بينها شركات أغذية واستثمارات وأفلام.. مقاطعات تجارية تطول أوكرانيا بعد روسيا (تفاصيل)

اتجهت العديد من الشركات التكنولوجية والمُصنعة للسيارات، إلى وقف التصدير والتعاملات التجارية مع روسيا، بعد إدانتهم للهجوم العسكري على أوكرانيا، الذي انطلق بداية من الخميس الماضي، وذلك في محاولة للحفاظ على صناعاتها والمساهمة في وضع حدًا للموقف الروسي.
ولم تبتعد المقاطعات المؤقتة والأعطال في التعاملات التجارية عن الجانب الأوكراني أيضًا، وأخر تلك المؤسسات حتى يومنا الحالي عملاق التكنولوجيا وصناعة الهواتف المحمول «أبل».
وأعلنت «أبل» الأمريكية، أمس الثلاثاء، تعليقها بيع كل منتجاتها في روسيا، ردًا على هجوم روسيا المسلح على أوكرانيا.
وجاء في بيان للشركة نشرته وسائل إعلام أمريكية «لقد قرّرنا تعليق مبيعات كل منتجاتنا في روسيا»، وأوضحت الشركة الأسبوع الماضي: «أوقفنا التصدير إلى قناة مبيعاتنا في البلاد».
كما قررت حماية الأوكرانيين، حيث عطلت ميزة إتجاهات القيادة للسيارات في خرائط «أبل» داخل أوكرانيا «كإجراء وقائي وسلامة للمواطنين الأوكرانيين».
ويأتي موقفها، بعدما حظرت شركة «Snap» الشركة الأم ل«سناب شات» الأمريكية، جميع الإعلانات التجارية في روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، وستوقف مبيعات الإعلانات في روسيا وبيلاروسيا وتعهدت بتقديم 15 مليون دولار للمنظمات التي تساعد تلك الموجودة في أوكرانيا.
في المقابل، أعلن المسؤولون التنفيذيون في «Meta» الأمريكية، يوم الثلاثاء الماضي، أن المنشورات من وسائل الإعلام الحكومية الروسية لم تعد موصى بها للمستخدمين من خلال خوارزمية «Facebook»، ولن تكون قريبًا من «Instagram»، وفقًا لما قالته مجلة «فوربس» الأمريكية.
وحسب للموقع الإخباري الأمريكي «The Verge»، أنه بعد أيام من إعلان «ميتا» أنها قيدت الوصول إلى حسابات وسائل الإعلام الحكومية الروسية في أوكرانيا، منعت وسائل الإعلام الروسية الحكومية من عرض الإعلانات وكسب الأموال من حساباتها على المنصة، وقالت إنها «حذفت المنشورات المتعلقة بحملة تضليل تستهدف أوكرانيا».
فيما حجب موقع «يوتيوب»، أمس الثلاثاء، القنوات التي تديرها صحف ومنافذ إعلامية روسية في جميع أنحاء أوروبا، ومنعها من جني الأموال من خلال الإعلانات على مقاطع الفيديو الخاصة بها والوصول المحدود إلى هذه القنوات في أوكرانيا.
وكشف أيضًا موقع التغريدات «Twitter» العالمي، الاثنين الماضي، أنه سيصنف التغريدات التي تشارك معلومات من حسابات وسائل الإعلام الحكومية الروسية، وأعلن قبلها أنه سيعلق مؤقتًا الإعلانات في أوكرانيا وروسيا «لضمان رفع معلومات السلامة العامة الهامة وعدم الانتقاص من الإعلانات».
قال متحدث باسم شركة السيارات الألمانية «BMW» لصحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس الثلاثاء، إن الشركة «ستوقف إنتاجنا المحلي وتصديرنا للسوق الروسي حتى إشعار آخر» وقال إن شركة صناعة السيارات «تدين العدوان على أوكرانيا».
كما أعلنت شركة السيارات البريطانية «Jaguar Land Rover» إنها أوقفت مؤقتًا تسليم سياراتها إلى روسيا بسبب «التحديات التجارية».
وأوضح متحدث باسم «JLR» في بيان: «إن السياق العالمي الحالي يعرضنا أيضًا لتحديات تجارية، لذا فإننا نوقف تسليم المركبات إلى السوق الروسية مؤقتًا ونراقب الوضع باستمرار». يذكرأنه ليس لدى «JLR» أي مواقع تصنيع في روسيا أو أوكرانيا. فيما لفتت شركة السيارات السويدية «فولفو» التي تتخذ من السويد مقرًا لها إلى أنها ستتوقف عن تسليم السيارات إلى روسيا حتى إشعار آخر.
كما قالت شركة صناعة السيارات «ميتسوبيشي موتورز» اليابانية، أمس الثلاثاء، إنها قد توقف إنتاج وبيع سياراتها في روسيا، إذ قد تتسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا في اضطرابات بسلسلة الإمداد. وقررت «جنرال موتورز» الأميركية أيضا وقف شحناتها إلى روسيا وهي تصدر 3000 مركبة إلى موسكو سنويا.
