روسيا تسيطر على 20% من أراضى أوكرانيا بعد 99 يومًا من الحرب

مع مرور 99 يوما على بدء الغزور الروسى لأوكرانيا.. أمس، قال الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى، إن روسيا تسيطر على حوالى 20٪ من أراضى البلاد في الوقت الحالى، وأضاف أن الخطوط الأمامية للمعركة تمتد أكثر من 1000 كيلومتر، بالتزامن مع تكثيف القوات الروسية معاركها على طول خط جبهة إقليم دونباس شرقى أوكرانيا، وتمدد سيطرتها على مزيد من المناطق في مدينة سيفيرودونيتسك وباتت تقترب من السيطرة عليها، بينما حذرت واشنطن من أن الحرب قد «تستمر لأشهر عديدة».
وقال الرئيس الأوكرانى، أمس، إن نحو 100 شخص يموتون يوميا، وإن 500 آخرين يصابون بجروح يوميا في شرق أوكرانيا بسبب الحرب والقصف الروسى، وواصل الجيش الروسى تنفيذ عمليته الخاصة في أوكرانيا باستهداف مواقع البنية التحتية العسكرية والقوات الأوكرانية في أنحاء البلاد والمضى قدما في تحرير أراضى دونباس، وركز الجيش الروسى جهوده للسيطرة على منطقة دونباس التي تشهد حرب استنزاف بعد نزاع مستمر منذ 3 أشهر تقريبا.
ويبدو أن التكتيك الذي تعتمده موسكو لقضم أجزاء من منطقة دونباس تدريجا يؤتى ثماره.
وقال رئيس الشيشان رمضان قديروف، إن مقاتلى الوحدات الشيشانية والميليشيا الشعبية لجمهورية لوغانسك أكملوا تطهير مدينة سيفيرودونيتسك من القوميين الأوكرانيين، بينما أعلن حاكم منطقة لوغانسك، سيرجى جايداى أن «القوات الروسية باتت تسيطر على 80 % من سيفيرودونيتسك» فيما تدور معارك ضارية. وأكد الانفصاليون الموالون للروس في ضاحية دونيتسك أنهم قطعوا طريقين يسمحان بوصول الإمدادات إلى مدينة أفدييفكا القريبة التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.
وقال قائد القوات الأوكرانية فاليرى زالوجنى، في بيان، إن الوضع في لوغانسك صعب جدا، حيث تحاول القوات الروسية السيطرة على مواقع قواتنا، وأقر بأن القوات الروسية تتمتع بتفوق عملانى على صعيد القصف المدفعى.
ومن جانبه، قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في مدينة خيرسون الأوكرانية إن قوات كييف استعادت السيطرة على أكثر من 20 منطقة سكنية من القوات الروسية في الإقليم. وأضاف أن القوات الأوكرانية تواصل التقدم واستعادة السيطرة على خيرسون، وأن نحو نصف السكان فروا من الإقليم.
منذ بداية العملية العسكرية الخاصة الروسية، وصل إلى روسيا أكثر من 1.6 مليون لاجئ من جمهوريتى دونيتسك ولوغانسك وأوكرانيا، بحسب ما أعلن متحدث باسم خدمات الطوارئ لوكالة «نوفوستى» الروسية.
وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الروسية، اللواء إيجور كوناشينكوف، أن القوات الروسية قامت بتصفية المئات من المرتزقة الأجانب في أوكرانيا بأسلحة عالية الدقة بعد وقت قصير من وصولهم، بينما كانوا لا يزالون في أماكن التدريب.
وأضاف كوناشينكوف: «استهدفت الطائرات الروسية بصواريخ دقيقة التوجيه نحو 21 هدفًا تتمركز فيها القوات البشرية والمعدات العسكرية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، بما في ذلك مواقع قيادة القوميين الأوكرانيين في منطقة كراكين وآزوف في منطقة خاركيف».
وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إلى أن القوات الجوية قامت بتدمير عدد من مخازن الأسلحة والوقود في المناطق التابعة لكييف.
