قصة أثر .. المدمرة الشافية.. سخمت سيدة الحرب

هى أحد اعضاء ثالوث منف (بتاح- سخمت- نفرتم)، تحمل ألقاب سيدة الحرب، سيدة الأرضين، سخمت وتعنى القوية، كانت دائمًا ما تمثل كسيدة برأس أنثى الأسد أو بهيئة سيدة ورأس أنثى الأسد جالسة على العرش الذى تزينه علامة توحيد شمال وجنوب مصر وتمسك بيدها مفتاح الحياة، كما تقول الأنشودة الشعرية لرمسيس الثانى فى حرب قادش: إنه طلب من آمون أن ينجده فأعطى له آمون قوة سخمت فى ذراعه.
وتشير بردية «وستكار» الكائنة حاليًّا فى متحف برلين فى الجزء الخاص بولادة ملوك الأسرة الخامسة، إلى أنها كانت أيضًا معبودة الحمل والولادة، وقد عبدت المعبودة «سخمت» فى إقليم منف منذ فترة طويلة قبل أن تظهر باعتبارها «محبوبة بتاح»، ورغم «منف» هى مركز عبادتها الرئيسى، حيث عبدت كعضو فى ثالوث منف مع «بتاح» و«نفرتم»، إلا أنها حظيت بالعديد من المعابد فى مناطق عديدة أخرى، فقد شُيدت مقصورة لها فى «أبو صير»، كما ظهرت فى نقوش العديد من المعابد حتى العصرين اليونانى والرومانى، ويوجد معبد لعبادتها فى كوم الحصن غرب الدلتا، وتشير العديد من الفقرات والتعاويذ إلى أنها حظيت بدور مهم وواسع فى العلاج بالسحر، وذلك كربة شافية.
جمعت «سخمت» بين الطبيعة المتناقضة الشريرة المنتقمة والمدمرة وبين طبيعتها الخيرة كربة للحماية والشفاء، وعندما غضب رع إله الشمس فى المعتقد المصرى القديم على البشر لاستهزائهم به، أرسل سخمت لتنتقم منهم وتقتلهم، استمتعت سخمت بتلك المهمة لدرجة أنها قضت على كل البشر تقريبًا، ثم خدع رع سخمت بأن قدم لها كميات كبيرة من الجعة الملونة بالأحمر والتى تشبه لون الدم فشربت منه وسكرت وهدأت حتى توقفت عن القتل.
وكان المصريون القدماء يعتقدون أنها تجلب الكوارث الطبيعية، وكثيرًا ما أقام القدماء المهرجانات مع الكثير من الجعة، وكانت المهرجانات غالبا ما تقام فى نهاية الحرب.