الحرب إلى مرحلة أعنف.. باخموت في مرمى موسكو وتراجع أوكراني

دخلت الحب الروسية الأوكرانية، مرحلة جديدة، تبدو الأعنف منذ بدأت الحرب قبل مايزيد على العام؛ إذ باتت مدينة باخموت الاستراتيجية في مرمى نيران موسكو التي أوقعت 500 جنديا أوكرانيا في غضون ال24 ساعو الماضية، وأقرت كييف بأن الوضع بالغ الصعوبة، فيما صعدت ل من واشنطن وموسكو وتيرة التراشق، ، في وقت توارت فيه الأصوات الداعية لوقف الحرب ليعلو فوقها صوت الذخيرة.
باخموت تحت السيطرة الروسية
ميدانيا، شهدت مناطق القتال في دونيتسك معارك دامية، خلال ال24 ساعة الماضية بعدما باتت محيط باخموت في مرمى النيران الروسية؛ إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية بلوغ خسائر الأرواح في صفوف القوات المسلحة الأوكرانية 500 جندي في يوم واحد فقط، بالقرب من أوغليدار وشيفتشينكو في جمهورية دونيتسك الشعبية.
وذلك إضافة إلى تدمير 93 وحدة مدفعية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مواقع إطلاق النار، وتدمير مستودعا للذخيرة في اتجاه خيرسون، وإسقاط 6 قذائف من راجمات «هيمارس 8 طائرات مسيرة.
تراجع أوكراني
في المقابل، أقرت القيادة الأوكرانية بأن الوضع أصبح بالغ الصعوبة في مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي البلاد بعدما طوقتها القوات الروسية.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أوليكسندر سيرسكي اليوم الثلاثاء إن الوضع في محيط المدينة «متوتر للغاية».
ونقل المركز الإعلامي للجيش عبر تطبيق تليغرام عن سيرسكي قوله «رغم الخسائر الجسيمة، دفع العدو بأكثر الوحدات الهجومية تجهيزا من (مجموعة) فاغنر، ويحاولون اختراق دفاعاتنا».
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في خطابه الليلي المصور أمس «في قطاع باخموت، لا يزال الموقف يزداد صعوبة. العدو يستمر في تدمير كل ما يمكن استخدامه لحماية مواقعنا».
سياسة الأرض المحروقة
ونقلت وكالة رويترز عن المحلل العسكري الأوكراني أوليغ زدانوف قوله إن «القطاع الجنوبي من باخموت هو المنطقة الوحيدة التي يمكن وصفها بأنها خاضعة للسيطرة الأوكرانية». وبحسب المحلل الأأوكراني، تتبع روسيا سياسة الأرض المحروقة في المدينة، كما فعلت في مدن ماريوبول وسيفيرودونيتسك وليسيتشانسك قبل ذلك.
سياسيًا، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده ستستخدم كل الوسائل الضرورية لمواجهة أي تهديد لأمنها القومي، مضيفًا خلال اجتماع قيادة الأمن الفدرالي في موسكو اليوم الثلاثاء، أنه مستعد لضخ المزيد من التعزيزات العسكرية.
في غضون ذلك قال وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، أن العدوان الروسي على أوكرانيا لا يمس سيادة كييف فقط إنما يعد اعتداءًا على ميثاق الأمم المتحدة
واضاف بلينكن، أن واشنطن، تراقب امتثال مختلف الدول للعقوبات المفروضة على روسيا، كما جدد اتهامه للصين، بالقول بأنه لا يمكن لبكين أن تلعب دورا مزدوجا عبر تقديم مقترحات للسلام بينما تؤجج الحرب في أوكرانيا
ماذا يعني سقوط باخموت؟
ورغم تعدد جبهات القتال ميدانيًا، في كل خاركيف ولوجانسك وزاباروجيا وخيرسون، لأن «باخموت» لها طابعًا خاصًا؛ نظرًا لكونها أقرب نقاط التماس والمواجهة بين الجانبين، الذين يصفان المعارك فيها وعمليات القصف بأنها «الأكثر ضراوة».
بالنسبة لروسيا، تعد مدينة باخموت بوابة جنوبية شرقية- شبه وحيدة- وممرًا حيويًا لتقدم القوات في عمق منطقة دونيتسك بإقليم دونباس، خاصة نحو المدن الرئيسية الخاضعة للسيطرة الأوكرانة؛ إذ باخموت تقع على أطراف الطريق الدولي «إتش- 32»، الذي يصلها بمدن كونستانتينيفكا ودروجكيفكا وكراماتورسك وسلافيانسك إضافة لاقترابها من الطريق الدولي «إم-03» الذي يصلها مباشرة بسلافيانسك ويتابع نحو منطقة خاركيف بعدها، وفق تصريحات صحفية للخبير العسكري في «المعهد الأوكراني للمستقبل» والمستشار السابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني، إيفان ستوباك.
على الصعيد الأوكراني، باتت باخموت حصن الدفاع عن بقية مدن دونيتسك الانفصالية؛ إذ توجه منها كييف ضربات قوية صوب المواقع الخاضعة منها للسيطرة الروسية.
تعي القوات الروسية والأوكرانية على حد سواء أن سقوط باخموت في الروس سيمنحهم فرصة للتقدم؛ إذ يبعث الجانبان بتعزيزات عسكرية إليها.