«زي النهارده».. وفاة المطرب الشعبى محمد طه 12 نوفمبر 1996

«يا رايح فلسطين حوِّد على غزة.. تقعد مع أهل الكمال تكسب وتتغذى.. وسلم على يوسف حاكم قطاع غزة.. وقل له إحنا البواسل.. سيوفنا في قلب اليهود غازة» هذا بعض ما تغنى به المطرب الشعبى الارتجالى محمد طه المميز بجلبابه البلدى وطربوشه ومن خلفه وبين أعضاء فرقته صاحب المزمار الطويل، ومحمد طه مولود في طهطا في الرابع والعشرين من شهر سبتمبرعام 1922 ونشأ في عزبة عطا الله سليمان في سندبيس بقليوب، وتعلم في كُتّابها.
كان محمد طه يؤلف ويلحن ويغنى وجُنِّد في الجيش بالقاهرة فتعرف على مقاهى الحسين والسيدة زينب وغنى فيها وفى عام 1954 استمع إليه الإذاعيان طاهر أبوزيد وإيهاب الأزهرى في مقهى المعلم على الأعرج بالحسين فسجلا للإذاعة عددا من مواويله، ثم ضمه زكريا الحجاوى إلى فرقة الفلاحين للفنون الشعبية، واصطحبه الإذاعى جلال معوض إلى غزة للمشاركة في حفلة أضواء المدينة للاحتفال بالإفراج عن يوسف العجرودى حاكم غزة وفي ذا الحفل غني الموال الذي أشرنا إليه، وأجازه حسن الشجاعى في الإذاعة في عام 1956 وهناك واقعة طريفة متعلقة بدخوله نقابة الموسيقيين حيث رفضت النقابة قيده لأنه لا يحمل مؤهلًا، فتظلم وشكلت لجنة رأسها عازف الكمان أنورمنسى لاختباره فغنى طه: «أنا في محكمة العدل أصل العدل للعادل..واسمع يا منسى أنا مش منسى وفى الكلام عادل.. وإذا حكمتم يكون الحكم ب«العادل».. أنا اسمى عدل الكرام محمد أبوطه.. أبونفس عالية ما عمره في يوم ما وطاها..» ووافقت اللجنة على قيده إلى أن توفى» زي النهارده «في 12 نوفمبر 1996 تاركاً 8 أبناء أكبرهم صالح الذي ورث جمال الصوت عن أبيه.