وفى الوقت نفسه، تحاول الدول الغربية تشغيل الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، ولا سيما مرفأ أوديسا الرئيسى لتصدير الإنتاج الزراعى الأوكرانى، لتنشيط صادرات الحبوب التي تعتبر أوكرانيا أحد المنتجين الرئيسيين لها في العالم، ويتعذر تصدير ما لا يقل عن 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية بسبب الحصار الروسى، مما يزيد من احتمالات تفاقم أزمة الغذائية العالمية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، مساء أمس الأول، أنّ حزمة المساعدات العسكرية الجديدة التي سترسلها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا للتصدى للغزو الروسى تشتمل 4 راجمات صواريخ من طراز «هيمارس»، و1000 صاروخ مضاد للدبابات من طراز «جافلين»، و4 مروحيات من طراز «مى-17». وقال نائب وزير الدفاع الأمريكى كولين كال إنّ القوات الأوكرانية بحاجة إلى حوالى 3 أسابيع من التدريب لاستخدام راجمات هيمارس، التي يتم تركيبها
على مدرّعات خفيفة وتُطلق صواريخ موجّهة ودقيقة الإصابة، ويبلغ مداها 70 كيلومترا، في حين أكد مسؤولون أمريكيون أنهم حصلوا على ضمانات من الرئيس الأوكرانى شخصيا بعدم استخدام هذه الأنظمة لضرب أهداف في روسيا.
وفى المقابل، حذرت وزارة الدفاع الروسية من أن القوات الأوكرانية تخطط لقصف الأراضى الحدودية الروسية بصواريخ أمريكية بعيدة المدى. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إنه من المستحيل مناقشة وعود زيلينسكى بعدم استخدام راجمات الصواريخ الأمريكية لضرب أهداف روسية. وتابعت زاخاروفا أنه في نهاية العام الماضى، «طالبت روسيا بضمانات أمنية مكتوبة، لأن أحدا لم يعد يعتمد على أي تصريحات من زيلينسكى أو أي من الزعماء الغربيين. فلا وزن لكلماتهم، وبالتالى لا يمكن مناقشة أي وعود أوكرانية».
وفى الوقت نفسه، أفاد دبلوماسيون أوروبيون بأنّ المجر عرقلت إقرار الاتفاق الذي توصّلت إليه القمة الأوروبية بحظر القسم الأكبر من واردات النفط الروسى وفرض عقوبات جديدة على روسيا، لرفض بودابست إدراج رأس الكنيسة الروسية الأرثوذكسية البطريرك كيريل على القائمة الأوروبية السوداء. ولا يمكن فرض عقوبات أوروبية إلا بإجماع كل دول الاتحاد ال27. وقال مصدر دبلوماسى إن المشاورات لا تزال جارية بين بروكسل وبودابست في محاولة لإقناع المجر بالتراجع عن اعتراضها.
بدورها، أفادت وزارة الخارجية الروسية بأن تخلى الاتحاد الأوروبى الجزئى عن النفط والمنتجات النفطية الروسية قد يؤدى إلى مزيد من الزيادات في أسعار الطاقة، وسيزعزع استقرار أسواق الطاقة العالمية. وأشارت الخارجية الروسية، في بيان، إلى أن الخطوة ستؤدى كذلك إلى تعطل سلاسل التوريد، الأمر الذي سيقوض اقتصاد الاتحاد الأوروبى.
وأشارت إلى أن قرارات الاتحاد الأوروبى بالتخلى التدريجى عن منتجات النفط والنفط الروسى، وكذلك حظر التأمين على السفن التجارية الروسية «من المرجح أن تؤدى إلى مزيد من الزيادات في الأسعار وزعزعة استقرار أسواق الطاقة وتعطيل سلاسل التوريد».
وبعدما دفع الغزو الروسى، فنلندا والسويد، إلى طلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى «الناتو» فقد صوت الدنماركيون بغالبية كبيرة في استفتاء لانضمام بلدهم إلى سياسة الاتحاد الأوروبى الدفاعية بعدما رفضوا ذلك على مدى 3 عقود، بينما أكدت موسكو أن نشر واشنطن صواريخ في جزيرة بورنهولم الدنماركية سيعتبر «هجومًا عسكريًا على بلدنا.