مساعد وزير الخارجية الأسبق يتحدث عن «القرار الغائب» في القمة العربية الإسلامية

أكد السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن صدور قرار مشترك عن القمة العربية وقمة دول منظمة المؤتمر الإسلامي، يُعد بادرة مهمة وسابقة غير معتادة تعبر عن اهتمام المنظمتين ودولهما بالأوضاع الكارثية في غزة، ورغبتهما في إيقاف العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وأضاف السفير فوزي العشماوي في تصريحات ل«المصري اليوم»، أنه من خلال قراءة مبدئية للقرار الطويل الصادر عن القمتين، يمكن القول إنه غطي كل أبعاد الصراع، وأعاد التأكيد على كل الثوابت العربية والإسلامية، ومؤازرة الحقوق الفلسطينية المشروعة، وإدانة الجرائم الإسرائيلية والمطالبة بمحاكمة المسؤولين عنها، كما بعث برسالة مهمة تتضمن وحدة موقف النظامين العربي والإسلامي.
وتابع: لكن الغائب الأكبر في هذا القرار من وجهة نظر الجماهير العربية والإسلامية، (وسترصده بلاشك إسرائيل والدول الداعمة لها) هو غياب إجراءات ردع العدوان، وغموض كيفية مساعدة الفلسطينيين المحاصرين في غزة، حيث لم يتضمن القرار إجراءات طالب بها الكثيرون مثل خفض العلاقات مع إسرائيل والدول الداعمة لها، أو إيقاف مسيرة التطبيع مع إسرائيل، واستخدام سلاح النفط أو الغاز المؤثرين، أو حتي التهديد بمقاطعة تجارية أو سحب الأرصدة المستثمرة في الدول الغربية.
واستكمل: المناشدات كانت بلاشك جيدة، والإدانات كانت واضحة، والمطالبات لاغبار عليها، ولكنها للأسف تفتقد لآلية التنفيذ، وللردع والتأثير المطلوبين من قمة استثنائية بهذا الحجم تواجه عدوانا بهذه الوحشية، ولعل الأمر المهم واللافت الذي تضمنه القرار هو كسر الحصار وفرض دخول المساعدات والقوافل الإنسانية للقطاع المنكوب، وهو ما ستتابعه الجماهير ويترقبه الفلسطينيون، فإن تحقق فإنها ستكون خطوة جيدة، حتى وإن كانت خطوة على الطريق الطويل.
وأكد العشماوي، أن حضور الرئيس الإيراني للقمة في زيارة نادرة واستثنائية لرئيس إيراني للرياض وكذا لقائه بالرئيس السيسي تعد خطوة مهمة ولافتة، وبادرة نرجو أن تليها خطوات قريبة لتطبيع العلاقات بين قوتين إقليميتين مهمتين، خاصة بعد تطبيع العلاقات المصرية التركية، إذ أن المنطقة بحاجة ماسة لعلاقات جيدة وتنسيق دائم بين القوى الإقليمية الثلاثة: مصر وتركيا وإيران.
وكانت القمة العربية الإسلامية في الرياض قد قررت السبت، العمل على كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، و«فرض» إدخال مساعدات إنسانية تشمل الوقود على الفور، وأدانت أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، أو خارج القطاع والضفة الغربية والقدس، مطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار ملزم لوقف الهجوم الإسرائيلي المستمر بلا هوادة.
كما أشار البيان الختامي للقمة، إلى دعم مصر في مواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي على غزة وإسناد جهودها الإغاثية، ومطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم يلزم إسرائيل بوقف العدوان على غزة.