تصدرت الحد من هيمنة الدولار، وتوسيع نطاق «بريكس» مباحثات قادة قمة كتلة الاقتصادات الناشئة ال15، المنعقدة بمنطقة ساندتون المالية، بجوهانسبرج، في جنوب أفريقيا، كما ناقشوا ملفات حيوية، بينها مخاطر الأمن الغذائى والمناخ ببلدان العالم النامى، ومزيد من التعاون الاقتصادى والسياسى بين بلدان جنوب الكرة الأرضية نحو تمثيل أكثر عدلا في المؤسسات الدولية، ذلك وسط تصاعد لهجة استياء موسكووبكين من الهيمنة الغربية على المؤسسات العالمية اقتصاديا وسياسيا، وتقديم تحالف «بريكس»، نفسه ك«مُوازن» للنظام الدولى الذي يقوده الغرب، لبلوغ «تعددية قطبية». الصين تسخر من الهيمنة الأمريكية على المؤسسات الدولية وتصدر استياء موسكووبكين من الهيمنة الغربية على المرسسات الدولية، منتدى أعمال بريكس؛ إذ اعتبر الرئيس الصيني، تشي جين أن بريكس تدفع نحو بلوغ نظام اقتصادي عالمي أكثر شمولية وإنصافا وتوازنا، مؤكدا أن بكين ستدفع باتجاه توسيع نطاق كتلة «بريكس» لتعزيز حضورها كقوة تواجه الهيمنة الغربية على الشؤون الدولية. وأضاف الرئيس الصيني، في خطابه الذي ألقاه بالإنابة عنه، وزير خارجيته، وانج وينتاو، خلال افتتاح منتدى أعمال بريكس، أن «الهيمنة ليست في الحمض النووي الصيني على عكس آخرين»، على حد وصفه. لارجعة عن تقليص التعاملات بالدولار في سياق متوازٍ،، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن تقليص الاعتماد الدولار بات نهجًا لا رجعة فيه بالنسبة لقادة بريكس، معتبرا أن بنك بريكس للتنمية سيصبح بديلا عن مؤسسات التمويل الدولية غير العادلة على حد وصفه. وأكد بوتين، خلال كلمته عبر تقنية «فيديو كونفرانس» أمام منتدى أعمال مجموعة البريكس أن حصة الدولار في تعاملات بلدان الكتلة تراجعت ل28%، معتبرا أن ذلك أدى لزيادة التبادل التجاري البيني بين بلدان الكتلة، ورفع الاستثمارات في إطارها ل10 أضعاف، كما دفع نحو رفع استثمارات بلدانها في الاقتصاد العالمي بمقدار الضعفين وأرجع الرئيس الروسي «تقلبات في الأسواق المالية وأسواق الطاقة وغيرها من الأسواق»، إلى الاعتماد على الدولار، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول بريكس ارتفع بنسبة 46% ليبلغ 280 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري، مؤكدا أن «بريكس تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع النمو الاقتصادي»، وتطرق بوتين، إلى الحرب الروسية الأوكرانية مؤكدا أن موسكو تريد إنهاء حرب «أشعل الغرب فتيلها»، كما أعرب عن استعداد بلاده لاستئناف اتفاقية عبور الحبوب من البحر الأسود، مشترطا إيفاء المنظمات الأممية بالتزاماتها تجاه بلاده وعدم انحيازها ضدها. PICS: While global leaders are meeting in Johannesburg for the 2023 #BRICS summit، down in Durban، there is a protest march against the global grouping. Some of the protestors call BRICS a «club of the corrupt.» #BRICSSummit2023 @IOL pic.twitter.com/6JKYKLDNcy — Sihle Mavuso (@ZANewsFlash) August 23، 2023 مد النفوذ في أفريقيا يتصدر المشهد وتصدرت القارة الأفريقية، وصراع القوى الكبرى على تعيز نفوذها ببلدانها جانب من مباحثات منتدى أعمال بريكس، إذ قال كبير الدبلوماسيين الأفريقيين الصينيين، وو بينج، بالنقل عن الهيئة الصينية العامة للجمارك، أن حجم التبادل التجاري بين الصين والبلدان الأفريقية، بلغ 160 مليار دولار خلال 7شهور الأولى من العام الجاري، بارتفاع نسبته7.4% على أساس سنوب مقارنة بالعام الماضي. وشدد عضو مجلس أعمال بريكس في الهند، جاي شروف، على ضرورة تضافر الجهود لحماية بلدان العالم النامي من مخاطر التغيرات المناخية مطالبا ب«عدالة مناخية» للدول النامية. قال نائب رئيس جنوب إفريقيا بول ماتشاتيل، أن القمة ستركز على وضع استراتيجية شاملة لتقليص الاعتماد على الدولار. وقال مندوب جنوب إفريقيا، أنيل سوكلا، بأن قادة «بريكس» الذين يمثلون مليارات الأشخاص من سكان