متظاهرون يقتحمون القصر الرئاسي بالعراق احتجاجًا على إعلان «الصدر» اعتزال السياسة

اقتحم عدد من أنصار التيار الصدري، اليوم الإثنين، القصر الرئاسي بالعاصمة العراقية بغداد، احتجاجا على إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي.
وأعلنت العمليات المشتركة بالعراق عن حظر التجوال الشامل في العاصمة بغداد، بدءا من الساعة 3:30 عصرا، لافتة إلى أن حظر التجول يشمل المركبات والمواطنين كافة.
وشهد العاصمة العراقية احتجاجات واسعة النطاق، وصلت القصر الرئاسي، في أعقاب إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال الحياة السياسية.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الإثنين، الاعتزال النهائي للعمل السياسي بالبلاد، وغلق كافة المؤسسات التابعة له.
وعقب دقائق من إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي، أغلق صالح محمد العراقي، المعروف ب«وزير الصدر»، جميع حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
حالة الانسداد السياسي التي تشهدها العراق.
وقال مقتدى الصدر- في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي «تويتر» أوردتها وكالة الأنباء العراقية «واع»: «إننى كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، فإنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات، إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر».
ويعيش العراق حالة انسداد سياسي بعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في أكتوبر الماضي، حيث لا يزال مسار العملية السياسية معقدا، في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة.
يعود منصب رئيس الوزراء في العراق تقليديًا إلى شخصية شيعية يجري اختيارها بالتوافق بين القوى السياسية الشيعيّة المهيمنة على المشهد السياسي، وتعثُر تشكيل حكومة جديدة في بغداد وفقًا لنتائج الانتخابات التي أُعلِنَت في 30 نوفمبر 2021، بعدما استقال نواب التيار الصدري (74 نائبًا) من المجلس التشريعي في 12 يونيو الماضي، وطرح الإطار «التنسيقي» العراقي يوم 25 يوليو محمد شياع السوداني مرشحًا لرئاسة الحكومة العراقية، وهو ما رفضه أنصار «التيار الصدري» واقتحموا مجلس النواب العراقي بالمنطقة الخضراء مرتين خلال ثلاثة أيام، وأعلنوا اعتصامًا مفتوحًا بمقر البرلمان يوم 30 يوليو.
مطالب الصدر
يملك الصدر الذي يتمتع بنفوذ كبير ويصعب التنبؤ بخطواته، القدرة على إخراج العراق من المأزق الذي غرق فيه منذ انتخابات أكتوبر 2021. ولا يزال العراق منذ ذلك الحين بلا رئيس وزراء جديد ولا حكومة، إذ إن القوى الشيعية لم تنجح في الاتفاق فيما بينها.
يطالب التيار الصدري بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يريد الإطار التنسيقي الموالي لإيران إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط، مطالبا بتشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة.
مقتدى الصدر اعتبر، السبت، مطلبه السابق بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة أقل أهمية حاليا، وأضاف مطلبا جديدا، في تحوّل واضح لموقفه.
كتب الصدر في تغريدة أن «هناك ما هو أهمّ من حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. الأهم هو عدم إشراك جميع الأحزاب والشخصيات التي اشتركت بالعملية السياسية منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 وإلى يومنا هذا (...) بمن فيهم التيار الصدري»، الحزب الذي يقوده.
وتابع: «أنا على استعداد وخلال مدة أقصاها 72 ساعة لتوقيع اتفاقية تتضمن ذلك»، مشيرا إلى أن «إذا لم يتحقق ذلك، فلا مجال للإصلاح»، لكن الصدر لم يكشف أسماء الشخصيات التي يعتزم تعيينها لقيادة الحكومة المقبلة.