التشخيص الخاطئ.. حكايات «جرعة الوداع»

احتار الأب بعد وفاة ابنته، قدم البلاغات، وحرر المحاضر، وتشاجر، وبكى، واحتسب فقيدته عند الله، ومع ذلك، قرر نشر قصة ابنته على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك؛ أملا فى أن يجد الصدى الذى يعيد له حق ابنته المسلوب، وبمجرد انتشار القصة، انهالت التعليقات، أغلبها يشبه قصة فريدة فى الشكل والمضمون، جميعها، يطالب بوقفة تجاه ما لاقوه من إهمال طبى وتشخيص خاطئ، انتزع ذويهم منهم، أو كاد يفعل كذلك.
وفى قصة مشابهة، لقصة فريدة، سرد على العمدة، أحد الآباء الذين تفاعلوا مع المنشور، قصته مع التشخيص الخاطئ،حيث قال: «أنا ابنى كان عنده نفس الحالة، ومات من 3 أسابيع، بعد ما الدكتور حولنا على مستشفى الدمرداش، وحتى الآن لا أعرف ما الذى حدث»، وبالمثل يقول أحمد حسن: «أنا لى تجربة مع بنتى، توفيت بسبب تشخيص غلط، حسبى الله ونعم الوكيل».
أما التعليقات الأخرى، التى كانت أقدارها ألطف حالا، فكان أبرزها تعليق لأسماء مختار، إحدى الأمهات التى تفاعلت مع القصة على السوشيال ميديا، حيث قالت: «بمجرد ما الدكتور كتب المضاد الحيوى، قلت له شكرا، وأخذت الروشتة، وذهبت لدكتور آخر، فى نفس اليوم، لأنى لم أقتنع أن طفلا عنده سنتان يأخذ مضادا حيويا بهذه الجرعة، وفعلا عندما ذهبت للدكتور الآخر، قال لى إزاى يكتب المضاد ده للطفل فى السن دى، ده عاوز سوائل كثيرة، ودواء للسخونية فقط».
ويتفق معها عدلى سالم، الذى قال: «والله العظيم أنا حصل معايا كده بالضبط، لكن الحمد الله لحقت ابنى»، وكذلك محمد عبدالحميد الذى سرد قصة مشابهة، لابنه الذى كان يعانى من الإسهال نتيجة نزلة معوية، حيث قرر الطبيب علاجا رفض الأب صرفه لابنه، بناء على نصيحة طبيب آخر.
أما سماح كمال، فتقول: «ابنى كان هيموت بسبب دكتور أعطى له جرعة مضاد حيوى أكبر من سنه ووزنه، ولولا ستر ربنا كان زمانه مات، الولد حصل له تشنجات ورعشة لا إرادية، ولم ينقذنا إلا أطباء مستشفى أبوالريش، الذين قالوا لنا ذلك السبب».
وتروى رشا حسن تجربتها مع تناول المضادات الحيوية دون اختبار، فتقول: «ابنى كان هيروح منى، كان عنده نزلة معوية، والأطباء أعطوا له مضادات حيوية بكثرة، بدون تحليل واحد يعرفوا إيه اللى عنده، ولا صورة دم، ولا تحليل بول أو براز، واستمر ابنى فى المستشفى بالمحاليل 4 أيام، والقىء لا يتوقف، والإسهال كان 15 مرة فى اليوم، حتى أصيب ابنى بجفاف، وأنا لا أعرف هو عنده إيه، حتى قمت بنقله للمستشفى السعودى الألمانى، فأجروا له التحاليل، فثبتت إصابته بفيروس روتا، وثبت أن كل العلاج الذى تناوله كان خطأ»، وبالمثل حدث الأمر نفسه مع سالى فاروق، التى قالت: «أنا حصل معى نفس القصة بسبب علاج غلط وصفوه لابنتى على أن عندها نزلة معوية، وهى كانت تعانى من فيروس روتا».
ويقول صالح أحمد: «ابنى كان عنده دور برد عادى، أخذ مضاد حيوى غلط، عمل له مشاكل، لفيت مصر كلها، لحد ما ذهبت به لأحد الأطباء، قال لى أن كل ما مريت به كان بسبب تشخيص خاطئ»، وتقول إيمى الصعيدى: «ابنى أصيب بضيق فى التنفس، ووصف له الطبيب نقط للأنف بجرعات أكثر مما هو مكتوب فى النشرة الداخلية، أدت إلى إصابته باضطراب فى الجهاز العصبى».