البلدان النامية في 3 قارات، يجمعون على انتقاد النظام العالمى القائم، رغم أن بلادهم تشهد مستويات متفاوتة من النمو، معتبرا أن أحد الأسباب التي تجعل الدول النامية تصطف للانضمام إلى التكتّل هو العالم شديد الاستقطاب الذي نعيشه الآن والاستياء من الهيمنة الأمريكية على العالم، اقتصاديًا وسياسيًا. في المقابل تجنب الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، الاصطدام بالغرب، لكنه جدد دعوته لإنشاء عملة موحدة بين دول «بريكس»، مؤكدا أن الخطوة لا تهدف إلى تحدي التكتلات العالمية، أو الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف دا سيلفا أن الكتلة لا ترفض الدولار الأمريكي، إنما تسعى لإحداث توازن اقتصادي عبر التبادل التجاري بين أعضائها بعملاتهم المحلية . واعتبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أن بلاه ستقود قاطرة النمو العالمي، لافتا إلى انفاق 120 مليار دولار على تطوير البنى التحتية، ومضاعفة المطارات في إطار سعي بلاده لأن تصبح مركزًا صناعيًا عالميا للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. وشهد منتدى أعمال بريكس توقيع اتفاقات في مجالات الكهرباء والطاقة النووية، وتكنولوجيا الحد من الانبعاثات، بين الصينوجنوب أفريقيا؛ إذ وقع الرئيس الصيني، مع نظيره رامافوزا 11 اتفاقية، في مجالات التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية والطاقة والسياحة والتعليم والتدريب والتقنيات الرقمية، كما، واتفقا على رفع الرسوم الجمركية لتسهيل وصول منتجات جنوب إفريقيا إلى السوق الصينية. وحسب وزير الكهرباء الجنوب أفريقي كجوسينتشو راموكجوبا ،تبرعت الصين بمعدات طاقة لجنوب أفريقيا بقيمة 167 مليون راند والاستفادة من منحة تبلغ حوالي 500 مليون راند كمساعدة إنمائية، لمساعدتها على«تقليل فقدان الأحمال» وتجاوز أزمة الكهرباء، حسب بيان رسمي لرئاسة جنوب أفريقيا. انتقاد أمريكي ووسط حديث موسكووبكين عن إنهاء هيمنة الدولار، علق مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان على «قمة بريكس» معتبرا أن الولاياتالمتحدة لا تقلق بشأن الكتلة ولا تنظر إلى مجموعة «بريكس» كمنافس جيوسياسي محتمل. واشار المسؤول الأمريكي إلى اختلاف قادة بريكس في شكلها الحالي حول القضايا الحاسمة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، معتبرا أن الكتلة ليس بمقدورها استبدال آليات العمل الدولي أو تغير النظام الاقتصادي القائم. مصر والسعودية والإمارات.. فرصة للانضمام ل«بريكس» قالت صحيفة «بى إن إى انتلى نيوز»، المختصة بأخبار الأسواق الناشئة، إن موسكووبكين ستوسعان نطاق كتلة بريكس التي تضم أكبر اقتصادات العالم النامى، معتبرة أن مصر والإمارات والسعودية لديهم فرص للانضمام، ضمن 8 عربية قدمت طلبات انضمام رسمية من إجمالي 27 دولة قدمت طلبات انضمام رسمية. واعتبرت الصحيفة أن ضم السعودية- ثانى أكبر منتج للنفط في الشرق الأوسط- سيعد انتصارا جيوسياسيا لموسكووبكين على الولاياتالمتحدة، لاسيما في ظل المصالحة التي تجريها إيران في الخليج العربى، ونقلت عن سفير الهند السابق، لدى السعودية، تلميز أحمد، قوله إن: «انضمام المملكة لبريكس سيضفى أهمية وثقلا غير عادى على هذا التجمع». وتشكل مجموعة البريكس حاليا ربع الاقتصاد العالمى، وتمثل خمس التجارة العالمية، فيما تعد موطنا ل 40٪ من سكان العالم.وقال رامافوزا إن قمة بريكس تسعى للدفع نحو نظام عالمى أكثر عدلا وتوازنا وشمولا. واستقبل الرئيس الجنوب أفريقي سيريل راموفوزا، بمطار أو آر تامبو الدولي في جوهانسبرج، فجر أمس الأول، نظيره الصيني، تشجي جين، ثم وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الذي وصل في ساعة مبكرة، ثم استقبل نائبه،بول ماشاتيل، رئيس الوزراء الهندي، مودي من قاعدة مووتركلوف الجوية في بريتوريا وذلك عقب وصول رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، لولا دا سيلفا، أمس الأول.