التاسع عالميًا ك «قيمة سوقية» وثاني أعلى إنفاقًا خلال الميركاتو.. حصاد موسم الانتقالات للدوري السعودي (تفاصيل)

أغلق باب الانتقالات الصيفية في الدوري السعودي نهاية الأسبوع الماضي، ليسدل الستار على موسم تاريخي أنفقت فيه أندية الدوري السعودي 875.4 مليون دولار لتصبح ثاني أعلى إنفاقًا خلال الميركاتو الصيفي لعام 2023، كما احتل الدوري السعودي المركز التاسع عالميًا والأول عربيًا وآسيويًا من حيث القيمة السوقية، بعد كسره لحاجز المليار يورو كقيمة سوقية، ووصوله ل 1.18 مليار يورو لأول مرة في تاريخ المملكة، وذلك بنمو قدره 234.30% للقيمة السوقية مقارنة ببداية الموسم الماضي.
واستقطبت الأندية السعودية خلال موسم الانتقالات الصيفية 2023-2024، لفيف من نجوم الصف الأول في العالم، أمثال النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا قادمًا من باريس جان جيرمان، والدولي الفرنسي كريم بنزيما قادماً من ريال مدريد الإسباني، وقائد منتخب السنغال ساديو ماني قادمًا من بايرن ميونخ الألماني، وقائد المنتخب الجزائري رياض محرز، إلى جانب استقدام الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو منذ الموسم الماضي، الأمر الذي رفع من القيمة السوقية للدوري السعودي.
الدوري السعودي الأول عربيًا والتاسع عالميًا ك«قيمة سوقية»
وبلغ إجمالي القيمة السوقية للأندية ال 18 المشاركة في الدوري السعودي 1.18 مليار يورو، ليكون تاسع أكبر دوري من حيث القيمة السوقية، متفوقًا على دوريات عريقة كالدوري الهولندي والتركي والأرجنتيني، وفق ما أظهرت بيانات موقع «ترانسفير ماركت».
ويكون بذلك الدوري الآسيوي الوحيد ضمن قائمة العشرة الكبار، التي يهيمن عليها الدوريات الأوروبية، محتلة الخمس مراكز الأولى، وهي الإنجليزي والإسباني والإيطالي والألماني والفرنسي على الترتيب، فيما جاء الدوري البرازيلي سادسًا، ثم الأمريكي في المركز السابع، والبرتغالي ثامنًا، يليه السعودي، ثم التركي.
أما عربيًا، يحلق الدوري السعودي بعيدًا عن أقرانه من الدوريات العربية الأخرى، فيما بلغت القيمة السوقية للدوري السعودي 1.184 مليار يورو، بلغت القيمة السوقية للدوري الإماراتي صاحب المركز الثاني عربيًا 283.82 مليون يورو، تلاه الدوري القطري بواقع 234.06 مليون يورو، فيما حل الدوري المصري رابعًا بين الدوريات العربية بواقع 152.25 مليون يورو، تلاه المغربي والجزائري والتونسي واللبناني على الترتيب، وفق بيانات موقع «ترانسفير ماركت»
وتضاعفت القيمة السوقية للدوري السعودي خلال موسم الانتقالات الحالي، فبحسب موقع ترانسفير ماركت بلغت القيمة السوقية للدوري السعودي 349.81 مليون يورو مطلع موسم 2022–23، لتنمو بمقدار 234.30% خلال موسم الانتقالات الحالي.
كما تضاعفت القيمة السوقية للدوري السعودي بمقدار عشرة أضعاف تقريباً خلال العشر سنوات الماضية، حيث بلغت القيمة السوقية للدوري السعودي بداية موسم 2013–2014، 117.45 مليون يورو، لتستقر عند 1.184.81 مليار يورو بداية موسم 2023-2024.
259.13 مليون يورو.. الهلال الأعلى قيمة سوقية في الدوري السعودي
وعلى صعيد الأندية تجاوزت القيمة السوقية لأندية الهلال وأهلي جدة والنصر واتحاد جدة حاجز ال 100 مليون يورو، بواقع 259.13 مليون يورو، 201.78 مليون يورو، 195.53 مليون يورو، 133.30 مليون يورو على الترتيب، وفق بيانات موقع ترانسفير ماركت، فيما احتل نادي الخليج المركز الأخير في القيمة السوقية بواقع 15.21 مليون يورو.
وسيطرت الأندية الأربعة الصاعدة حديثًا لدوري المحترفين السعودي على المراكز الأولى في معدلات نمو القيم السوقية للاعبيها، وزادت القيمة السوقية للاعبي نادي الأخدود بمقدار 3516.70%، ثم نادي الرياض بمقدار 3129.20%، لكن كلا الناديين لم تتجاوز القيم السوقية لهما حاجز ال 20 مليون يورو.
في المقابل جاء ثالثًا نادي أهلي جدة، بنمو بلغ 2135.70%، ثم نادي الحزم بواقع 445.30%، أما في الأندية التي شاركت في الموسم الماضي فقد جاء الهلال في المركز الخامس بمعدل نمو في القيمة السوقية بلغ، 325.00%، يليه اتحاد جدة بواقع 267.50%.
