«فن المصغرات».. مجسمات يدوية متناهية الحجم

يحاول فنان قاهرى محاكاة صناعات ثقيلة أبدعتها أيادٍ مصرية، فى مجسمات يدوية متناهية الصغر، مستعينًا بموهبته الفطرية فى «فن المصغرات».
واحتفاءً بالصناعة الوطنية وإيمانًا بدورها وكشكل من أشكال التوثيق الفنى للتاريخ، يُحيى أحمد صابر شلبى، 50 عامًا، تصميمات نادرة لسيارات أنتجتها «شركة النصر»، فى نماذج مصغرة تحاكى تفاصيل هذه التصميمات داخليًّا وخارجيًّا؛ يصمم نماذج مصغرة لسيارات صُنعت فى مصر بالكامل مثل «رمسيس»، أول سيارة عربية، والسيارتين «1110» و«1300».
موهبة «شلبى» اكتسبها فطريًّا من ورشة لفرش السيارات يمتلكها والده بمنطقة وسط القاهرة؛ فمنذ طفولته يُعيد تدوير بقايا فرش السيارات ليحاكيها فى نماذج متناهية فى الصغر، ومع انتشار فن المصغرات مؤخرًا عزّز موهبته وصولًا إلى مستوى احترافى؛ إذ تبدأ رحلته لمحاكاة التصميم برسم أبعاد التصميم، ثم تصميمه على مادة الكلك، قبل أن يُعيد تصميم أجزائه بالمادة النهائية «UPPC»، وهى مادة سهلة التطويع شبيهة بالبلاستيك المقوى.
ويعكف «شلبى» على التصميم لفترات طويلة تتراوح بين شهر و3 شهور، طامحًا فى ابتكار تصميمات معاصرة تتبناها شركات تصنيع السيارات المحلية.
ويعتمد فن المصغرات على الجمع والتناغم بين فنون عدة، من بينها الرسم والنحت، ويحاكى الواقع عبر مجسمات صغيرة شديدة الدقة قد يصل حجم بعضها إلى حجم عقلة الأصبع، ولهذا الفن استخدامات متعددة، كالخدع السينمائية، كما أنه أحد أشكال التوثيق الفنى للتاريخ.