مصادر تحذر من الفوضى بعد مواجهات بين ميليشيات تدعم الدبيبة داخل طرابلس

اندلعت مواجهات عنيفة، مساء الاثنين، بين مجموعات مسلحة داعمة لرئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة، قرب مبنى إدارة «الجوازات» الواقع في شارع الصريم بقلب العاصمة الليبية طرابلس.
وقد قرع ناقوس الحرب بالفعل مساء يوم الأثنين، حيث إندلعت إشتباكات مسلحة قرب مبنى الجوازات بشارع الصريم بالعاصمة طرابلس، بين ميليشيات دعم الإستقرار التابعة لغنيوة الككلي وميليشيات النواصي التابعة لمصطفى قدور.
وحتى هذه اللحظة لا يزال سبب الإشتباكات مجهول، لكن الإحتمالات عديدة منها لبسط النفوذ في المنطقة والسيطرة على مصرف الجمهورية فرع الصريم. والإحتمال الأرجح هو أن يكون السبب هو الإختلاف على الإستمرار في دعم حكومة الدبيبة أم الإنضمام إلى أتباع فتحي باشاغا والسماح له لدخول طرابلس.
حيث أنه وبحسب التقارير يعتمد الدبيبة على ميليشيات غنيوة الككلي للبقاء في منصبه، وقد قام الككلي الشهر الماضي بتنفيذ أوامر الدبيبة بمنع رئيس الحكومة الجديدة فتحي باشاغا من دخول طرابلس، وبالتالي إبقاء الدبيبة في منصبه وعدم تسلم باشاغا لمهامه من طرابلس.
وعلى ما يبدو أن باشاغا قد نجح في إقناع قادة ميليشيات النواصي للإنضمام إلى صفه، حيث أفادت تقارير في وقت سابق أن فتحي باشاغا تفاوض مع عدد من القادة العسكريين في طرابلس لأجل التفاهم وإيجاد سبيل يسمح له بدخول طرابلس وتولي مهامه.
وبحسب المحللين السياسيين والمراقبين للمشهد السياسي الليبي فإن إستمرار الدبيبة في إستخدام الميليشيات والمرتزقة الأجانب الذين جاءت بهم تركيا إلى طرابلس وفق إتفاقية أمنية مع حكومة الوفاق الوطني السابقة قد يقود إلى نشوب حرب أهلية بين معسكر الغرب بقيادة الدبيبة ودعم تركيا، ومعسكر الشرق بقيادة فتحي باشاغا والقائد الأعلى للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وقالت مصادر، إنّ الاشتباكات دارت بين ميليشيات «النواصي» وميليشيات تابعة إلى «عبدالغني الككلي» الشهير ب«غنيوة»، حيث سمع دوي طلقات أسلحة خفيفة ومتوسطة.
وأكدت المصادر تدمير سيارة مصفحة خلال المواجهات بين الطرفين، إضافة إلى سقوط قتلى ومصابين، لم يتحدّد عددهم بعد، بالإضافة إلى أضرار لحقت بمرافق عامة وممتلكات خاصة في المنطقة.
وأضافت المصادر أن هذه الاشتباكات تأتي في إطار الصراع المستمر بين المجموعات المسلحة على النفوذ في العاصمة الليبية، وقد تجددت إثر احتكاكات بين الطرفين خلال الفترة الأخيرة.
وفي 31 أغسطس الماضي، خاضت الميليشيات مواجهات عنيفة قرب مبنى الرقابة الإدارية في العاصمة طرابلس، أدت إلى سقوط وفيات وجرحى، حسب شهود عيان.
وقد انتقد الخبير الإستراتيجي الليبي العميد محمد الرجباني دور حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها عبدالحميد الدبيبة، وقال أن حكومة الوحدة الوطنية لم تقُم بدورها المنوط في تدعيم المؤسسات الرسمية في البلاد، ومحاولة إستعادتها وهيكلتها مجددًا، كما كان يفترض بها، لكن على العكس قامت بتقوية الميليشيات عبر دعمهم وترقيتهم، وهو ما خلق الإشكاليات الأمنية الحالية.
وأكد الرجباني أن «الحكومة المنتهية الولاية لم تقُم بدورها المنوط في تدعيم المؤسسات الرسمية في البلاد، ومحاولة استعادتها وهيكلتها مجددًا، كما كان يفترض بها، لكن على العكس قامت بتقوية الميليشيات عبر دعمهم وترقيتهم، وهو ما خلق الإشكاليات الأمنية الحالية».
وتابعت الرجباني أن "خلاف الدبيبة وباشاغا على السلطة وصمت المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن الخروقات التي تقوم بها الميليشيات المدعومة بشكل مباشر من حكومة الوحدة قد يُكلف الشعب الليبي كثيراً ويُعيد البلاد إلى مربع الحرب الأهلية التي ستستمر لفترة طويلة بسبب الدعم الخارجي الذي تتلقاه وتُزهق آلاف الأرواح من المدنيين دون وجه حق".