إفطار الصائمين في الشوارع.. توزيع وجبات علي المارة وأحدهم يحول منزله لمائدة رحمن

«مدفع الإفطار.. اضرب»، فور سماع هذه الجملة الشهيرة، يسرع الصائمون في الشوارع وفي وسط زحامها، إلى منازلهم للحاق بالإفطار، ولكن قد تكون الحركة بطيئة بسبب الزحام وقد تتطور الأمور إلى توقفها تمامًا، وتشعر وأنك لن تلحق أبدًا إفطارك إلا مع آذان العشاء، حتى يظهر لك على الطريق، شخص مرسومة على وجهه ابتسامة رقيقة، في محاولة لتلطيف جو الصيام قليلاً، يحمل علبة بها تمر أو صينية بها العصير، ويوزعها على المارة المتأخرين بإلحاح، قائلا «اكسر صيامك» أو «بل ريقك».
في إحدى نواصي شارع قصر العيني، نجد مي وعمر، صديقين قديمين يسعيان لإنشاء موائد الرحمن منذ أكثر من 7 سنوات، بمساهمة ومساعدة من أصدقائهما وعائلاتهما، وحتى من الغرباء، مازالا مستمرين في تقديم العون والراحة للصائمين في الشوارع، عاملي الأمن أو سائقي الميكروباصات المتأخرين عن منازلهم، أو حتى من ليس لهم منزل سوى أرصفة الشوارع.
قال عمرو «إحنا السنة اللي فاتت بقينا بنفطر 950 شخصا في اليوم الواحد»، ومن هنا خرجت فكرة مائدة رحمن لمن يريد الجلوس، وبعض الأصدقاء ليوزعوا وجبات الإفطار على المارة والمحتاجين.
وقالت مي ل«المصري اليوم»، «مفيش حد أبداً يقدر يشيل الكلام ده لوحده.. كل من استطاع المشاركة بشىء يشارك به، من طعام وأموال وموائد وكراسي، وحتى من شقق ومطابخ»، مضيفة أن السنوات السابقة كان صاحب الجراج المجاور يتبرع لهم بالجراج ليتحول إلى مطبخ لهم لصناعة الوجبات، ومذبح في أول أيام رمضان لتوفير اللحوم في الوجبات.
ولكن هذا العام تطوع أحد السكان المجاورين، وقرر التبرع بمنزله الخاص لمي وأصدقائها حتى يطبخوا بداخله، ويقدمون ما استطاعوا للصائمين، كما تبرع العم أبوصالح صاحب عربة الفول المجاورة، أن يفرش الموائد والكراسي للضيوف الصائمين، فالبعض يتربع بثمن الوجبة، والآخر يتبرع بالعصائر، وتصل مي إلى أكبر قدر من المتبرعين عبر السوشيال ميديا.
وفي الشارع الرئيسي لقصر العيني تجد إسلام وأصدقائه يتجمعون قبل آذان المغرب بدقائق، يجمعون ما لديهم من عصائر معلبة وزجاجات مياه ومنتجات الحلويات، يتحركون وسط السيارات كخلية النحل النشطة، بابتسامة متبادلة، ليقدموا ما لديهم للصائمين.
ويحرص إسلام كل عام على تقديم وجبات الإفطار إلى جميع المارة بشارع قصر العيني فقال ل«المصري اليوم»، «احنا بقالنا 4 سنين، بنمسك شارع القصر العيني ده كله وبنفطر الناس اللي فيه كل سنة».