اليوتيوبر عبد اللطيف أحمد بمعرض الكتاب: فكرة برنامج شخصيات جاءت بعد سماعي أغنية ل أم كلثوم

استضافت قاعة الشعر بمعرض القاهرة الدولى للكتاب في نسخته ال54، اليوم الخميس، اليوتيوبر المصرى عبداللطيف أحمد، ضمن محور «المعرض يحاور صُناع المحتوى».
واستهل «عبداللطيف» حديثه عن تجربته في صناعة المحتوى عبر السوشيال ميديا، ومنصة الفيديوهات «يوتيوب»، موضحا أن دراسته للهندسة كانت دافعًا كبيرًا له للبدء في تجربة صناعة المحتوى، مشيرا إلى أنه التحق بكلية الهندسة رغمًا عنه، بسبب حصوله على مجموع الدرجات التي تؤهله للالتحاق بها في الثانوية العامة، لكن سرعان ما بدأ شغفه بصناعة المحتوى، بداية بمنشورات على الفيس بوك، لاقت تفاعلًا كبيرًا من النشطاء، ثم تحول الأمر تدريجيًّا إلى تصوير مقاطع فيديو يبث من خلالها أفكاره.
وبسؤاله عن العقبات التي واجهته خلال رحلته في صناعة المحتوى، أكد «عبداللطيف»، أنه بدأ تصوير الفيديوهات بكاميرا هاتفه المحمول بشكل عشوائى، وواجه صعوبات عدة في إخراج الفيديوهات بصورة وجودة جيدة، موضحا:«في بداية الأمر كان سرد محتوى الحلقة المكتوب أمام الكاميرا صعبًا للغاية، لكني تغلبت عليه بكثرة التدريب، وتجزئة المحتوى إلى جمل قصيرة يسهل قراءتها والتعديل عليها».
وأشار اليوتيوبر، إلى أنه تعلم المونتاج «أون لاين» للمساعدة في إخراج الفيديوهات، وظهورها بشكل لائق، موجهًا الشكر لشقيقه الذي يساعده كثيرًا في إخراج الفيديوهات بصورة جيدة.
وتطرق إلى الحديث عن تجربته الأولى في صناعة الفيديو، مؤكدا، إنه أجرى معالجة كتابية لمنشور قد نشره على فيس بوك حول «متلازمة ستوكهولم»، التي بدأت بعد حادثة اختطاف باتريسيا هيرست، حفيدة رجل الأعمال والناشر ويليام راندولف هيرست، على يد جماعة ثورية مسلحة عام 1974، ومن ثم بدأت الضحية في التعاطف مع الجناة، وظهرت بعدها حالات عديدة مشابهة، أبدى خلالها ضحايا التعذيب والرهائن تعاطفًا مع الجناة، لافتًا إلى أن الفيديو لاقى تفاعلًا كبيرًا من رواد السوشيال ميديا وحقق مشاهدات عالية، خاصة أنه استعرض خلاله آراء العلماء والمتخصصين حول القضية موضع المحتوى، ومن هنا كانت الانطلاقة.
ووجّه «عبداللطيف» نصيحة للشباب الراغبين في العمل بمجال صناعة المحتوى قائلًا: «ابدأ أولًا بأقل الإمكانات الممكنة والمتاحة، ثم توسع تدريجيًّا في الأفكار والمعدات وأدوات التصوير»، موضحا أنه قرأ عدد كبير من الكتب في المجالات كافة، لكنه يميل أكثر إلى الكتب التاريخية، خاصة تلك التي تدعم أفكاره في صناعة المحتوى، مضيفًا أن موسوعة «مصر القديمة» لسليم حسن كانت الخطوة الأولى التي سلكها في الثقافة المتعمقة للتاريخ.
وبسؤاله عن اهتماماته بالشق الأدبى، أكد أن رواية «أمام العرش» لأديب نوبل نجيب محفوظ كان لها أثر طيب في تكوينه الأدبى، مشيرًا إلى أن شغفه بدراسة التاريخ والتعمق فيه نبتت داخله منذ طفولته، متابعا:«أردت أن أترجم أفكارى بإبراز الجوانب الخفية للعديد من الشخصيات التاريخية والمؤثرة والتي تحظى بشهرة واسعة، مثل العالم الدكتور مجدى يعقوب، وصاحب نوبل الدكتور أحمد زويل، وهتلر، وتوماس إديسون، وبدأت فعليًّا بالبحث المتعمق في الجوانب الشخصية والحياتية للشخصيات المذكورة وغيرها، ضمن برنامج شخصيات»، مؤكدًا أن فكرة هذا البرنامج جاءته عندما سمع «رباعيات الخيام» بصوت أم كلثوم، وبدأ بالبحث عن حياة عمر الخيام وكشف الجوانب الخفية التي يجهلها الناس عن شخصيته، موضحًا:«أردت أيضًا دحض كافة السيناريوهات المضللة عن الشخصيات المذكورة والحديث عن معلومات محققة وأحداث حقيقية في حياة الشخصية بطلة الفيديو».
وأوضح «عبداللطيف» أن الإصرار والعزيمة هما الجانبان المشتركان بينه وبين الدكتور مجدى يعقوب، لافتًا إلى أنه اشترك مع هتلر في حبه للرسم والفنون التشكيلية، وبسؤاله عن أغرب التعليقات السلبية التي يواجهها على فضاء السوشيال ميديا، قال إن أحدهم اتهمه بالكفر وآخر وصفه بالملحد، مؤكدًا أن الانتقادات تأتى دائمًا عندما يناقش قضية شائكة من جوانب مختلفة بعيدًا عن الآراء المطروحة، مشيرا إلى أنه يعتبر التعليقات السلبية نوعًا من أنواع «النقد البناء»، ويتخذ الانتقادات اللاذعة كسلم للوصول إلى درجات أعلى من النجاح والتحقق.
واختتم حديثه عن أهدافه فيما يخص صناعة المحتوى قائلًا: «أريد أن أسهم في رفع وعى الشباب وتحفيزهم ثقافيًّا للتعامل مع متغيرات العصر».