نجلاء بدر فى حوار ل «المصري اليوم»: «روليت» عكست الجانب المُشوّه من حياة الفنان

حققت حكاية «روليت»، التي شاركت فيها الفنانة نجلاء بدر، نجاحًا كبيرًا، لأنها عرضت أزمة الصراحة بين الزوجين بشكل مختلف، من خلال لعبة «الروليت» الروسية، وتصدرت الحكاية «تريند» مواقع التواصل الاجتماعى بسبب صدق أداء نجلاء بدر والكيمياء التي جمعتها بالفنان نضال الشافعى الذي شاركها التمثيل في الحكاية، ولكن القصة التي ظهرت أمام الشاشة كانت وراءها كواليس كثيرة، كشفتها نجلاء بدر في الحوار التالى:
■ كيف انضممتِ لحكاية «روليت»؟
- المنتجة مها سليم دائمًا تقتنص لى الأدوار المختلفة، وعندما تختار لى دورًا تكون واثقة أننى سأوافق عليه، وتفاجأت بمكالمة هاتفية منها تخبرنى بأنها تريد مشاركتى في حكاية «روليت» ضمن مسلسل «فى كل أسبوع حكاية»، وطلبت منها أن ترسل لى السيناريو، وبعد أن قرأته شعرت بأنى أريد الموافقة، وهاتفتها وأخبرتها أننى معها في العمل.
■ بعد القراءة الأولى للسيناريو.. هل شعرتِ بأهمية الدور؟
- بالتأكيد، ولكن حدثت معى مشكلة وهى أن قدمى كُسرت بعد قراءة السيناريو، وطلبت منها أن تبدأ التصوير بشخص غيرى، ولكن مها رفضت وصممت أن تنتظرنى، وبالفعل أجلت تصوير الحكاية أسبوعين حتى شُفيت قدمى.
■ ما أكثر شىء جذبك لحكاية «روليت»؟
- أحببت أن المسلسل يناقش قصة حياة الممثلة التي أحبت المخرج، ربما ذكرنى المسلسل بفيلم «حافية على جسر من ذهب»، لأن حياة الممثل لم تُعرض في الدراما من قبل بشكل حقيقى، ولكن دائمًا كانت تُعرض بشكل خيالى كأن الممثل لا يواجه مشاكل في حياته، بشكل مُبالغ فيه، وأحببت أن السيناريو قريب للواقع، والعمل عرض الجانب المشوه من حياة الفنان، وأرى أن حياة الفنان دائمًا مُشوهة بسبب ظروف عمله الصعبة.
■ ما رأيك في الزاوية التي اختارها المسلسل ليناقش أزمات العلاقات الزوجية؟
- أحببت أن المسلسل سلط الضوء على أزمة الصراحة بين الأزواج، لأنها مشكلة كبيرة، لو كانت هي أخبرته أنها حامل، ولو كان هو سمعها، لو كان الطرفان اختارا لغة حوار مناسبة لهما، كانا قد تجنبا كل هذه المشكلات، وأحببت قصة الحب بينهما، وكان الكذب هو ما جعل الطرفين يكرهان بعضهما.
■ هل تعتبرين ظهورك بدون مكياج في العمل جرأةً منك؟
- أنا أحب الواقعية، وأحب الظهور بدون مكياج، وأنا من مدرسة الدراما الواقعية وأحب أن أرى أسفل عينى هالات سوداء، وشعرى ليس في أفضل حالاته، وملابسى غير مُهندمة، وأسعى لأن أقتنع بالأعمال التي أشارك فيها، وأتبع المدرسة الواقعية كى أتوحد مع الشخصية، وأردت أن أجعل المشاهد يتأكد أن الممثل يمر بكل الأزمات النفسية.
■ ما رأيك في الممثلات اللاتى لا يستغنين عن المكياج في أي ظهور؟
- أعرف العديد من الفنانات اللاتى يرفضن الظهور دون مكياج، ربما بسبب المخرج الذي يتبع مدرسة «أنا كل الممثلات عندى لازم تكون حلوة»، وبعضهن الجمهور أجبرهن على الظهور بالمكياج، كى لا يفقدن رونقهن في نظر الجمهور، وأنا منذ وقت طويل صممت على الظهور ببشرتى الطبيعية، كى لا يتعجب الجمهور عندما يرانى في الشارع دون مكياج، وأعتقد أنه ليس من الضرورى أن أكون خلال 24 ساعة نجلاء بدر الممثلة.
