أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نقلا عن ثلاثة ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، لم تكشف عن هويتهم، أنه كان من المفترض أن يبدأ الهجوم البري الذي تخطط إسرائيل لشنه على حماس في غزة هاية هذا الأسبوع، ولكن تم تأجيله جزئيا بسبب الظروف الجوية السيئة التي ستجعل من الصعب على الطيارين الإسرائيليين ومشغلي الطائرات بدون طيار توفير غطاء جوي للقوات البرية، والتي تستهدف قوات الاحتلال من خلاله القضاء على القيادة السياسية والعسكرية لحركة حماس، بحسب وسائل الإعلام الإمريكية. مخاوف أميركية وإسرائيلية من نتائج التوغل البري فيما قال اللواء محمد أبوسمرة رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، أن كل شيء محتمل ومتوقع ووارد، ولكن جيش العدو الذي هزمته المقاومة الفلسطينية في عبورهم صباح السابع من أكتوبر الجاري، إلى داخل المستوطنات والمواقع العسكرية الصهيونية، «ومرَّغوا وجهه في الترابط، لن يتردد في الدخول والتوغل البري إلى داخل القطاع، وبات يخشى من المواجهة البرية. وأضاف رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني في تصريحات ل «المصري اليوم»، هناك مخاوف أميركية وإسرائيلية من نتائج التوغل البري على الجيش الصهيوني، حيث طالبت أميركا الكيان الصهيوني بتأجيل تنفيذ عملية التوغل البري، مشيرا بأن حلف الناتو أيضا قد نصحوهم بعدم الدخول، كما أكد أن هناك خلاف بين القيادة العسكرية الاسرائيلية والسياسية حول التوغل برا. وأردف «أؤكد لكم أنَّ التوغل البري لجيش العدو داخل القطاع لن يكون سهلًا، وسيقع جيش العدو في أفخاخ ومصائد المقاومة وسوف تكون مدن القطاع وشوارعه مقبرةً لجيش الاحتلال، وسيُمنى بخسائر كبيرة جدًا في العتاد والأرواح وبهزيمة لن تقل عن هزيمة صباح السابع من أكتوبر». كما أكد أن الحداث بدات تنعكس وتتفاعل عالميًا والشارع العربي والإسلامي يغلي، وبدأت التطاهرات الداعمة لغزة والمنددة بالمجازر التي يرتكبها العدو تملأ العالم.. والساعات القادمة ستكون حاسمة على صعيد. إسرائيل تسعى حاليًا للاستفادة من الدعم الأمريكي والدعم الغربي المفتوح لها من جانبه قال الدكتور محمود علوش الباحث في مركز تحليل السياسات، «الحرب تزداد تصاعدياً»، وإذا قررت إسرائيل غزوًا بريًا لقطاع غزة، فلا شك أنه سيؤدي إلى تصعيد كبير في هذه الحرب ومخاطر على المدنيين الفلسطينيين في غزة. وأضاف ل «المصري اليوم»، يبدو أن إسرائيل تسعى حاليًا للاستفادة من الدعم الأمريكي والدعم الغربي المفتوح لها، بهدف إنهاء حكم الفصائل المسلحة الفلسطينية في غزة واستبعاد غزة من معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وربما تسعى أيضًا إلى تحقيق تغييرات ديموغرافية من خلال تهجير سكان غزة وإخلاء القطاع بشكل كامل، مشيرا إلى أنه إذا تحقق سيناريو المواجهة أو الهجوم البري الإسرائيلي الشامل على القطاع، فبالتأكيد ستكون هناك تطورات أخرى متوازية، خاصةً في الجبهة الشمالية مع حزب الله وجنوب إيران، حيث أعلنت إيران وقوفها الحازم في حال زادت إسرائيل عدوانها على الفلسطينيين. بالتالي، تصعيد إسرائيل العسكري في غزة يمكن أن يؤدي إلى تحول هذه الحرب من حرب بين فلسطين وإسرائيل إلى حرب متعددة الأطراف على المستوى الإقليمي. وبالتالي، ستزداد الأمور سوءًا بشكل عام في المنطقة. واستطرد: «أتوقع أنه في الوقت الحالي، الأمور تتجه نحو سيناريوهات قد تكون لها عواقب كبيرة على الوضع في المنطقة، وبالأخص في ما يتعلق بحياة المدنيين في غزة يمكن وصف هذه الحرب الإسرائيلية بأنها حرب همجية!» كما أشار علوش، إلى موقف مصرالدعم للفلسطينيين ورفض أي خطوات تصعيدية تزيد من التوتر وتهدد استقرار المنطقة، ولن تسمح بتصعيد الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف معاقبة سكان غزة بشكل كامل، مؤكدا أن مصر ستكون لها دور هام في المستقبل في تحديد الخطوط الحمراء في هذا الصراع.