كذلك أوقفت «Daimler» القابضة للشاحنات عملياتها في روسيا حتى إشعار آخر وستعيد التفكير بعلاقاتها في موسكو.
على الجانب الثاني، قالت شركة الأحذية العالمية «adidas»، أمس الثلاثاء، إنها ستعلق شراكتها مع الاتحاد الروسي لكرة القدم، مما أدى إلى توقف الشراكة المستمرة منذ سنوات بين برنامج كرة القدم وأكبر شركة لتصنيع الملابس الرياضية في أوروبا.
وعلى شاكلة شركات الصناعات، اتخذت شركة الأفلام العالمية «والت ديزني» ذات المسار، وأعلنت أنها ستوقف مؤقتًا طرحها للأفلام المسرحية في روسيا، بما في ذلك فيلمها المتوقع من شركة «Pixar Turning Red»، نظرًا للغزو الذي وصفته ب«غير المبرر» لأوكرانيا، حيث قالت: «أنها أزمة إنسانية مأساوية».
فيما صرح متحدث باسم منصة «Netflix» لصحيفة «وول ستريت جورنال»، الاثنين الماضي، أنه نظرًا للوضع الحالي، ليس لدى خدمة البث المباشر أي خطط لتوزيع القنوات الإخبارية والرياضية والترفيهية من وسائل الإعلام الحكومية الروسية، على الرغم من اللوائح الروسية الجديدة، التي تتطلب المنظمات التي تضم أكثر من 100000 مشترك. لحملها، بحسب مصدر مطلع على الأمر.
وانضمت اليابان إلى الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، فيما يخص منع وصول بعض البنوك الروسية إلى نظام الدفع الدولي «SWIFT»، للتضيق على القطاع المصرفي الروسي، كذلك أعلنت «إكوينور» النرويجية وقف الاستثمارات الجديدة في روسيا، وانطلاقها في مرحلة إنها المشروعات الروسية المشتركة.
ولفت الرئيس التنفيذي ل«إكوينور»، وهو أنديرس أوبيدال، خلال بيان: «منزعجون بشدة من غزو أوكرانيا، والذي يمثل نكسة رهيبة للعالم، ونفكر في كل أولئك الذين يعانون بسبب العمل العسكري».
شركات أدانت الموقف الروسي ولم تقطع تعاملاتها التجارية
ورغم أن بعض شركات الاستشارات والمحاسبة الكبرى أدانت تصرفات روسيا، إلا أن معظمها لم يتعهد بالتوقف تمامًا عن التعامل مع الدولة.
كتب بوب ستيرنفيلز، الشريك الإداري العالمي لشركة الاستشارات الإدارية «McKinsey & Co»، عبر موقع التواصل «LinkedIn»، الأحد الماضي، أن «شركتنا لن تخدم أي كيان حكومي في روسيا بعد الآن»، فيما رفض المتحدث باسم الشركة التعليق على صحيفة «وول ستريت جورنال» حول ما إذا كانت هذه السياسة سيتم تنفيذها في الواقع أم لا.
ولم تتحدد أي تغييرات من شركة «Bain and Co» مع عملائهم الروس، إلا أنهم أدانوا هجوم روسيا على أوكرانيا، فيمت لم تقطع شركات المحاسبة الأربعة الكبار: «KPMG وDeloitte وPricewaterhouseCoopers وErnst&Young»، ويرجع الأسباب إلى إلزام اللوائح القانونية لهم على إتمام صفقاتهم مع الجانب الروسي.
انطلقت القوات الروسية باتجاه أوكرانيا لشن عملية عسكرية شاملة، صباح الخميس الماضي، وفقًا لما أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث تم سماع انفجارات في مدينة خاركيف الأوكرانية في الساعات الأولى من الخميس.
ذلك الهجوم جاء بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال خطاب أطلقه فجر الخميس، يعلن خلاله عن بدء عملية عسكرية واسعة في إقليم دونباس بأوكرانيا.
كما حذر الرئيس الروسي من أن موسكو سترد فورًا على أي محاولة من الخارج للحيلولة دون العملية العسكرية التي شنتها ضد أهداف في أوكرانيا.
وقال «بوتين» في رسالة توجه بها إلى الشعب الروسي: «أوجه الآن بعض الكلمات المهمة جدا إلى الذين قد تسول لهم نفسهم التدخل في الأحداث الجارية.. أيا كان من سيحاول الحيلولة دون إجراءاتنا ناهيك عن تشكيل خطر على دولتنا وشعبنا، يجب عليه أن يعلم أن رد روسيا سيكون فوريا وسوف يؤدي إلى نتائج لم تواجهوها أبدا في تاريخكم».
فيما صّرح مستشار الرئيس الأوكراني قائلًا: «أوكرانيا تتعرض حاليا لموجة ثانية من الضربات الصاروخية»، وطالب وزير دفاع أوكرانيا بحمل السلاح والانضمام لصفوف الجيش الأوكراني لكل من يقدر».