■ ماذا عن التعاون مع نضال الشافعى؟
- التعاون مع نضال الشافعى كان من أفضل الأشياء التي حدثت في الحكاية، وكان التمثيل معًا بمثابة مباراة مُنزهة، وكلانا يسعى لمساعدة الطرف الآخر، وكل فرد فينا ذاكر شخصيته وأحبها، وكل طرف كان يساعد الآخر، وكنا نكمل بعضنا البعض، وأنا أحب نضال كممثل ومؤمنة به جدًا، وسعدت لأننا لأول مرة نتعاون معًا، واكتشفت أننا متفقان في الفكر الفنى، وتعاوننا كان خاليًا من «النفسنة»، وفى مشاهده الصعبة كان «اللوكيشن» يسكت ولا يتحدث كى يركز، والتعاون بيننا كان ممتعًا.
■ أي المشاهد كانت الأصعب في الحكاية؟
- كل المشاهد كانت صعبة جدًا، ولكن ربما الأصعب كان مشهد الحقيقة عندما كشف كل طرف للآخر حقيقة الأزمة التي مرّا بها، وصورنا هذا المشهد على مدار 15 ساعة بشكل تصاعدى، في يوم واحد وجميعنا ظللنا في موقع التصوير، ولم يحصل أي منّا على فترة راحة من أجل الانتهاء من التصوير، كى يظهر العمل في النهاية بالشكل المختلف الذي رأيناه على الشاشة.
■ التعاون مع المخرج معتز حسام كيف كان؟
- تعاونت مع معتز منذ كان مساعد مخرج، وهو بالنسبة لى من أفضل المخرجين وأمهرهم، حيث تعاوننا من قبل في «شبر مية» وتعاونت معه أيضًا في مسلسل «ستات قادرة» قبل أن يتركه، ودائمًا أنا أرى حسام مخرجًا مميزًا ولديه رؤية مختلفة، وموهبته مميزة، وأحب التعاون مع المخرجين الشباب، وطلبت منه ألا يتغير وأن يحتفظ دائمًا بشخصيته المميزة.
■ بالنسبة لكِ، ما أقوى رسالة تقولها حكاية «روليت»؟
- بالنسبة لى أرى أن الصراحة هي المغزى الحقيقى من الحكاية، لأن الصراحة بين الزوجين هي أهم شىء في العلاقات، ولا يستطيع طرف منهما أن يُخفى شيئًا عن الآخر.
■ ما كواليس مشهد ضرب النار مع نضال الشافعى؟
- كان مشهدًا جميلًا جدًا، وهذه كانت المرة الأولى لى التي أمسك فيها مسدسًا، وهذا المشهد أصابنى بالهلع، وكنت أتأكد في كل مشهد أن المسدس لا يحتوى على رصاص، ونضال كان أجرأ منّى في هذا المشهد.
■ هل تخافين من جرأتك على السوشيال ميديا؟
- أعتبر صفحتى على السوشيال ميديا هي بيتى، وأتفاجأ أحيانًا منشوراتى تُتداول حتى من أصدقائى المقربين، ولكن بعد ما فكرت في الأمر اكتشفت أنه «مش فارقة»، وقررت أن أتوخى الحذر في منشوراتى فيما بعد.
