تقدم روسي شمال وجنوب باخموت.. وأوكرانيا تكثف عملياتها باتجاه زابوروجيا

استعرت المعارك عند المشارف الشمالية والجنوبية في باخموت بأوكرانيا، المتاخمة للمناطق الخاضعة لسيطرة روسيا في دونيتسك، التي تعد بؤرة رئيسية للصراع بين موسكو وكييف منذ 14 شهرًا، وأحرزت موسكو تقدمًا ميدانيًا، فيما أعلنت كييف، أمس، استرداد 130 أسيرًا في صفة تبادل، تعد الثانية، خلال أسبوع.
قال رئيس مكتب الرئيس الأوكرانى، أندريه يرماك، اليوم، عبر تطبيق تيليجرام، إن 130 أسيرًا أوكرانيًا أطلق سراحهم وأعيدوا إلى ديارهم في تبادل كبير للأسرى، تزامنًا مع عيد القيامة، الذي يحتفل به المسيحيون الأرثوذكس.
وتعد تلك الصفقة هي الثانية من نوعها في غضون أسبوع؛ إذ أعلنت روسيا وأوكرانيا، الإثنين الماضى، أنهما نفذتا عملية تبادل شملت إطلاق سراح 106 أسرى روس مقابل 100 أوكرانى، كما أعلنت أوكرانيا، الجمعة الماضى، أنها استعادت رفات 82 من جنودها من أراضٍ تسيطر عليها موسكو.
ميدانيًا، شهدت مداخل باخموت الشمالية والجنوبية معارك ضارية، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، عن تصفية أكثر من 335 جنديًا أوكرانيًا.
ووفقًا لوزارة الدفاع الروسية، تمت تصفية 80 جنديًا في محور كراسنى ليمانسك و35 آخرين في كوبيانسك، وتدمير 4 مسيرات أوكرانية في جمهورية لوجانسك الشعبية وجمهورية دونيتسك الشعبية، بعدما تقدمت وحدات فاجنر الهجومية وسيطرت على منطقتين عند المشارف الشمالية والجنوبية لباخموت، أمس الأول.
في المقابل، كثف الجيش الأوكرانى، من عملياته باتجاه زابوروجيا، في هجوم واسع النطاق باستخدام كل الأدوات والمركبات والمدرعات، بعدما أعلن الجيش الأوكرانى، أمس الأول، أن قواته تخوض معارك غير مسبوقة مع القوات الروسية في باخموت، وأن قواته لا تزال صامدة، بعدما صرح المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية لأوكرانيا، سيرهى تشيريفاتى، إن معارك دامية غير مسبوقة في العقود الماضية تدور وسط المنطقة الحضرية في باخموت.
وذلك بعدما قالت بريطانيا في تحديث استخباراتى، الجمعة الماضى، إن القوات الأوكرانية اضطرت للانسحاب من بعض الأراضى في مدينة باخموت، مع شن روسيا هجومًا جديدًا هناك بقصف مدفعى مكثف على مدى اليومين الماضيين.
وكانت القوات الأوكرانية تستعد لشن هجوم واسع النطاق باستخدام كل الأدوات والمركبات والمدرعات، على نحو هجومى عكسى يعول عليه «زيلينسكى»، وتترقبه الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
وذكرت صحيفة «ذى هيل» الأمريكية، في وقت سابق، تصريحًا عن رئيس الوزراء الأوكرانى، دينيس شميجال، قول من خلاله: «إن كييف أرجأت الهجوم المضاد، على أن يبدأ الصيف المقبل».
وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن أوكرانيا قررت تأجيل هجوم الربيع المضاد بسبب الظروف الجوية ونقص الذخيرة.
وأكد مستشار القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك، يان جاجين، أن الجيش الأوكرانى سوف يتكبد خسائر فادحة خلال الساعات الأولى من هجومه المضاد، وستكون الفرصة متاحة للقوات الجوية الروسية لسحقه.
ومن شأن السيطرة على «باخموت» أن تتيح لروسيا استهداف خطوط الدفاع الأوكرانية في تشاسيف يار مباشرة، وأن تمهد الطريق أمام قواتها للتقدم تجاه مدينتين كبيرتين في منطقة دونيتسك، وهما كراماتورسك وسلوفيانسك.
وعكس العمليات الهجومية المضادة في القتال جنوب وشرق أوكرانيا في كل من خاركيف ولوجانسك وزابوروجيا وخيرسون، تتخذ القوات الأوكرانية مواقع دفاعية حصرًا في مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس، وتتحدث مرارًا عن محاولات لتقدم نظيرتها الروسية.