عالم هيثم.. ابن الشرقية يوزع الكتب على آلاف الأطفال غير القادرين (معايشة)

في أعقاب 2013 كانت حالة التخبط في كافة الأنحاء واضحة، يزداد الظلام والإرهاب بينما يقرر هيثم من أحد قرى محافظة الشرقية أن ينشر العلم من مهده، حيث فكر في عربية حواديت يوزع من خلالها الكتب والروايات للأطفال الصغار، فيجمعهم حوله ويبدأ في الحكي عن أبطال لم يسمعوا عنهم ولا يستطيعون القراءة عنهم لعدم وجود مكتبات تقريبا في أغلب مدارس القرى.
يتعرض هيثم المدرس بوزارة التربية والتعليم لأزمة، تتوقف عربية الحواديت ليعود من جديد هذه الفترة، «المصري اليوم» عايش عربية هيثم وأطفاله وحواديته ليوم كامل خلال شهر رمضان في محافظة الشرقية، فعلى الرغم من الصيام لا ينتهي يوم هيثم تقريبا، فيبدأ في الصباح عمله في المدرسة في قريته، وبعدها يجتمع الأطفال حوله أمام المنزل ليبدأ في الحكي.
«كان ياما كان في سالف العصر والزمان» هكذا يبدأ هيثم روايته ليتحول لعب الأطفال إلى وهج صامت، تلمع أعينهم ليسمعوا بشغف كبير إلى أي مدى سيتمكن البطل من الوصول لهدفه، هل سيهزم الأشرار؟، وما مدى أن يتمكن كل واحد فيهم أن يكون بطلا مع الوقت، الأمر نفسه كرره هيثم في 16 محافظة تقريبا في عشرات القرى التي لا تحتوي على مكتبة عامة أو مركز يساهم في ثقافة أوسع لأطفالها.
بحسب هيثم فإن من المواقف الصعبة أنه وجد أطفال يعانون من الجوع في أحد القرى ومن هنا جاءت مبادرته «حكي وطعام»، حيث يقوم بتوزيع الأطعمة إلى جانب الكتب والروايات على الأطفال، مشيرًا إلى توزيعه نحو 200 ألف كتاب، ويترك كرتونة كتب في كل قرية صغيرها متمنيًا توزيع مليون كتاب.
يعاون هيثم متطوعين منهم الصغار الذين كبروا على حواديته، ومنهم من انضموا لإيمانهم بالمبادرة التي ربما أملوا أن تكون موجودة أثناء طفولتهم، حيث يشير محمد أحد المتطوعين في مبادرة الحواديت إلى أنه واحد من الأطفال الذين كبروا يستمعون إلى حواديت بسيطة لم يكن ليسمعها لولاها خاصة مع عدم وجود مكتبة داخل مدرسته حتى الثانوية العامة.
ينشر هيثم على صفحته الشخصية على فيس بوك عشرات الأنشطة لمبادرته التي تجد رواجا، فيما لا يتوقف هذا الرواج حتى في شهر رمضان الذي يعقد خلاله على الأغلب نشاط قبل الافطار وآخر بعده متضمنا إلى جانب توزيع الكتب، توزيع طعام، فيما يتوافد الأطفال من كل حدب وصوب مستمعين إليه طالبين مزيد من الكتب للقراءة.
«التعليم أكتر حاجة ممكن تغير حياة البني أدم» هكذا يشير هيثم خلال حديثه ل «المصري اليوم»، مشيرًا إلى أنه يتمنى أن يكون لجميع الأطفال القدرة على اقتناء الكتب لتكون خطوة على طريق اقتناء الأحلام وتحقيقها لأطفال في أغلب القرى لا تمتلك الكثير من القدرة على التعرف على عوالم مختلفة.