■ لماذا تشعرين بأن الفن في الفترة الأخيرة ليس على ما يرام؟
- لدينا بعض الأخطاء في المنظومة، يجب أن يتم ترميمها، والدليل أن الكثير من الفنانين والمخرجين يسافرون خارج مصر، وبسبب هذا الأمر نحن نخسر العديد من الأشياء وكأننا نبيع ثقافتنا، وأصبحنا في مصر لا نستثمر فننا، والفن هو أرضى ويجب أن نهتم بتطويره في مصر، وسعيدة لكل فنان وفنانة قدم مسرحية مختلفة ونالت إعجاب الجمهور خارج مصر، ولكن أتمنى أن يعود المسرح لمكانته في مصر، ولا أعلم ما الخلل في المنظومة الذي وصل بالمسرح المصرى لمرحلة أن مسرحيات بأبطال مصريين ومخرجين مصريين، ولكن في دولة أخرى غير مصر، وأعتقد أننا مُقصّرون في حق أنفسنا، وليس فقط في المسرح، ولكن أيضًا في السينما والدراما، وإذا نظرنا للماضى سنجد العالم كله ودول الخليج يأتون مصر ليشاهدوا مسرحيات، وبذلك نحن المتضررين من مختلف الأصعدة بين السياحة والفن.
■ إذا كنتِ ستشاركين في مسرحية، هل هناك قضية تتمنين مناقشتها؟
- لِمَ لا؟ أمتلك مقدرة التمنى في لعب دور معين، ولم أتمنَّ في أي وقت المشاركة في دور أو تجسيد شخصية معينة، ولكن أنا لدى المقدرة على الاختيار، عندما يتم عرض العديد من الأدوار علىّ، يمكننى الاختيار ومعرفة أيهما أفضل من الآخر، لأن أحيانًا تُعرض علىّ أعمال أفضل من التي أتمناها.
■ هل المسلسلات القصيرة تشعرين أنها «وش السعد» عليكِ؟
- أحب المسلسلات ذات عدد الحلقات الأقل، لأن عدد مشاهدها مُكثفة، لأن المؤلف يعطى القصة حقها ويُقصر المط، ويصبح لكل مشهد أهمية وقيمة، لذلك مساحة التمثيل فيها أكبر، وفى الفترة الأخيرة تألق عدد كبير من الفنانين والفنانات في المسلسلات ذات عدد الحلقات الصغيرة، وأبرز مثال على ذلك الفنانة ريهام عبدالغفور، التي تألقت مؤخرًا في أعمال ذات حلقات أقل.
■ شعور التمثيل في دراما «أوف سيزون» هل يختلف عن التصوير ل«رمضان»؟
- تصوير الأعمال الفنية، سواء داخل رمضان أو خارجه، لا يختلف لأن الهدف واحد وهو تقديم عمل مختلف، ويعيش في التاريخ مهما حدث، وفكرة المسلسلات ذات الحلقات القليلة في رمضان أشعر بأنها سلبية، لأن رمضان يربط كل الأمة العربية، والجميع يريد مشاهدة المسلسل حتى الحلقة الأخيرة منه، ليرى تطورات الأحداث، وأنا مرتبطة بأن شهر رمضان مسلسلاته تتكون من 30 حلقة.
■ ماذا عن مشاركتك في رمضان 2023؟
- أشارك في مسلسل «سر السلطان» مع خالد يوسف عن قصة يوسف إدريس، وأنا لا تعنينى الأزمة التي مر بها، لأنها حياته الشخصية ولا تهمنى، بل يهمنى التعاون معه كمخرج مميز واستمتعت بالعمل معه، وهو من مدرسة مختلفة عن باقى المخرجين، وأنا فخورة بانضمامى لهذا العمل الملحمى، وبالنسبة لى أنهيت 70% من مشاهدى، وأراهن على هذا المسلسل وأتمنى أن ينجح؛ كما أشارك في مسلسل «رمضان كريم 2» وهو أفضل شىء بالنسبة لى أن الجزء الثانى يستثمر نجاح الجزء الأول، خاصةً أن العمل لا يرتبط بجمهور معين، ولكن يرتبط بكل الجمهور المصرى، والعمل يتبقى لنا أسبوعان لننتهى من تصويره.
■ وأين نجلاء بدر من السينما؟
- أشارك في فيلم «المُلحد» وانتهيت من تصويره، وأشارك أيضًا في فيلم «ليلة العيد»، ولكن لم يتحدد موعد عرضهما، وشاركت في «ساعة استجابة»، وهو فيلم متصل ينتقل بين شخص وآخر وفكرة الفيلم مختلفة، ربما يُشبه قصة «200 جنيه» من حيث الانتقال بين الأحداث.