سائق «توك توك» يمزق وجه ابن عمته فى المنيب بسبب الميراث

وقف سيد عبدالنبى، سائق «توك توك»، 26 عامًا، أمام «فرشة» ملابس بمنطقة المنيب فى الجيزة، يعمل عليها ابن عمته، عبدالله حمادة، الطالب بالثانوى الأزهرى، مهنِّئًا إياه بالأيام المفترجة وقدوم عيد الفطر المبارك: «كل سنة وانت طيب»، وبينما يلتفت إليه «الأخير»، باغته ابن خاله ممسكًا رأسه من الخلف، وبقطعة استانلس مُدبَّبة أصابه بجروح عميقة فى الوجه، مع قطع بالعصب السابع وقناة الغدة اللعابية والأذن اليمنى وذراعه اليسرى وصدره.
صدمة تلقتها نجيّة سيد، والدة «عبدالله»، باستقبالها مكالمة هاتفية من ابنتها تخبرها: «إلحقينى أخويا سايح فى دمه وخيّطنا له 80 غُرزة»، لتفزع الأم: «أخويا سلط ابنه على ابنى علشان الورث ومطالبتى بيه».
كانت والدة المجنى عليه فى حالة انهيار تام حين وصلت إلى الشارع محل الواقعة، وقفت تصرخ: «عمل كده فى ابنى بنهار رمضان يا ناس!»، وبعد مشاهدتها ابنها وجُروحه سقطت على الأرض مغشيًّا عليها.
طوال الساعات الماضية، تجلس الأم فى منزلها، تشاهد ابنها وقد ظل حبيسًا بحجرته ما بين 4 جدران، مُردِّدًا: «إزاى هقابل النّاس كده.. أنا اتشوهت خلاص».
لا تطالب والدة «عبدالله» سوى بتقديم ابن شقيقها لمحاكمة عاجلة: «علشان كل واحد ياخد حقه بالقانون»، وتحكى أنها شاهدت مقطع فيديو يوثق الواقعة.
وقالت إن ابنها «سندها الوحيد، بيدرس وبيشتغل.. ويوم الواقعة كان قاعد على كُرسى أمام فرشة الملابس، وابن خاله خده على خيانة كأنه واحد إرهابى ضربه بالاستانلس، وهو ماسك راسه، وشرّح وشه، ولما ابنى قام يدافع عن نفسه انضرب فى دراعه وصدره مرة تانية واتصاب بقطع فى الأذن اليمنى».
طالعت الأم صورة ابنها قبل جُروحه، باكيةً، وقالت: «كان قمر»، وتُكمل: «قبل الواقعة ابنى قال لى: عاوز أروح لخالى.. عاوزين نحل مشكلة الميراث معاه بقى لها سنة.. إحنا فى أيام مفترجة»، لكن الابن عاد- وفقًا للأم- مكسور الخاطر، و«إحنا اللى لينا حق عند أخويا».
مأساة والدة المجنى عليه بدأت قبل 3 سنوات بذهابها إلى أخيها «عبدالنبى»، أكبر أشقائها، مطالبةً إياه بحقها فى ميراث منزل مكون من 5 طوابق بعد وفاة أبيها، لتفاجأ بأن الأخ الأكبر «قفل البيت كله، وقال: محدش هياخد حاجة»، ولم يتوصل بقية الأشقاء «ولد و5 بنات» إلى حل.
توجهت والدة «عبدالله» إلى شقيقها، والدموع تسبق سؤالها: «ليه بتضربوا ابنى؟!». إجابته لم تكن متوقعة: «نعمل اللى إحنا عاوزينه»، لترد: «أنا ست مُطلقة وعاوزة أأمِّن مستقبل عيالى.. ولولا حاجتى للفلوس مكنتش طالبت بنصيبى فى الميراث».
النيابة العامة قررت حبس المتهم 4 أيام احتياطيًّا، بتهمة الشروع فى القتل، جدّدها قاضى المعارضات 15 يومًا.