تقدم روسي في باخموت ودونباس.. ومخاوف من نفاد الدفاعات الجوية الأوكرانية

بينما تستعد القوات الأوكرانية لهجوم الربيع المضاد، وفيما تستعر المعارك لدى الخطوط الأمامية لنهر دينبرو وعلى مداخل باخموت وخاركيف، أعرب البنتاجون الأمريكي، اليوم الأربعاء، عن قلقه من احتمال بقاء أوكرانيا دون دفاع جوي بحلول نهاية الشهر المقبل، وذلك في وقت أحرزت فيه روسيا تقدما في نقاط عديدة وناشد فيه الرئيس الأوكراني زيلينسكي حلفاءه بمزيد من الدعم العسكري.
وحذر البنتاجون الأمريكي، في بيان له اليوم، من نفاد الدفاعات الجوية الأوكرانية، ما يمكن الطيران الروسي من اختراق عمق الأراضي الأوكرانية وذلك حسبما أفادت ببه «ميلاتري ووتش» الأمريكية.
وقدر مسؤولو البنتاجون أن الدفاعات الجوية الأوكرانية، قد تستنفد بالكامل بحلول 23 من مايو المقبل، مما يسمح للطيران الروسي بلعب دور أكبر لدعم قواته البرية والإسهام في عمليات كبرى، ما لم يتم مد كييف بالمزيد من الدفاعات الجوية.
ميدانيا، تشتعل المعارك في عدة نقاط ساخنة، أبرزها محور أرتيوموفسك في باخموت، وذلك إضافة إلى محور القرم جنوبًا في اتجاه خيرسون وميليتوبول، ومحور دونباس شرقًا من جهتين في اتجاه دونيتسك ولوغانسك، ومحور خاركيف وسومي شمالي شرقي أوكرانيا، ومحور كييف شمالًا، من جهات متعددة.
وجنوبًا على الساحل الأوكراني، حيث تسعى القوات الروسية لبسط سيطرتها شنت كييف هجوما مضادًا فيما سمته تطهير الخطوط الأمامية لنهر دينبرو.
وقال محللون في معهد دراسات الحرب الأمريكي إن جماعات فاجنر الروسية حققت «تقدمًا هامشيًا» بالقرب من محطة للسكك الحديدية في غربي باخموت.
وفقًا الإفادة اليومية للقوات المسلحة الأوكرانية تقدمت القوات الروسية في باخموت، أمس الأربعاء، ووجهت ضربات على أهداف مدنية في منطقة خاركيف، بالتزامن مع استهداف أكثر من 12 غارة جوية وهجومًا على القوات الأوكرانية والبنية التحتية الحيوية في محيط دونباس.
ووصف قائد قوات العمليات الخاصة الأوكرانية فيكتور خورينكو الأوضاع الميدانية في مدينتي أرتيوموفسك في باخموت وغورلوفكا الكبيرة بجمهورية دونيتسك بال «صعبة»
وتعد أرتيوموفسك مركز نقل هام لتزويد القوات الأوكرانية في دونباس، لذا تستعر من أجل السيطرة عليها منذ شهور، ومنذ أمس الأول تواصل روسيا هجومها للجانب الغربي للمدينة بدعم الطائرات الحربية والمظليين، لمنع وصول الامدادات والمساعدات للقوات الأوكرانية المحاصرة، في المقابل تستميت القوات الأوكرانية للإبقاء على المدينة لاستخدامها في هجوم الربيع.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطابه المسائي، أمس، روسيا بمهاجمة حي سكني ومتحف في كوبيانسك بمنطقة خاركيف في شمال شرق بلاده، مما أدى إلى مقتل إمرأتين وإصابة 10 آخرين في أحدث هجوم صاروخي.
وناشد زيلينسكي المزيد من الدعم العسكري لبلاده، مؤكدًا أن كييف بحاجة إلى 10 أضعاف ما يصلها من الأسلحة الهجومية، وفقًا ل«كييف إندبندنت».
على الصعيد الروسي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في إفادتها اليومية للحرب، اليوم تدمير نقطة دفاعية أوكرانية في دونباس، وإسقاط 15 طائرة من دون طيار أوكرانية خلال ال24 الساعة الماضية.
وأفاد بيان الوزارة بأنّه تم تدمير 411 طائرة عسكرية أوكرانية و228 مروحية و3849 طائرة من دون طيار، و415 منظومة صواريخ مضادة للطائرات و8849 دبابة وآلية مصفحة قتالية أخرى، و1094 نظام سلاح رشاش راجم، و4655 قطعة من مدفعية الميدان والهاونات، و9762 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة منذ بدء العملية الخاصة.
ويأتي ذلك بعدما أعلنت أمس، عن مقتل 645 جنديا أوكرانيا، خلال 24 ساعة في وقت احتدمت المعارك باتجاه مدن باخموت وأفدييفكا ومريينكا بمقاطعة دونيتسك.
وافادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بأن كييف تستعد ل«هجوم الربيع» بنهاية إبريل الجاري، لافتة إلى أن لواء آزوف الأوكراني يسعى لإعادة بناء دفاعاته.
على الصعيد السياسي، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الغرب بدفع صفقة الحبوب في البحر الأسود إلى «طريق مسدود».
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي، عُقد مساء أمس، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بمناسبة انتهاء ولاية روسيا كرئيس دوري لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن موسكو لن توافق على تمديد الاتفاق إلى ما بعد 18 مايو حال لم يتم تلبية مطالبها بما فيها العودة لنظام SWIFT المصرفي.
وألمح لافروف إلى إمكانية تبادل سجناءأمريكيين (بول ويلان ومراسل وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش) بروس اعتقلتهم واشنطن لأسباب وصفها ب «المشكوك فيها».
وحذّر من أن الغرب يستعد لجولة جديدة من الحروب في العالم، داعيًا لتكوين مجموعة عشرين حديثة «تضم قادة العالم متعدد الأقطاب»، مؤكدًا «ضرورة القضاء على ظاهرة النقص الواضح والعميق في تمثيل بلدان آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
في غضون ذلك، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، في مؤتمر صحفي في موسكو، أن العالم ربما يكون على شفا حرب نووية، مضيفا أن موسكو قد تلجأ لاستخدام السلاح النووي حال تعرضت لعدوان يهدد بقاءها.
Today we are providing another €1.5 billion to Ukraine under our annual macro-financial assistance package.
We will continue helping Ukraine resist Russia's aggression، keep its institutions and infrastructure running، and conduct crucial reforms. pic.twitter.com/KpFfvJ51AW
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) April 25، 2023
وكشفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في تغريدة على «تويتر»، أمس، أن الاتحاد الأوروبي خصص شريحة أخرى من المساعدة العاجلة لأوكرانيا بمبلغ مليار ونصف المليار يورو.
وقدمت مجموعة يرماك- ماكفول الدولية التي يرأسها أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، ومايكل ماكفول وهو سفير أمريكي سابق بموسكو، خطة جديدة لتشديد العقوبات ضد روسيا.