لغز سقوط «خادمة» من الطابق ال11

دماء غزيرة حول الأرض، المارة فى حالة من الحيرة والفزع ويطلون بأعينهم عاليًا عند شرفة شقة «رشا» بالطابق ال11، وبعدها ينصرفون ويتذكرون صوت ارتطام قويًا سمعوه مع أذان الفجر.. تحول شارع محروس شاهين بالوراق فى الجيزة إلى ما يشبه ثكنة عسكرية بعد مصرع خادمة سودانية سقطت من علوٍ، والأهالى أصيبوا بهلع حين سمعوا صراخ زوج «رشا» وهو يفر أمام العقار: «افتكرناه هو اللى قتلها».
حارس العقار محل الواقعة ظهر بكاميرات المراقبة يقف بجوار جثة الخادمة فور سقوطها، استدعته أجهزة الأمن وقال: «سمعت صوت جامد قوى، خرجت برا لقيت الست دى واقعة من فوق، وجت صاحبة الشقة جرى من فوق، ولما شافت المنظر وقعت من طولها مغشيًا عليها».
زوجة الحارس حكت أنّ مالكة الشقة تعمل راقصة وزوجها لديه مكتب لتجارة مواد البناء والنقل الثقيل، و«كل شهر بتجيب خدامة شكل، والست السودانية لسه جديدة، ومنعرفش عنها حاجة».
شهود العيان قالوا إنهم سمعوا صوت ارتطام قويًا بالمنطقة، تزامنًا مع صراخ زوج «رشا» وهو يهرول: «إلحقونى.. إلحقونى»، وأفادوا بأن «الزوج كان بره ومراته استغاثت به علشان ينجدها».
«رشا» خضعت لتحقيقات مُكثفة، وقالت: «الخادمة أصابتنى ب4 طعنات بالسكين، ومسكتنى من شعرى وكانت عاوزه تاخد دهب وفلوس شايلاهم فى أوضة النوم، وخوفت على حياتى دخلت الأوضة لإعطائها الأموال وقفلت على نفسى بالمفتاح، وكان جوزى ينتظر تحت البيت وبيرن علىَّ كتير ولم أستطع الرد عليه، لأن تليفونى كان بالصالة، وحضر وخبط على باب الشقة ومعرفتش أرد عليه، والخادمة خافت فرمت نفسها». مالكة الشقة، شرحت: «السيدة السوادنية تركت العمل لدى منذ فترة وعادت من جديد لظروفها المرضية وحاجتها للمال، ويوم الواقعة تلقيت اتصالاً من مكتب عمل خادمات أخبرونى بسوء سلوكها وسرقتها لبعض الأشخاص ممن عملت لديهم، ولما رجعت البيت أخبرتها بما دار بالمكالمة فدارت بيننا مشادة كلامية وخلالها حاولت الاعتداء على بسكين كان بحوزتها، ودافعت عن نفسى لكن سددت لى 4 طعنات ببطنى، وظهرى، وكتفى، وإيدى».
النيابة العامة قررت إخلاء سبيل «رشا»، وطلبت انتداب خبراء مصلحة الطب الشرعى لتشريح جثمان «الخادمة»، للوقوف على أسباب الوفاة وظروفها وملابساتها، وطلبت التحفظ على كاميرات المراقبة وتحريات أجهزة الأمن حول الواقعة.
معاينة النيابة، دلت على أن الفتاة من السودان وكانت ترتدى ملابسها كاملةً، وجارِ تكثيف التحريات لكشف ملابسات الواقعة.