«عروس أسيوط».. توجهت للجامعة وأهلها يعثرون على جثتها متحللة

تبعثر ملابس وجهاز العروس، تعبيرًا عن الحزن، تمسك صورة الابنة تنهار وهى تطالع وحيدتها على 3 أولاد ذكور، تتذكر أنها فقدت «الأخت والصديقة» وليس آخر العنقود فحسب، تنظر إلى نتيجة التقويم على الحائط، تبكى، فالتواريخ تشير إلى اقتراب موعد زفافها على عريسها بعد أسبوعين، يعلو وجهها إلى السماء تلوم القدر: «كان نفسى أفرح بيها، وأشوفها فى الكوشة».
الضحية
من الزغاريد إلى اللطم على الخدود والنواح، تبدلت الأحوال فى منزل أسرة دنيا محمد سليم، الطالبة بالفرقة الثانية بكلية أصول الدين بكلية البنات الإسلامية بجامعة الأزهر فى أسيوط، عقب تشغيل الأغانى والفرح وشراء ما تبقى لها من أثاث منزلى ونقله إلى «عش الزوجية» بقرية منشية المعصرة، استعدادًا لعرسها فى 14 ديسمبر المقبل، إذ عُثر على جثمانها متحللاً فى منطقة مدينة ناصر الجديدة بعد 6 أيام من تغيبها، وتبينّ أن الأمن اشتبه فى تورط صديقتها وأخيها لسرقة مشغولاتها الذهبية، لترتسم ملامح الحزن على وجههم وصراخهم يعلو أرجاء المنطقة.
جهاز العروس
فى الصباح، «دنيا» خرجت إلى كليتها، أمها انتظرتها على أحر من الجمر لساعاتِ طوالِ، طالما تعودت الرجوع فى الواحدة ظهرًا، قلق انتاب الأم وخاصم النوم عينيها، بعدما طال انتظار عودة الابنة، تحكى أن أحد الجيران- سائق ميكروباص- أبلغهم بوجود جثة على قارعة الطريق هرولت مع بقية الأسرة إلى حيث أرشدهم تدعو الله ألا يفجعهم فى أعز ما تملكه، لكنها كانت الصدمة- وفق قولها: «وقفت أصرخ من اللى شوفته، بنتى جثة مش باين من ملامحها حاجة خالص».
قبل العثور على الجثمان، «كعب داير» بحثت الأم عن ابنتها فى كل المستشفيات وأقسام الشرطة، واتصلت على كل الأرقاب، حتى إنها حررت محضرا باختطاف الابنة، «لولا السواق جارنا، مكناش عرفنا حاجة، ده ماشى على الطريق بالصدفة»، توضح والدة المجنى عليها أنها لما طالعت الجثة لاحظت أن «المصوغات الذهبية اللى بنتى كانت لابسها مختفية، وكمان تليفونها المحمول».
طال بكاء الأم أمام جثمان «دنيا»: «كانت تقول لى يا ماما عايزه أفرح زى بقية البنات، تشوفينى عروسة فى الكوشة»، تنهنه أم الضحية «حبيبتى، مش هتلبس الفستان الأبيض، هنوديها قبرها بدل بيت العريس»، يهدئها من حولها لكنها ترثى نفسها: «اشتريت لها كل حاجة من الإبره للصاروخ، وكنا نستعد لليلة العمر».
أجهزة الأمن تشتبه فى صديقة «دنيا» وأخيها أنهما قتلاها لسرقة ما ترتديه من حلى وخواتم وغوايش، وأمها تولول: «كانوا ياخدوا كل حاجة، بس يسيبوها لىّ عايشة، جهازها كنا هننقله لشقة العريس».
محمد عبدالكريم، خطيب المجنى عليها، بدت عليه الصدمة، حين توجه إلى منزلها يسأل أهلها «(دنيا) غيرت التليفون ولا إيه، مقفول على طول»، يخبرونه باختفائها فى ظروف غامضة، ثم كحال أهل قريته يزف إليه الخبر المشؤوم «لقوها مقتولة ومرمية فى أرض فضاء»، من بين كلماته غير المرتبة لفرط حزنه قال: «كنا مستعدين للزواج.. جهزت شقتى.. عملنا التحاليل.. اللى حصل ده حقيقى معقول ولا خيال مش مصدق».
العريس، تتمثل فاجعته فى وقوفه أمام جثمان عروسه، يقول «نتقابل فى الجنة يا حبيبتى»، يوارى جسدها الثرى، ويجهش باكيًا على ما صار عليه حال محبوبته «مش هشوف يوم حلو من غيرك يا دنيا».
فى الوقت الذى تواصل الشرطة تحرياتها، للوقوف على ارتكاب صديقة «دنيا» وأخيها للجريمة من عدمه، يشير خال الضحية إلى أن المشتبه به الثانى حضر إلى منزلنا وسأل أم المجنى عليها «هى رجعت ولا لأ، وعملتم محضر بالقسم ولا لأ»، لافتًا إلى تصوير المشتبه به وأرسلنا صورته للمباحث التى تباشر التحقيقات.