متفوقًا على الفرنسي والإسباني.. الدوري السعودي ثاني أعلى إنفاقًا خلال الميركاتو الصيفي 2023
وشهد الميركاتو الصيفي موسم 2023-2024 أرقاماً قياسية في حجم الصفقات، لتحتل السعودية المركز الثاني عالميًا -خلف إنجلترا- من حيث الإنفاق، وفق ما ذكر تقرير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخاص برصد الانتقالات الدولية.
وذكرت الفيفا أن الإنفاق خلال الميركاتو الصيفي بلغ مستوى قياسيا، بوصوله ل 7.36 مليار دولار أمريكي في الفترة من 1 يونيو إلى 1 سبتمبر 2023، بزيادة قدرها 47.2% مقارنة بميركاتو صيف 2022 بزيادة 26.8% عن الرقم القياسي السابق المسجل في منتصف العام 2019.
واحتلت المملكة العربية السعودية المركز الثاني من حيث الإنفاق بقيمة إجمالية بلغت 875.4 مليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 3100% عن الموسم السابق، ومتفوقة على فرنسا (859.7 مليون دولار أمريكي) وألمانيا (762.4 مليون دولار أمريكي) وإيطاليا (711 مليون دولار أمريكي) وإسبانيا (405.6 مليون دولار أمريكي).
كما بلغت حصة أندية الاتحاد السعودي لكرة القدم 11.89% من مجموع نفقات الانتقالات الدولية، بإجمالي 201 صفقة، وهي المرة الأولى التي تتخطى حصة الأندية التابعة لاتحاد قاري من خارج أوروبا نسبة 10% من المجموع، وفق ما ذكر الفيفا، وتظهر البيانات المنشورة أن نفقات الأندية السعودية تجاوزت مجموع ما ينفقه اتحادات القارة الأفريقية والأمريكتين وباقي اتحادات آسيا مجتمعين.
للمرة الأولى منذ 2016.. إنفاق دوري غير أوروبي يتجاوز أحد الدوريات الخمسة الكبرى الأوروبية
فيما قدرت شركة ديلويت المتخصّصة في مجال التدقيق المالي، إجمالي ما أنفقته الأندية السعودية 957 مليون دولار، لتأتى ثانية خلف الدوري الإنجليزي الذي أنفق 1.39 مليار دولار في نفس الفترة، وأشارت الشركة إلى أنها «المرة الأولى منذ 2016 يتجاوز فيها إنفاق دوري غير أوروبي إجمالي إنفاق أحد الدوريات الخمسة الكبرى الأوروبية».
استقطبت الأندية السعودية 94 لاعباً أجنبياً، منهم 37 لاعباً من الدوريات الخمسة الكبرى، فيما كان الدوري الإنجليزي نصيب الأسد من عوائد الإنفاق السعودي مسجلًا 312 مليون دولار، يليه الدوري الفرنسي 148 مليون دولار، يليه الدوري الإيطالي ب 122 مليون دولار، ثم الإسباني 116 مليون دولار، والألماني 32 مليون دولار، وفق بيانات شركة ديليوت.
الأربعة الكبار يستحوذون على سوق الانتقالات
فيما يخص كبرى صفقات الموسم استحوذت الأندية الأربعة الكبرى (الهلال – النصر – الاتحاد- الأهلي) على أكبر 20 صفقة أجراها الدوري السعودي، وجاء في المركز الأول صفقة شراء نادي الهلال السعودي للدولي البرازيلي نيمار دا سيلفا قادماً من باريس سان جيرمان الفرنسي بقيمة 90 مليون يورو، لتكون الصفقة الأغلى خلال الميركاتو.
تلاها صفقة البرتغالي أوتافيو لنادي النصر السعودي قادماً من بورتو البرتغالي، وصفقة البرازيلي مالكوم لنادي الهلال قادماً من زينيت سانت بطرسبرج الروسي، بمبلغ 60 مليون يورو لكل منهما.
واستثنت من القائمة صفقات الانتقال الحر، التي يوقع فيها اللاعب للنادي بعد انتهاء عقدة في ناديه السابق، ومثال لتلك الصفقات صفقتا الدوليين الفرنسيين كريم بنزيما ونجولو كانتي لاتحاد جدة، وصفقة المهاجم البرازيلي روبيرتو فيرمينيو لأهلى جدة.
خصخصة الأندية.. رؤية المملكة 2030
وفي يونيو الماضي، أطلقت المملكة مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، وترتب عليه نقل ملكية 4 أندية كبرى هي «الاتحاد» و«الأهلي» و«النصر» و«الهلال» إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي بعد تحويلها إلى شركات بنسبة 75% مقابل 25% الباقية للجمعية العمومية.
ويستهدف المشروع زيادة إيرادات الدوري السعودي من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنوياً، ورفع القيمة السوقية من 3 مليارات ريال إلى أكثر من 8 مليارات ريال بحلول عام 2030.
من جانبها، قالت إيزي راي، من مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت: «لا نزال الآن في المرحلة الأولى من هذا المشروع الطموح. وما يعزز هذه النظرة المستقبلية المتفائلة هو انخفاض متوسط أعمار اللاعبين في الدوري السعودي مقارنة بالموسم الأخير».