المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ل«المصري اليوم»: مستعدون للمساهمة فى حل أزمة سد النهضة

كشف أوليفر فارهيلى، المفوض الأوروبى لسياسة الجوار، عن تقديم الاتحاد الأوروبى 100 مليون يورو في شكل منح لمصر لتستطيع مواكبة أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق في المنطقة، مشيرا إلى تقديم تمويل مالى بمبلغ 118 مليون يورو للمساعدة على مواجهة التحديات في قطاعى المياه والطاقة.
وأعلن المفوض الأوروبى، في حوار خاص ل«المصرى اليوم»، عن زيارة أورسولا فون دير لين، رئيسة المفوضية الأوروبية، لمصر خلال أسبوعين معربا عن أمله أن تستطيع توقيع اتفاقية الطاقة ثلاثية الأطراف بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبى.
وفيما يلى نص الحوار:
■ ماذا عن نتائج زيارتكم لمصر حاليا بعد لقائكم بعدد من المسؤولين المصريين؟
- غطت الزيارة موضوعين أساسيين: الأول هو الحزمة الأوروبية المقدمة لمصر لمعالجة الأزمة، إذ قدمنا 100 مليون يورو في شكل منح لمصر لتستطيع مواكبة أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق في المنطقة بأكملها، ونرى أن الحكومة تقوم بعمل تحضيرات إلا أننا نرى أن علينا أن نساهم في هذه المجهودات، وبالتالى فقد حشدنا تمويلا لذلك، والعنصر الثانى هو أننا قد حشدنا أيضا تمويلا وهو تمويل لدعم الموازنة يصل إلى 118 مليون يورو للمساعدة على مواجهة التحديات في قطاعى المياه والطاقة التي تلوح في الأفق بسبب الأزمة، كما تم طرح تنفيذ برامج التعاون الخاصة بالهجرة والأمن لمساعدة مصر على استكمال عملها لمحاربة الهجرة غير الشرعية بل أيضا لاستضافة المواطنين السوريين الذي فروا من الحرب في سوريا. وبهذا يكون إجمالى المساهمة الأوروبية لمصر 300 مليون يورو في هذه الزيارة. وبالطبع نتطلع للخطوات المقبلة، حيث إن هذه شراكة ناشئة قوية جديدة من نوعها بين مصر والاتحاد الأوروبى.
■ ما هي أولويات اتفاقية الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبى وما هي المجالات المتعلقة بها: هل ستكون مختصة بالشباب، أم الهجرة أم الطاقة؟
- مازال هناك الكثير من الفعاليات الكبرى التي ستقام مستقبلا، حيث ستكون هناك زيارة ستقوم بها رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، والتى ستزور مصر خلال أسبوعين وآمل أن تستطيع توقيع اتفاقية الطاقة ثلاثية الأطراف بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبى والتى أعتقد أنها ستنقلنا لمستوى مختلف تماما من الشراكة مع مصر، حيث إن مصر على الطريق لتكون مورد طاقة يعتمد عليه لأمد بعيد لأوروبا، ونأمل أيضا أن نستطيع بمساهمتنا في مجال التحول الأخضر وقطاع الطاقة المستدامة وبالترابط الذي على وشك إتمامه مع الحكومة الوصول لهذه الغاية، حيث سنرى مصر أحد كبار موردى الطاقة الخضراء لأوروبا، وبالحديث عن مجلس الشراكة يسعدنى أيضا أن ينعقد المجلس بعد توقف دام ل4 سنوات في النصف الثانى من هذا الشهر وسيوافق المجلس على أولويات الشراكة الجديدة والتى تعكس بقوة ما نراه في الخطة الاستثمارية والاقتصادية وتغطى بالطبع التحول الأخضر والتحول الرقمى والشباب وكل التحديات التي حللناها وحددناها معا.
■ بالنسبة لعملية الإصلاح الاقتصادى في مصر والتى شهدت دعوة للمستثمرين لجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر، فأين موقع الاتحاد الأوروبى من هذه الاستثمارات؟
- أعتقد أن هذا برنامج مهم من برامج الحكومة وأعتقد أن جذب الاستثمار الأجنبى المباشر عنصر مهم جدا في تطوير الاقتصاد المصرى ولزيادة معدل نمو الاقتصاد، وبالتالى فإننا ندعم هذا الاتجاه. وبالطبع سيكون هذا البرنامج ناجحا إذا ما توافر مناخ الاستثمار الصحيح ولهذا نعمل مع الحكومة لمعالجة التحديات المتعلقة بمناخ الاستثمار، سواء كان ذلك متعلقا بالبنية التحتية الأساسية أم طرق التجارة أم توفر مصادر الطاقة المتجددة أم توفر مصادر المياه حتى يستطيع المستثمرون أن يروا أن هناك مستقبلا لأعمالهم في مصر. وأعتقد أن هذه المشكلات ستكون من الأمور الحاسمة هنا ونحن ندعمها من جانبنا.
■ وبالنسبة لموقف الاتحاد الأوروبى من قضية سد النهضة في إطار دعم الاتحاد الأوروبى لقضية المياه في مصر ومعالجة مياه الصرف الصحى؟
- نحتاج لحل مقبول من كل الأطراف في أسرع وقت ممكن، حيث إن المياه إحدى القضايا المهمة لهذه المنطقة، فلا يمكن أن تكون محل نزاع أو أن تحجب من أي من الأطراف. لذا، فإننا، كاتحاد أوروبى، على استعداد لنساهم في الوصول لحل مقبول من كل الأطراف.
■ ماذا عن تداعيات حرب روسيا وأوكرانيا على دول منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للأمن الغذائى وتوفير القمح؟
- هذه الحرب قد أحدثت أو على وشك أن تحدث أزمة غذاء كبرى، وهذه مسؤولية ذلك البلد الذي أشعل الحرب، ونرى أن لدينا أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عالقة في أوكرانيا والتى لم تتمكن أوكرانيا من شحنها بسبب العدوان الروسى، ونحاول أن نساعد أوكرانيا على توصيل أكبر قدر من هذه الحبوب للأسواق، لكننا نرى أن هذا تحد في حد ذاته، والكثير من القادة الأوروبيين يحاولون أن يفتحوا هذا الطريق، لكنه مسدود دون نجاح يذكر حتى الآن، وبالتالى، فإننا نعمل على إيجاد حلول للنقل البرى من خلال السكك الحديدية من خلال دول الاتحاد الأوروبى حتى نستطيع الوصول للأسواق، في نفس الوقت، فإننا نحتاج أيضا أن نقدم الدعم المالى لأكثر الأطراف تأثرا، ومصر هي إحدى أكثر الدول المتأثرة بهذه المشكلة، حيث تستورد 80% من الحبوب من أوكرانيا وروسيا، ولهذا قدمنا هذه المساعدة لمصر، بل أيضا لكل دول المغرب العربى ومنطقة الشرق الأوسط، وبالتالى، فإننا ندعم كل الأطراف المتأثرة ونأمل أن تنتهى هذه الحرب في أسرع وقت، وأن تعود عملية الشحن للوضع الطبيعى، وبينما نحن نعمل على حل هذه القضية أرى أن هناك درسا يجب أن نتعلمه من هذا الموقف، وهو أننا في حاجة لزيادة الإنتاج، كما أننا في حاجة لتنويع المصادر، ومن جانبنا، فإننا نقف كشركاء لمصر في هذا.