كارثة بيئية في غزة تهدد المناخ.. حرقوا البشر والشجر (ملف خاص)

يحمل الشتاء هذا العام تهديدات لا آخر لها لسكان قطاع غزة، الذي يعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، فبعد أيام متواصلة من الإبادة الجماعية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلى، انتشرت الأمراض والأوبئة الناتجة عن نقص حاد في كافة مقومات الحياة، ما يجعل من الشتاء هذا العام كارثة حقيقية على أهل غزة ومعها كوكب الأرض بأكمله.
قبل أحداث 7 أكتوبر الماضى، كان القطاع يعانى من مشاكل صحية وبيئية بسبب الحصار، وخلال الشهرين الماضيين ازداد الوضع سوءًا بعد أن قصف جيش الاحتلال غزة بأطنان من المتفجرات بعضها عبارة عن قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليًا، ودمر بها كافة سبل الحياة في القطاع، إذ انتشر الدخان السام في الهواء واختلطت المياه الجوفية بالمجارى وحُرقت أشجار الزيتون وانتشرت الجثث في الشوارع وتحت الأنقاض وتراكمت القمامة ونفايات المستشفيات على جوانب الطرق.
وكشف المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان عن أن جيش الاحتلال أسقط على أهالى غزة أكثر من 25 طنًا من المواد المتفجرة، ما يعادل قنبلتين نوويتين، استهدفت أكثر من 12 ألف موقع في غزة، أي 10 كيلو متفجرات لكل فرد، مؤكدًا أن القنابل التي استخدمت ضد أهالى غزة من نوع شديد التدمير، بالإضافة إلى استخدام الفوسفور الأبيض الذي حرق البشر والشجر، كما أن وجود ما يقرب من 5 آلاف جثة تحت العقارات المهدمة يهدد بانتشار أمراض خطيرة، خاصة مع عدم توافر الدواء والمستشفيات التي تعرضت هي الأخرى للقصف.
الحياة في القطاع.. جثث متحللة وتهديد بالأوبئة
ما يقرب من 5 آلاف جثة مازالت تحت أنقاض العقارات السكنية والمستشفيات التي قصفها جيش الاحتلال الإسرائيلى في قطاع غزة منذ أحداث 7 أكتوبر حتى الآن، إذ لم تتمكن قوات الدفاع المدنى الفلسطينية من مساعدة الأهالى في استخراجها، ما يمثل خطرًا كبيرًا يهدد أهالى غزة، ويُنذر بانتشار أمراض خطيرة، من بينها الكوليرا والتهاب الكبد الوبائى والتيفود، خاصة مع تحلل هذه الجثث، وحذرت منظمة الأمم المتحدة وعدد من الهيئات الدولية من خطورة انتشار الأمراض في منطقة غزة، بعد تعفن عدد كبير من الجثث تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن تحلل الجثث يهدد بتلوث البيئة وانتشار البكتيريا والفيروسات.
التفاصيل هنا
الفوسفور الأبيض يقضى على الأخضر واليابس
صواريخ جيش الاحتلال في سماء غزة وقنابل الفوسفور الأبيض التي تسقط على رؤوس الأهالى، وكافة أنواع القذائف والمتفجرات التي وصلت إلى عدة أطنان، لم تسفر عن آلاف الشهداء فقط، بل تسببت في جريمة بيئية ربما تعيش لسنوات، فالهواء أصبح ملوثًا، والمياه غير نظيفة، حتى المياه الجوفية التي تخرج من باطن الأرض اختطلت بمياه الصرف الصحى بعد أن استهدف الاحتلال الإسرائيلى كل مرافق وسبل الحياة في غزة.
التفاصيل هنا
مدير البيئة في غزة: جيش الاحتلال يطبق سياسة تدمير مقومات الحياة في القطاع
حالة من الخوف والقلق سيطرت على أهالى غزة ليست فقط من رصاص وقذائف جيش الاحتلال الإسرائيلى، ولكن تضاعفت مع تناول الطعام والشراب الملوث بمياه المجارى، وكذا استنشاق الهواء المحمل بدخان القنابل وروائح أكوام القمامة ومخلفات المستشفيات وأشلاء الجثث المتراكمة في كل الأماكن.
وهو ما أكده مدير عام حماية البيئة في غزة، ياسر أبوشنب، في حواره مع «المصرى اليوم» الذي يكشف حجم الكوارث البيئية التي تتعرض لها غزة بعد استخدام جيش الاحتلال أسلحة محرمة دولية تهدد بكوارث جديدة في القريب العاجل.
نص الحوار هنا بالتفاصيل
صحيفة عبرية: المياه الملوثة في غزة إصابة الرهائن الإسرائيليين بفيروسات خطيرة
حذّرت صحيفة هاآرتس في تقرير نشرته أمس، من وجود مؤشرات أولية على انتشار الأمراض والأوبئة في قطاع غزة، وذلك بعد إجراء فحوصات دم للمحتجزين الإسرائيليين الذين أفرج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى، حيث كشفت نتائج تحليل عينات الدم عن إصابتهم بأمراض خطيرة.
تفاصيل التقرير هنا