ترجمات.. «التقارب التالى».. مستقبل النمو الاقتصادى فى عالم متعدد السرعات

لكل عصر روح وشرور، ومن لم تكن له روح العصر كانت له شروره، كما يقول فولتير.
وفى ظل هذا العالم الجامح، تُرى ما الذى يقود ويسبب النمو فى الدول المتقدمة، وهل هى القوى نفسها فى الدول النامية؟
أجاب المؤلف «الحاصل على جائزة نوبل فى الاقتصاد سنة 2001» على الكثير من الأسئلة الاقتصادية فى كتابه «التقارب التالى مستقبل النمو الاقتصادى فى عالم متعدد السرعات»، الكتاب صادر عن المركز القومى للترجمة، تأليف مايكل سبينس، وترجمة حمدى أبوكيلة.
يدور الكتاب حول القرن الثالث من الثورة الصناعية، وهو القرن الذى نعيش الآن فى منتصفه؛ فالمساحة الزمنية التى يتناولها الكتاب بالتحليل تمتد من لحظة انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 إلى منتصف القرن الحادى والعشرين.
ومن البديهى أن يتناول الكتاب بالتقييم النصف الأول الذى انصرم من ذلك القرن إلى الآن (النصف الثانى من القرن العشرين)، بينما ينصب الاستشراف والتوقع على نصفه الثانى الذى تتزامن بدايته مع توقيت وضع الكتاب (النصف الأول من القرن الحادى والعشرين).
والكتاب- من جهة أخرى- يدور حول ثورتين متوازيتين ومتفاعلتين: الثورة الصناعية الجارية والمستمرة فى العالم المتقدم، والثورة المفاجئة المتمثلة فى نمط النمو السريع والمنتشر فى قطاع عريض من العالم النامى، فبعد قرنين من التباعد السريع، يسود نمط من التقارب غير المتوقع، وهو التقارب الذى يفرضه النمو السريع والشامل الذى تشهده دول يمثل سكانها أكثر من 60% من سكان العالم اليوم.
جاء الكتاب فى 41 فصلًا مقسمة لأربعة أجزاء، تناول الجزء الأول الاقتصاد العالمى والدول النامية منذ سنة 1950، حيثُ التعامل مع السمات سريعة التغير للاقتصاد العالمى فيما بعد الحرب. وهو فى الواقع صورة لما كان عليه الاقتصاد العالمى وكيف وصل إليه فى الأعوام الخمسين الأخيرة.
- أما الجزء الثانى، فهو مكرس للنمو المرتفع المستدام والحد من الفقر فى العالم النامى، أين يقع، وكيف يحدث، وأين لا يقع مع شىء من المحاولة لتحليل أسباب النمو الأبطأ كثيرًا فى المناطق المتخلفة.
- أما الجزء الثالث فيلتفت إلى الآثار قصيرة وطويلة المدى للأزمة الاقتصادية والمالية التى أطبقت على العالم بدءًا من 2008، ما الآثار التى ألقت بها تلك الازمة على الدول النامية، وعبر أى قنوات الإرسال؟ لقد قدمت الأزمة دروسًا كثيرة حول البنية الدقيقة للاعتماد المتبادل. فإلى أى مدى أحسنت الدول النامية الاستجابة للأزمة؟ وما الآفاق متوسطة وطويلة المدى أمامها فى عالم تكافح فيه الدول المتقدمة فى مجالات خفض الديون والاستقرار المالى الحكومى ونقص الطلب والبطالة المرتفعة المستعصية والنمو المنخفض؟ وما الدروس التى استوعبتها الاقتصاديات الناشئة؟ وكيف ستؤثر تلك الدروس على العولمة المالية والاقتصادية وعلى ديناميكيات واستراتيجيات النمو؟ هل توجد فيما تعلمته الدول النامية دورس ذات صلة بالاقتصادات الأكثر تقدما؟
- الجزء الرابع يتساءل المؤلف، هل تستطيع الاقتصادات الناشئة أن تداوم على النمو المرتفع ينصرف للمستقبل ولمجموعة من القضايا والقوى والاتجاهات ذات الصلة بإمكان استدامة هذا النمط من انتشار النمو المرتفع فى الدخول والثروة، وأن هناك آليات كابحة تتعلق بالاقتصاد والحكم والموارد الطبيعية والبيئة يمكن أن تبطئ من العملية أو تتسبب فى وقفها كلية.
الكتاب من تأليف مايكل سبينس، حصل على جائزة نوبل فى الاقتصاد سنة 2001، وهو أستاذ الاقتصاد فى جامعة نيويورك، وزميل متميز فى معهد هوفر جامعة ستانفورد، ورئيس لجنة النمو والتنمية Commission of Growth and Development، المُشكّلة من قبل البنك الدولى (2006-2010).
ومن ترجمة حمدى أبوكيلة، خبير فى الضرائب، صدر له العديد من الكتب، منها: الصين تنطلق، الانهيار الكبير، السعى إلى الرخاء، الميراث الممنوع من الصرف: أوراق فرعونية، الصعود إلى المجرة، النيل والمصريون: دراسة فى التأثير المتبادل، الأرض والمياه والإنسان، عالم يتحول ووطن يستجيب، قراءة فى أحوال الوطن، بوابات المستقبل.
له أكثر من 40 دراسة ومقالا منشورا فى مجلة «الثقافة العالمية» الكويتية، نشرت له عشرات الدراسات والمقالات فى المجلات والصحف المصرية والعربية (الهلال، والأهرام، والشروق، والقاهرة، والعربى الكويتية، والدوحة القطرية، والحياة اللندنية، وغيرها).