التوسع فى صناعة شحوم السيارات محليًا فرصة لجذب استثمارات جديدة

أكد الخبراء أن مصر لديها فرصة للتوسع المحلى في صناعة شحوم السيارات، ما يساهم في خفض معدلات البطالة وتلبية احتياجات السوق محليا، في ظل توافر مدخلات الإنتاج والتى تعتمد في الأساس على الزيوت المستعملة.
وبحسب الدراسات السوقية، فإن حجم سوق زيوت التشحيم المصرية يزيد على 400 كيلو طن في عام 2021، ومن المتوقع أن تسجل السوق معدل نمو سنوى مركبًا يزيد على 1٪ خلال فترة (2022-2027).
وقد شهدت السوق تراجعًا في معدل الاستهلاك خلال فترة الإصابة بكورونا عام 2020 وتقليل الأفراد من استخدامهم للسيارات الشخصية ووسائل النقل الأخرى، ما أدى إلى انخفاض الطلب على زيوت تشحيم السيارات. في عام 2021، استمرت السوق في رؤية اتجاه تنازلى.
وقالت الدراسة إنه من المرجح أن يوفر الطلب المتزايد من قطاع طاقة الرياح فرصة نمو كبيرة للسوق التي تمت دراستها خلال الفترة المتوقعة.
وتوقعت الدراسات زيادة الطلب مع مضى الحكومة في تنفيذ مشروع إحلال السيارات القديمة، ما يساهم في زيادة الطلب على شحوم المواتير.
وقال شلبى غالب، نائب رئيس شعبة قطع غيار السيارات، إن صناعة شحم السيارات فرصة كبيرة لضخ استثمارات جديدة، حيث تعتمد عملية التصنيع على الزيوت المستخدمة في المحركات ومكونات أخرى متوافرة لدى السوق المحلية بجودة عالية وأسعار مناسبة، لافتا أن أكثر الأنواع استخداما يسمى آرزو 500 لتشحيم السيارة وملء رولمان البلى وغيره من المفاصل المرتبطة بالمحرك لتلين تلك المناطق وخفض الاحتكاك الواقع عليها، مشيرًا إلى أن سعر الشحم بلغ مستوى 80 جنيها/ للكيلو، وأنه يتم إنتاجه محليا من خلال إعادة تدوير بقايا الزيوت التي تستخدم في تشغيل المحركات (زيت رجوع).
وأضاف في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» إن شحم السيارات الذي يحتوى على الليثيوم هو الأكثر شيوعًا، لأنه يوفر أداء شاملا عند وضعه على الأجزاء الداخلية للسيارة، نظرًا، لأنه أكثر مقاومة للمياه، بالإضافة إلى أنه يتحمل درجات حرارة عالية الارتفاع، مشيرًا إلى أن النوع المستخدم في عملية التشحيم يجب أن يكون مصنعا من الزيوت الاصطناعية والكالسيوم، بالإضافة إلى ارتفاع معدل لزوجته من خلال الملمس، مع العلم أن لها مقياس واحد درجات الجودة، لضمان سلامته عند الاستخدام.
وأوضح أن للشحم عدة أنواع يجود بعضها في استخدامات معينة دون الأخرى، منها شحم الكالسيوم الذي يستخدم في مكونات الهيكل، وحوامل الإطارات، نظرا، لأنه يتحمل حرارة تفوق 250 درجة.
وقال عاصم الروبى فنى صيانة سيارات، إن شحم السيارات يشهد ارتفاعًا متكررًا بمعدل بلغ مستوى 10%، حيث إن سعر البارد بلغ نحو 75 جنيها للعلبة، بينما الحرارى مستورد عالى الجودة بلغ مستوى 120 جنيها، موضحا أن للشحم أصنافا متعددة حسب الاستخدام بين حرارى وبارد وعلى ذلك يتحدد النوع والجودة، لكبح الجهد المبذول في نطاق الاستخدام.
وأكد مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول للعمليات سابقًا، أن صناعة الشحم أغلبها قاصرا على الشركات الأهلية، ومن بينها شركة مصر للبترول، لافتا أنها غير مكلفة نتيجة لإعادة تدوير الزيوت في الأصناف غير المتخصصة، بينما الأصناف عالية القيمة التي تبلغ مستوى 1000 دولار للكيلو تقريبا، وتستخدم في محركات الطائرات وبعض المحركات الثقيلة، يتم استيرادها حسب توصيات بلد المنشأ للمحرك، وهى كميات ضعيفة لمحدودية استخدامها،
واستطرد أن صناعة الشحم المتخصص قاصرة على شركات عالمية محددة، بالإضافة إلى أن استخدامها يتم حسب توصيات مصنع المحركات.
ولفت أن ذلك أظهر عيبًا خطيرًا في وسط جموع المستهلكين، وهو عدم الثقة في منتج منافس، نتيجة تخوفهم على القطعة لارتفاع ثمنها مقابل سعر القليل من الشحم المستخدم، ما أدى إلى محدودية الاستثمار وعدم النظر له خارج العاملين بقطاع صناعات الزيوت، وتابع أن أسلوب الاستخدام الخاطئ لدى المستهلك دفعه لتبديد الكثير من الزيوت المخلقة ذات قيمة عالية والتى تستخدم ل20 ألف كيلو متر، يدفعه ضعف المعرفة إلى تغييره عند 7 آلاف كيلو مترا، لافتا إلى أن تغير لون الزيت ليس مقياسا لتغييره، لكن هناك معايير واشتراطات يضعها المصنع للمستهلك لحمايته من استغلال المستفيدين من زيادة معدل الاستهلاك.