في الوقت الذي كان معظم علماء الدين العرب والمسلمين مشغولين في الجدل الذي أثارته فتوي ياسر برهامي حول مدي جواز ارتداء المرأة المسلمة للبنطلون الإسترتش أمام أولادها من عدمه كان كل حاخامات اليهود في الكيان الصهيوني يجتمعون في قاعة المعبد الكبير بالقدس المحتلة حيث بدأوا في صلاة جماعية انضم لهم فيها عبر الفضائيات الإسرائيلية كل الشعب الإسرائيلي حيث تلا الحاخامات ما وصفوه بصلاة النصر علي حركة حماس وكل من يعادي اليهود شعب الله المختار - من وجهة نظرهم بالطبع - وبعد الصلاة بدأ الحاخامات في الدعاء علي كل من يعادي اليهود بالفناء والدمار معلنين للشعب الإسرائيلي ان النصر سيكون حليف الجنود اليهود في حربهم ضد قطاع غزة وأن التوغل البري سيؤتي ثماره . ومن جانبه طالب الحاخام الأكبر الأسبق في اسرائيل الشعب اليهودي بأن يقفون مساء كل يوم وتحديدا في العاشرة والنصف مساءا ويولون وجوههم نحو حائط البراق ويبدأون في تلاوة صلاة الحرب من المزامير لدعم كل جندي اسرائيلي في مواجهة الأعداء الذين يحيطون باسرائيل من كل جانب . والمتابع لما يجري داخل الكيان الصهيوني سيكتشف أن هناك حالة تجييش واضحة يقوم بها الإعلام الإسرائيلي بالتعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية المتخلفة بهدف حشد الدعم المعنوي ضد حركة حماس وضد العرب والمسلمين بشكل عام بهدف التغطية علي الفشل الذريع الذي لاقته العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة فقد صورت هيئة الأركان الإسرائيلية للرأي العام في اسرائيل ان حرب معركة اجتياح غزة لن تكون أكثر من نزهة يقوم بها الجندي الاسرائيلي وأنها بأي حال من الأحوال لن تستمر أكثر من إسبوع ولكن اللطمة التي لم يتوقعها أي من أجهزة المخابرات الإسرائيلية تمثلت في أن المعركة استمرت ما يقرب من 17 عشرة يوما دون حسم بل إن المقاومة الفلسطينية نجحت في تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر جسيمة بحسابات المنطق لأن المقاومة لم تمتلك أكثر من 900 صاروخ إضافة إلي بعض الألغام الأرضية محدود التأثير وبعض الاسلحة الخفيفة ولكنهم نجحوا في استغلال تلك الأسلحة أفضل استخدام ليوقعوا بين صفوف الإسرائيليين أكثر من 40 جندي وضابط إضافة إلي عشرات الإصابات والمثير أن المقاومة الفلسطينية لم تسقط قتلي إلا بين صفوف العسكريين الإسرائيليين في حين لم تنجح القوات الإسرائيلية إلا في إسقاط قتلي مدنيين ولم يقتل حتي تلك اللحظة أي من قيادات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة . علي الجانب الأخر فإن تتابع الأحداث داخل الكيان الصهيوني يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن اسرائيل رغم رفضها لوقف إطلاق النار لمدة أسبوع حتي يمر عيد الفطر بسلام فإنها - تل أبيب - ستستغل فترةا لعيد لتوجيه أقصي ضربة عسكرية مركزة ضد قطاع غزة ولا مانع من استمرار الاشتباكات في الضفة الغربية وإسقاط مزيد من الضحايا الفلسطينيين وبعد انتهاء عطلة العيد في العالم العربي والإسلامي ستفتح اسرائيل من جديد باب المفاوضات من اجل وضع هدنة طويلة الأمد مع القطاع شريطة أن يكون هناك اطراف دولية ترعي مثل هذا الاتفاق وتهدف أبيب من وراء ذلك أمرين في غاية الأهمية الأول أن تحصل علي فسحة كبيرة من الوقت تستكمل فيها بناء قبتها الحديدية بعد أن كشفت معركة غزة عن وجود قصور شديد في مكوناتها وحصلت المخابرات الإسرائيلية علي تعهدات أمريكية لتقوية شبكة القبة الحديدية بأحدث ما وصلت إليه القريحة العسكرية الأمريكية أما الهدف الثاني من تلك الهدنة من وجهة نظر اسرائيل هو أن تسعي خلال تلك الفترة علي تشويه صورة حماس أمام الرأي العام الفلسطيني بحيث يقوم الفلسطينييون أنفسهم بتحميل قيادات حماس كل أسباب العنف الذي شهده قطاع غزة وبالتالي يتم إقصاء الحركة شيئا فشيئا من الساحة السياسية وإذا اضطرت اسرائيل بعدها لشن حرب اخري علي الحركة فسيكون في مقدور الجيش الإسرائيلي القضاء عليها بسرعة وبدون تكلفة مثلما كان الحال في المعركة الحالية .