قتيل ومصاب بعد حفل عقيقة في إمبابة.. ووالدة الضحية: «ابنى دافع عن صاحبه» (صور)

أمام شاشة تليفونها، تطالع صورة ضحكاته، تتذكر له موقفًا، تنفجر دموعها، جسدها يرتج وبصوتها بحة «يا حبيبى يا ابنى»، من حولها تجلس فتياتها، لم يتحملن رثاء الأم «خلاص سندنا في الدنيا راح».. جميعهن يتحركن في ساعة متأخرة من الليل، لدفن «سندهن ورجلهن الوحيد»، أمام مقبرته أطلقن صرخاتهن المدّوية، كأنهن لم يصدقن: «إحنا مش هنشوفه تانى؟».
الفرحة تحولت لكابوس
والدة صلاح فتحى، طالب بكالوريس الخدمة الاجتماعية، لا يغيب عن ذاكرتها آخر غداء تناولته مع ابنها: «قال لى يا ماما، أنا رايح عقيقة مولود لأحد أصدقائى بس هآكل معاكِى»، ضحكت مع الابن كأن لم تضحك من قبل، جلجل صوتهما بالذكريات والأمنيات والمستقبل: «عاوز أتجوز يا ماما البنت اللى بحبها»، وترد: «لما تخلص الدراسة هنروح لأهلها»، ليذهب فلذة الكبد إلى طريق اللا عودة «الفرحة تحولت لكابوس، ابنى إتقتل».
«صلاح» تحرك وصديقه المٌقرب «عبدالله» من منزلهما في إمبابة بالجيزة، إلى بيت صديقهما، حيث عقيقة ابنه، وهناك كانت المأساة «حصلت مشادة كلامية بين (عبدالله)، وواحد صاحبه (محمد العربى)، لوجود خلافات بينهما».
أم «طالب إمبابة»: قصاص عادل يبرد نار قلبي
دون سابق إنذار، «العربى» طلب «عبدالله» في كلمتين بالشارع حط إيده على كتفه وقال له: «عاوزك بعيد شوية»، والدة «صلاح» تحكى «فتح مطواة وضرب بيها الولد في وجهه وجنبه، ولم يترك مكانًا بجسمه إلا وبه قطع، لحد ما اتدخل ابنى وجرى على صاحبه لينال طعنة في القلب أودت بحياته».
والدة «صلاح» هالها منظر صديق ابنها «عبدالله» وهو غارق في دمائه ويقف أمامها متلعثمًا «عاوزك تشدّى حيلك.. شدّى حيلك»، تمسك بملابسه «تقصد إيه يا ابنى؟»، ثم تسأله «فين ابنى؟»، دموعه تسبق كلامه «واحد ضربه ب(المطواة) لما حاول ينقذنى لأنه ضربنى زى ما إنتى شايفه، وابنك في المستشفى الدكاترة قالولنا: (مات)».
الأم ترثى حالها أمام جيرانها، وتهيل التراب على جسدها: «(صلاح) راح غدر مكانش له علاقة بالجانى، ابنى شهم أنقذ صديقه، تلقى طعنة بدلًا منه، أخو البنات مات يا عالم، أخو البنات إتقتل، هاتولىّ حقى، قصاص عادل يبرد نار قلبى».. تتوجه إلى مشرحة زينهم لتلقى بنظرة الوداع على جثمانه، تعثر عليه مبتسمًا، وتقول «كان زى القمر»، تزحزح جسده بيدها «قوم يا ابنى، روح امتحاناتك وخلص علشان نروح للعروسة».
الشرطة تضبط مرتكب الجريمة
«نجلاء»، شقيقة المجنى عليه، تندب حظها ومصيبتها «أخويا معملش حاجة وحشة بحياته، كان من (الجيم) للبيت، ومن الكلية للبيت، وطول عمره شغال وشقيان عليّا أنا وإخواتى البنات، ولا عمره إتأخر على حد فينا»، وتطالب بقصاص قانونى ومحاكمة عاجلة والقبض على مرتكب الجريمة.. تشرح: «العربى كان رايح العقيقة ومخبى سلاح أبيض، وعارف إنه هيضرب (عبدالله)، ولما أخويا تدخل ضربه في صدره ضربة موت».
جيران المجنى عليه لا يكفون عن سيرته الطيبة «ملاك ماشى على الأرض»، يستذكرون أن «عمره ما زعل حد، وكان يحترم الكبير والصغير»، ويدينون مرتكب الجريمة «الجميع كان يتجنبونه ولا يتحدثون معه لسلوكه السيئ».. في الوقت ذاته ضبطت أجهزة الأمن المتهم، بعد قرار النيابة العامة بالتصريح بدفن جثمان الضحية واستدعاء المٌصاب، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.