درة البحر المتوسط.. كيف تحولت حدائق المنتزة لقبلة سياحية؟

الإسكندرية، عروس البحر المتوسط ودرتها، قبلة الباحثين عن فترة راحة من الروتين اليومي، وملجأ المهمومين للتفريج عن مشاكلهم، لطالما لعبت الإسكندرية عامل جذب لكل من يحاول الهروب من أعباء الحياة.
ومن أجل الارتقاء بها لتناسب الجميع، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي في عام 2019 بمواصلة عملية التطوير الشامل لمنطقة حدائق المنتزه، حيث صرح خلال جولته الميدانية بنيته في تطويرها.
«أنا نفسي خلال سنة تكونوا خلصتوا المشروع.. علشان نقول للناس في الإسكندرية إننا عملنالكم متنفس رائع لكل الناس»، وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، شهدت حدائق قصر المنتزه، التي يزيد عمرها على 100 عام، أكبر عملية تطوير وتجميل في تاريخها، من أجل وضعها على خارطة المقاصد السياحية العالمية، كما رغب الرئيس.
نبذة عن حدائق المنتزة
تُعتبر حدائق المنتزه من أهم المعالم السياحية في الإسكندرية، فتعد أكبر حدائق الإسكندرية بمساحة ل 370 فدان، وتستقبل آلاف الزائرين يوميًا، خاصة في الأعياد والمناسبات، وتتميز بوجود قصر كبير يتوسط غابة كثيفة من الأشجار والنخيل، وأحواض زهور نادرة، وتطل حدائق المنتزه على خمسة شواطئ، هي عايدة وكليوباترا وفينيسيا وسميراميس.
إضافة إلى شاطئ خاص بفندق هلنان فلسطين، ويوجد بها سلسلة مطاعم كبيرة، ومركز سياحي متكامل وملاعب وشاليهات، وقد أقيمت هذه الحدائق منذ أكثر من 100 عام، بأمر من الخديوي عباس حلمي الثاني، وقد كانت في منطقة كانت مهجورة ومنعزلة آنذاك.
ما قصر المنتزة؟
تبدأ قصة المنتزة، عندما أعجب الخديوي عباس حلمي الثاني بالمنطقة حين كان يتنزه على شاطئها، ولشدة جمالها تعلق قلبه بها، وعلى الفور قرر بناء قصر وحدائق للاصطياف والتنزه، وأشرف بنفسه على تنظيم حدائق القصر، وأطلق عليها وعلى القصر مسمى واحدا هو «قصر المنتزة».
أًطلق على القصر فيما بعد أسم «قصر السلاملك»، ويحتوي القصر على أربعة عشر جناحًا، أهمها الجناح المكي الذي يطل مباشرة على حدائق المنتزة، والحجرة البلورية، وأطلق عليها هذا الاسم لأن كل ما تحتويه مصنوع من البلور والكريستال الأزرق، ثم أًستخدم القصر كموقع عسكري، وهذا ما يفسر وجود مدافع حربية في حديقة القصر من الناحية المواجهة للبحر، واستوحى تصميم القصر من الطراز النمساوي السائد في القرن التاسع عشر، إرضاءً لرغبة الخديوي آنذاك.
وبعد أن انتقلت ملكية القصر للملك فاروق، قام بإنشاء مكتب الملك واضاف سينما خارجية، وانشئ كوبري يربط جزيرة الشاي بالقصور الملكية، كما قام ببناء عدد من المباني الخدمية الملحقة بالموقع، مثل برج الساعة ومكاتب الإدارة والركائب الملكية، وبعد اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، انتقلت ملكية القصور والحدائق إلى الدولة، وفتحت أبوابها للمواطنين للاستمتاع بها.
ولأهميتها التراثية قام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتطويرها لتصبح همزة وصل مع مختلف المدن الرئيسية بحوض البحر المتوسط، وذلك في ضوء التراث الفريد والروائع المعمارية التاريخية التي تتمتع بها المنتزه، إلى جانب موقعها الجغرافي وشواطئها المتميزة.
كيف تم تطوير «المنتزة»؟
بعد قرار الرئيس تم تكليف مجلس مصغر تكون من عدة جهات حكومية لمعاونة الشركات الوطنية التي عملت على التطوير، وضمت أعمال التطوير الحدائق والمتنزهات المنتشرة داخل القصر، وتم إسناد الأعمال داخل المنطقة وتغيير شبكات الرى وإعادة رصف ورفع كفاءة شبكة الطرق الداخلية، لتكون المنطقة مقصدًا سياحيًا عالميًا.
وركزت أعمال الترميم بصورة أساسية على تغيير كافة شبكات البنية التحتية المتهالكة، مثل شبكات الرى والصرف ومد شبكة الغاز الطبيعى لمنطقة المطاعم وفندق فلسطين، وحتى تواكب تطورات الحياة العصرية، كما تم مد مجموعة من الألياف الضوئية الخاصة بالإنترنت والاتصالات.
وتضمن المشروع ايضا إنشاء جزيرة شاي، وإنشاء مارينا يخوت عالمي، وإنشاء عين إسكندرية بارتفاع 65 متر، وتطوير الحدائق الملكية والمباني الأثرية، وتم تطوير متحف اليخت الخاص بالملك فاروق، وتطوير فندق فلسطين وزيادة عدد الغرف، وعملوا على زيادة عدد الغرف في فندق قصر السلاملك، وتم تطوير منتجع بالما الذي يضم 225 غرفة فندقية وڤيلات، ومركز معارض واحتفالات، وإنشاء الحديقة الاستوائية وحديقة معلقة.
كما تم إنشاء نادي رياضي، وإنشاء كورنيش مفتوح، وتطوير ما يقرب ل 650 كابينة على شواطيء عايدة ونفرتيتي ونفرتاري، واهتموا بالأشجار النادرة الموجودة، عن طريق رعايتها من الأمراض وإضافة أنواع أشجار أخرى موفرة للمياة،ولم تتوقف الأعمال على التطوير فقط، بل كان من أهم شروط التطوير تنفيذ أعمال إزالة الكبائن والشاليهات والمنتجعات المتهالكة والغير مرخصة بشكل رسمي.
وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الاثنين، افتتاح عدد من المشروعات القومية بالإسكندرية، ومن بينها محور المشير فؤاد أبوذكري (التعمير سابقا)، والمرحلة الثالثة من بشاير الخير 2، والتي تعتبر إضافة ونقلة نوعية ضخمة في المحافظة الساحلية.