أخطر من نتفليكس والتليفزيون.. دراسة تكشف تأثير «يوتيوب» على المراهقين والأطفال

توصلت دراسة حديثة إلى أن تأثير موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب التابع لشركة جوجل، قد يكون أكثر ضررًا على نوم المراهقين من نتفليكس أو التلفزيون التقليدي.
وجد باحثون في جامعة فليندرز بأستراليا أن قضاء نصف ساعة على تطبيق يوتيوب قبل النوم أدت إلى تأخير لمدة 13 دقيقة في النوم، مما قلل من فرصة النوم الكافي بنسبة 24%، وفقًا للدراسة التي نشرتها جريدة ديلي ميل البريطانية.
بينما وجد الباحثون بعد دراسة عينة مكونة من 700 شاب تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا، أن أولئك الذين شاهدوا التلفاز لنفس المدة قبل النوم ذهبوا إلى الفراش قبل 9 دقائق في المتوسط - واقترح العلماء أن نتائج نتفليكس ستكون متشابهة.
انتقد الفريق موقع يوتيوب باعتباره خطرًا على النوم بسبب مقاطع الفيديو القصيرة والتشغيل التلقائي وميزات المقاطع الموصي بها التي تؤدي بالمستخدمين إلى «فقدان السيطرة» ويصبحون ملتصقين بالشاشات طوال الليل.
ولم تتضمن الدراسة «التيك توك» إحدى منصات الوسائط الاجتماعية الأسرع نموًا في العالم، ولكن بعض الدراسات تحذر بالفعل من أن هذا أيضًا يجعل النوم أسوأ ومن المرجح أن يترك المستخدمين يشعرون بالتعب أثناء النهار.
ولم يحسب تأثير التطبيقات الستة الأخرى التي تمت دراستها- بما في ذلك انستجرام وسناب شات وسبوتفاي، لأن يوتيوب يؤثر بشكل مستمر وسلبي على النوم لدى المراهقين.
وتأتي هذه النتائج وسط مخاوف متزايدة من أن عدد قليل من المراهقين يحصلون على قسط من النوم الذي يحتاجون إليه كل ليلة، مما يجعلهم يكافحون من أجل التركيز وأكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية والسمنة.
تفاصيل الدراسة
أجُريت الدراسة في ثماني مدارس مقرها في أديلايد، جنوب أستراليا، ونشرت في مجلة طب النوم، وقام الباحثون بدراسة 711 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عامًا وافق آباؤهم على إدراجهم في الدراسة.
وأبلغ الطلاب عن المدة التي قضوها على الأجهزة والتطبيقات في الساعة التي تسبق النوم، وأثناء النوم، ومدة نومهم في ليالي المدرسة، حيث قدر كل من المشاركين مقدار الوقت الذي يقضونه على الأجهزة والتطبيقات، ولم يضطروا إلى تقديم أدلة.
أظهرت النتائج أن كل منهم ذهب إلى الفراش في حوالي الساعة 10 مساءً، وأطفأ الأنوار بحلول الساعة 10:36 مساءً، ثم استغرق حوالي 30 دقيقة أخرى للنوم.
استخدم كل مراهق تقريبًا (98%) جهازًا واحدًا على الأقل في الساعة السابقة للنوم- مثل الهاتف أو الكمبيوتر المحمول أو التلفزيون- وأفاد ثلاثة أرباعهم باستخدام جهاز واحد أثناء النوم.
كانت الهواتف هي الأكثر شيوعًا 98%، تليها تسعة من كل عشرة قالوا إنهم يستخدمون جهاز كمبيوتر محمول، وحوالي سبعة من كل عشرة قالوا إنهم يشاهدون التلفزيون.
أظهر التحليل أنه على الرغم من أن يوتيوب كان ثالث أكثر التطبيقات شيوعًا للاستخدام، فقد أدى ذلك إلى أن يقضي المستخدمون معظم الوقت عليه أثناء النوم لأكثر من 25 دقيقة.
وللمقارنة، تم استخدام التطبيق الأكثر شعبية انستجرام- الذي استخدمه ستة من كل عشرة مشاركين في السرير- في السرير لمدة 17 دقيقة من قبل المشاركين.
واحتلت نتفليكس المرتبة السادسة من بين سبعة تطبيقات متضمنة بأقل من الثلث من النقر عليها، وتم استخدامها أيضًا لمدة 17 دقيقة قبل النوم، وبالنسبة لأولئك الذين شاهدوا التلفزيون- وهو ثالث أكثر الأجهزة شيوعًا- فقد أمضوا حوالي خمس دقائق فقط قبل النوم.
وأظهرت النتائج أن موقع يوتيوب فقط كان مرتبطًا بشكل سلبي وثابت بقلة وقت النوم لدى المراهقين، إذ أخر الوقت الذي يذهب فيه الناس للنوم بحوالي 11 دقيقة، والوقت الذي بدأ فيه الشخص يحاول النوم بمعدل 13 دقيقة.
ويقول العديد من الخبراء أنه من الأفضل عدم استخدام أي أجهزة قبل النوم بساعة، أو أثناء النوم لحصول على نوم جيد ليلًا، وهذا لأن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة يمكن أن يتداخل مع إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، كما تشير بعض الدراسات مما يقلل من فرصة النوم.
يُذكر أن الأبحاث السابقة أشارت إلى أن تيك توك هو أحد أسوأ التطبيقات التي يجب النظر إليها قبل النوم مباشرة، ففي الاستطلاع الذي أجري على 2000 شخص بواسطة منصة علم النوم والمراجعة- المسمى Sleep Junkie- وجد الباحثون أن 79% من أولئك الذين استخدموا تيك توك قبل النوم قالوا إنهم شعروا بالتعب أثناء النهار.