وسط حالة من التنافس المحموم بين واشنطنوبكين، أفادت مجلة نيوزويك الأمريكية، في مقال تحليلي لها اليوم، بأن الصين ربحت موطئ قدم جديد في آسيا الوسطى وأخرجت الولاياتالمتحدة منها. وأضافت المجلة الأمريكية أن بكين تسعى خلال قمة الصين وآسيا الوسطى التي ستعقد غدًا الخميس، إلى تعزيز موقعها في آسيا الوسطى، وقد نجحت في ذلك بالفعل. ومن المقرر أن تبدأ قمة الصين وآسيا الوسطى، أعمالها غدا وتستمر ليومين، في مدينة شيآن الصينية؛ إذ سيجتمع الرئيس الصيني، تشي جين بينج، مع نظرائه من كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان. وتعدّ مشاركة الرئيس الصيني مشاركة رفيعة المستوى للزعيم الصيني في وقتٍ تتصارع بكينوواشنطن من أجل النفوذ العالمي. ووفقاً للصحيفة، في مركز الصين العالمي التابع للمجلس الأطلسي لنيفا ياو، «فهذه القمة أول قمة صينية تُعنى بآسيا الوسطى، لذلك فإنها تُظهر الوحدة والإجماع الإقليميين تجاه الصينوروسيا». واعتبرت ياو أن دول آسيا الوسطى اتخذت قرارها واصطفّت مع الصينوروسيا«. ووفق موقع «نيوزويك» فإنّ القمة تأتي بعد أسبوعٍ واحد فقط من سفر رؤساء جميع دول آسيا الوسطى، إلى موسكو لحضور احتفالات يوم النصر بمناسبة انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وستعقد قمة الصين وآسيا الوسطى في مدينة شيآن الصينية في الفترة ما بين ال18 وال19 من الشهر الجاري. وجراء التنافس المحموم بين واشنطنوبكين، بات العالم على صفيح ساخن سياسيا واقتصاديًا؛ إذ شهد على مدار العام الماضى، مسارات متعددة لصراعات اقتصادية، وعسكرية، وجيوسياسية، تكشفت على خلفيتها حربا تدور رحاها منذ عقود، لتغيير النظام العالمى، المرتسم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بملامح «أحادية القطب» ألقت بالثقل الاقتصادى والجيوسياسى في ملعب الولاياتالمتحدة والأخضر الأمريكى الذي لا يزال المهيمن الرئيسى على الاقتصاد العالمى. ومنذ بدء روسيا حربها على أوكرانيا، في 28 من فبراير، تصاعدت وتيرة التوتر بين واشنطن من جانب وبكينوموسكو من جانب آخر حتى إن الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، كرر المجاهرة بموقف بلاده الداعم لبكين والساعى ل«كسر نظام الأحادية القطبية وإنهاء الانفراد الأمريكى بالهيمنة على العالم»، مع استمراره ندًا عسكريًا لما يزيد على العام، رغم نجاح بايدن في توحيد القبضة العسكرية للغرب أطلسيًّا وأوروبيًّا لمواجهته، ورغم محاولات إغراقه بالعقوبات الغربية. من جهة أخرى، واصلت الصين محاولاتها المستميتة لنزع أنياب الأخضر الأمريكى ومنافسة واشنطن اقتصاديًّا عبر انتزاع بعض مراكز قوتها وذلك بتغلغل بكين عسكريًّا واقتصاديًّا في آسيا وإفريقيا؛ الأمر الذي أقلق واشنطن، ودفعها لاستضافة 45 قائدًا إفريقيًّا في ديسمبر، لتحذرهم من «مخاطر تنامى النفوذ الصينى»، عقب 5 أيام فقط من قمة صينية مناظرة مع زعماء عواصم القارة السمراء. وترتكن الصين في محاولاتها مجابهة الولاياتالمتحدة، على قوتها الاقتصادية، فيما ترتكن روسيا على قوتها التسليحية الهائلة التي تحوى رؤوسًا نووية؛ إذ لا يتعدى نفوذها الاقتصادى في الأسواق العالمية دورها في سوق النفط والغاز، لكنها تسعى مؤخرًا لتعزيز نفوذها بتعميق التعاون بين بلدان مجموعة الاقتصادات الناشئة «بريكس» مقترحة تدشين عملة دولية تجنب البلدان النامية الوقوع تحت مطرقة الدولار.