدماء، ما دفع لتجمعات مياه الأمطار في مخيم جباليا ودفع أبناء القطاع لانتشال جثامين الشهداء بصعوبة بالغة.
وفي سياق متصل، أكدت حركة «حماس» في ذكرى انطلاقتها ال36 استمرار المقاومة حتى زوال الاحتلال والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتابعت: تمر علينا اليوم الذكرى ونحن نعيش في ظل معركة طوفان الأقصى التي دشّنت مرحلة جديدة في صراعنا مع المحتل الصهيوني الغاشم الذي يوغل في دماء شعبنا ويتنكّر لحقوقنا الوطنية ويهوّد مقدساتنا في القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأكدت حماس انفتاحها لكافة الجهود التي تُفضي إلى وقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية، وإلى إطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال، وتؤدّي إلى تشكيل مرجعية وطنية على طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ومنذ إنشاء حركة حماس، فهناك تسلسل زمني للحرب مع إسرائيل، ففي عام 1987 تم تأسيس حركة حماس في بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة. ونفذت الحركة بعد عامين أول هجماتها على أهداف عسكرية إسرائيلية شملت خطف وقتل جنديين إسرائيليين، وفي الفترة ما بين عام 2001-2002 نفذت حماس سلسلة تفجيرات في إسرائيل منها قتل 21 إسرائيليا خارج ملهى في تل أبيب في يونيو 2001، و30 محتفلا يهوديا خلال عيد الفصح في نتانيا. وقتلت إسرائيل القائد العسكري لحماس صلاح شحادة في ضربة جوية وبدأت في حصار مجمع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وفي مارس -أبريل 2004- قتلت إسرائيل الزعيم الروحي لحماس والمؤسس المشارك لها الشيخ أحمد ياسين في ضربة جوية وكذلك المؤسس المشارك والزعيم السياسي لها عبدالعزيز الرنتيسي في غزة في شهرين متتاليين.
وفي 25 يناير 2006 حماس تفوز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وفي يونيو من العام نفسه حماس تأسر المجند الإسرائيلي جلعاد شليط في غارة عبر الحدود مما دفع إسرائيل لتوجيه ضربات جوية والتوغل داخل القطاع. وأفرج عنه بعدها ب 5 سنوات في عملية تبادل أسرى، وفي 27 ديسمبر عام 2008- شنت إسرائيل هجوما عسكريا على غزة استمر 22 يوما بعدما أطلق فلسطينيون صواريخ على بلدة سديروت بجنوب إسرائيل. وتشير تقارير إلى استشهاد 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار.
وفي عام 2014- أدى خطف حماس وقتلها 3 شبان إسرائيليين إلى حرب استمرت سبعة أيام تشير تقارير إلى أنها أسفرت عن مقتل 2100 فلسطيني في غزة و73 إسرائيليا منهم 67 عسكريا، وفي عام 2021 شنت إسرائيل عدة ضربات على قطاع غزة، ومن ثم كانت الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر الجاري وخلفت 18،600 شهيد ارتقوا في قطاع غزة وفقا لجهاز الإحصاء المركزي، وجرح أكثر من 51 ألفا.