ينهى حياة ابن صاحب جراج ويصيب شقيقه

«هقتلك انت وعيالك».. قالها «أبوقشطة»، شاب عشرينى، شاهرًا بندقيته الخرطوش في وجه صبرى صلاح، مالك جراج في منطقة المرج الجديدة بالقاهرة، أمام منزله، والأخير يلوذ بما تبقى لديه من خوف، محاولًا تهدئته «يا ابنى أنا زى أبوك».
على صوت «طلقة في الهواء»، نزل «أشرف وصلاح» نجلا مالك الجراج، من الطابق العلوى، وذهبا إلى والدهما، وبينما يحاولان السيطرة على «أبوقشطة»، أطلق عليهما طلقتى خرطوش، ليقتل أحدهما، ونقل الشقيق الثانى إلى المستشفى «بين الحياة والموت».
قبيل أذان المغرب وقبل أن تبتل العروق من ظمأ الصيام، وقعت تلك المأساة، بعد أن أشهر «أبوقشطة» سلاحه النارى في وجه «صبرى»، الذي تفاجأ بالمشهد ليرفع يديه في استسلام تام «لو عاوز الجراج خده يا سيدى»، ليرد عليه «هتمشى من الحتة كمان».
أفاق الفزع «أشرف»، و«صلاح»، من نومهما، واستيقظا على صوت طلقة نارية أطلقها «أبوقشطة» في الهواء، فهرولا إلى الشارع، «الأول» يحاول الإمساك بيد حامل البندقية، لكنه «شد أجزاء» وضربه بطلقة في بطنة فسقط على الأرض وسط بركة دماء في مشهد مؤلم، ثم أطلق طلقة أخرى على أخيه، لكن لأنه كان على بعد مسافة نحو 10 أمتار «الطلقة فرشت في جسمه، ولم يمت».
والدة المجنى عليهما هرولت إلى الشارع فسقطت على السلالم وأصيبت إحدى قدميها بكسور، وتقول وهى تذرف دموعها: «عاوزة حق عيالى»، و«دنيا» الشقيقة الوحيدة لهما، وهى «عروس جديدة»، كانت أول مرة تحضر لمنزل أسرتها «علشان تفطر معاهم في رمضان»، فاستقبلت شقيقها محتضنة أحدهما جثة هامدة «كان عمال حبيبى ينزف على هدومى لحد ما مات»، والثانى كانت ترجوه في حالة هستيرية «ما تسبنيش إنت كمان يا صلاح!».
كان «أشرف» ينوى الارتباط بفتاة في عيد الفطر، و«بيوضب بشقته»، وعلقت أسرته صورته على جدرانها وكتبوا عليها «عريس الجنة»، بحسب شقيقته: «جنازته كانت زفة عريس بالموتوسيكلات والعربيات، حضرها الآلاف من الأهالى، دا نعشه كان طاير».
المشهد برمته لم يستغرق دقائق معدودة وكانت حركة النّاس بالشارع هادئة، ولاذ «أبوقشطة» بالفرار مع أخيه «إبراهيم تايجر»، الذي كان يؤازره على مسرح الجريمة، منتظرًا إياه على دراجة بخارية، بعد أن راقب الطريق شخص ثالث يُدعى «سيد».
لم تمر سوى ساعتين، وفوجئ والد المجنى عليهما بقدوم المتهمين ال3 إلى قسم شرطة المرج الجديدة بحوزتهما البندقية الخرطوش في أثناء حضوره لتحرير محضر، ويقول: «عاوز القصاص بالقانون.. وبشكر الشرطة قبضوا عليهم على طول.. بس عاوز نارى تبرد».
ووالد المجنى عليهما، ليس لديه عداوات مع أحد من جيرانه، لكنه حين أزاح أكوام القمامة من قطعة أرض فضاء جوار منزله وحولها ل«جراج»، والمتهم «أبوقشطة» يناصبه العداء: «لقى الحتة بقت منورة ومش عارف يبيع فيها مخدرات».
النيابة العامة قررت حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثمان المجنى عليه «أشرف»، وطلبت الاستعلام عن الحالة الصحية للمصاب، بعد أن أكدت أسرته إصابته بطلق خرطوش في الصدر والبطن والكبد.