«مات في إيديهم في غمضة عين».. والدة ضحية «المضاد الحيوى» تكشف مأساة «تشخيص خاطئ» (فيديو وصور)

أمام سريره تقف وتبكى ابنها الطفل «كريم»، تحتضن ملابسه لتشتم فيها رائحته، كأنها تشعر به، «يا حبيبى أنت دلوقتى مرتاح»، لكن قلبها يلومه «بس أنا مش مرتاحة لأنك بعدت عنّى»، تمسك صورته تطبع عليها قُبلة: «ضنايا راح بسبب طبيبة وممرض إدوله حقنة مضاد حيوى خطأ، مات في إيديهم في غمضة عين»، تردد كلماتها الحزينة: «قلت لها بلاش يا دكتوره، اتهمتنى بأنى جاهلة!».
الأم المكلومة تروى بداية المأساة مع مرض نجليها «كريم»، عامان ونصف العام، و«عمار»، 4 سنوات، بالإنفلونزا: «روحت بيهم لمستشفى خاص في الدقى بالجيزة، دخلت الطوارئ عند طبيبة تدعى إيمان، أخبرتنى بأن الطفلين يحتاجان لحقنة مضاد حيوى شهيرة، كونهما مصابين بالتهاب رئوى، من دون أشعة طبية تثبت ذلك».
والدة الطفلين قالت للطبيبة: «يا دكتورة أنا مساعدة طبيب لمدة 10 سنوات، وعيالى معندهمش التهاب رئوى، وكل اللى عندهم سخونية ومش محتاجين مضاد حيوى، فمنذ ولادتهما لم يتم حقن أىٍّ منهما به»، تروى أن الدكتورة «أصرت على حقنهما بالمضاد الحيوى الذي أنهى حياة ابنى كريم».
ممرض اصطحب الطفلين إلى غرفة تحت إشراف الطبيبة، وحقنهما بالمضاد الحيوى، تستحضر والدتهما ما حدث فتقول: «فى غضون 5 دقائق بدأت حالة كريم تتدهور وأصيب بقىء وجسمه توقف عن الحركة وتأكدت من وفاته، ولما روحت للدكتورة إيمان نفت الوفاة مصرةً على دخوله العناية المركزة باعتباره على قيد الحياة، ومرت 5 ساعات على الواقعة وبدخولى الغرفة لم أجد جديدًا والمستشفى يُصر على نفى الوفاة، حتى حررت محضرًا بالواقعة».
وقفت الأم تلطم خديها أمام الضباط، وبقلب يعتصره الألم على صغيرها «كريم» حكت: «عيالى كانوا تعبانين عندهم دور برد عادى وسخونية، زى اللى بتيجى لكل الناس، روحت المستشفى وفوجئت بتشخيص آخر لحالتهما، ولما صممت أنه لابد من خضوعهما لأشعة تحدد إصابتهما بالتهاب رئوى من عدمه، قالت الطبيبة: بس أنا هعملها علشان ترتاحى، ثم أخبرتها الدكتورة بأنهما يحتاجان للحقنة، خاصةً الطفل الصغير مطلوب حقنه بجرعة كبيرة، فقلت لها: ده عمره ما خدها، بلاش».
«احمدى ربنا إن عيالك عندهم تأمين طبى».. هكذا قالت الطبيبة لوالدة الطفلين حين أخبرتها بأنها «فاهمة كويس، وكلامك غلط، وإن حقنة المضاد الحيوى من النوع المراد به حقن الطفلين تسببت في وفاة طفلتين قبل أيام بالإسكندرية، وشرحت نفس الكلام للممرض قبل حقن عيالى بالمضاد، فرد علىّ: الدكتورة مش هتديكى حاجة غلط».
أم الطفلين تستعيد ما حدث: «كريم كان حاطط ماسك بخار شاله من على وجهه، وتقيأ وبعدين لقيته بيفرفر ومات على إيدى وآخر كلمة نطقها: يا ماما.. يا ماما، فجريت وراء الطبيبة بصرخ فيها: ابنى مات.. ابنى مات، فقالت لى: اخرجى بره، ونادت لى أمن المستشفى، وهى تقول: لأ الواد لم يمت، وأدخلته العناية المركزة وهو ميت أساسًا، وفى الوقت ذاته أخوه عمار كان معلق محاليل وواخد نفس الحقنة، فأزلت عنه الأكجسين والكانولا وأخذت ابنى الميت وجريت، واللى في المستشفى كأنهم لم يروا شيئًا يحدث أمامهم».
زاد حزن الأم، وهى تعرض بعد يوم من وفاة «كريم» نتيجة الأشعة التي أجريت له على يد أحد الأطباء الذي أخبرها «الولد مكانش عنده التهاب رئوى، ولا يحتاج للمضاد الحيوى»، لتصرخ: «عايزة حق ضنايا من الطبيبة والممرض والمستشفى».
النيابة العامة تباشر التحقيقات بالواقعة، حيث أمرت باستخراج جثمان الطفل الضحية من مقبرته لتشريحه من قبل خبراء مصلحة الطب الشرعى، للوقوف على أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث، وفى الوقت ذاته تقدمت أسرة «كريم» بشكوى لنقابة الأطباء بشأن الواقعة.