عن نص «شكسبير» .. بروفات نهائية ل«هاملت بالمقلوب» قبل انطلاقه

عن هموم الإنسان والمجتمع فى العصر الحديث، يأتى العرض المسرحى «هاملت بالمقلوب» وهو تأليف الدكتور سامح مهران، وإخراج مازن الغرباوى، حيث تواصل أسرة العرض البروفات النهائية بشكل متواصل قبل تقديمه على مسرح السلام الأيام المقبلة، والعرض مأخوذ عن نص «هاملت» للكاتب وليام شكسبير.
المخرج مازن الغرباوى
وكشف مخرج العرض مازن الغرباوى، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، عن تفاصيل المسرحية وكواليس اختيار أبطال العرض قائلًا: «إن نص هامليت بالمقلوب للكاتب الكبير الدكتور سامح مهران، والذى نقدم من خلاله معالجة وشكلًا جديدًا للقصة المتعارف عليها عن نص شكسبير الأصلى، ولكن فى إطار وتصور جديدين، وهذا يرجع لشدة وجمال النص وعمقه ومستويات التفكير فيه، وهذا ما جعلنى أختار النص بشكل كبير والاستقرار عليه حتى يكون مشروعى الجديد بعد العرضين اللذين سبق أن قدمتهما، وهما (حدث فى بلاد السعادة)، و(ألمظ وسى عبده)».
جانب من بروفات المسرحية
وأوضح أن النص طرأت عليه بعض التغييرات والتعديلات البسيطة بنسبة 20%، وذلك بالاتفاق مع الدكتور سامح مهران، وذلك فى بعض المشاهد التى تم حذفها وإضافة البعض الآخر، وتعديل عدد منها، مشيرًا إلى أننا نعلم دائمًا أن هناك اختلافًا بين العرض المسرحى والنص الأصلى طبقًا لما يتوافق مع رؤية المخرج، ولكن ليس بشكل بعيد، وهناك نسبة 80% من النصوص والتى تحققها الخطوط الدرامية، ولكن هناك ال10% قابلة للحذف والإضافة والتطوير وإعادة ترتيب الأفكار حتى يخرج النص مسرحيًا بشكل جيد ومتوافق مع رؤية 2022 والعصر الحديث.
وعن كواليس اختياره النجم الكبير خالد الصاوى، أوضح «مازن»: «بدأت حينما كانوا يفكرون أنه يجب اختيار فنان كبير للتعاون مع فريق العمل المسرحى للتصدى لفكرة شبح والد هامليت وتجسيدها بشكل متطابق لرؤية الموضوع من قِبلهم»، لافتًا إلى أنه كان هناك أكثر من ترشيح، ولكن استقر الأمر بالتواصل مع النجم الكبير خالد الصاوى عن طريق بطل العرض الفنان عمرو القاضى.
عمرو القاضى وخالد محمود
وتابع أن «الصاوى» طلب الاطلاع على النص، وبدوره أُعجب بالورق جدًا وحينما شرحت له الفكرة التى سيتم تقديم دوره بها وهو شبح والد هاملت، أشاد بالشكل الجديد الذى ستخرج الشخصية من خلاله، مضيفًا أنه بعد ذلك تصدوا إلى مسألة التعاون سواء فى التصوير أو الاستديو على الفور وكان رد فعل الفنان إيجابيًّا».
ولفت «الغرباوى» إلى أن اختيار النجم الكبير خالد الصاوى جاء كونه أيقونة من أيقونات الفن فى مصر، وامتدادًا للأسماء الكبيرة الراسخة فى تاريخ الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص، حيث إنه لديه رصيد مسرحى كبير سواء كمخرج وشاعر وممثل كبير وأيضًا على قدر عالٍ من الاحترافية، وأسعدنى التعاون معه وأتمنى أن يتكرر فى أعمال أخرى قادمة.
أسرة المسرحية خلال البروفات
وتابع «مازن» أنه بدأ التفكير فى اختيار الأبطال مباشرة بعد الاستقرار على النص وبدأ اختيار الفنانين بمعايير محددة، وهى أن تكون الشخصية أولًا غير تقليدية خاصة أن النص كذلك مختلف ويجب تقديمه بشكل وصورة ليسا تقليديين، وأنه بدأ التفكير فى الإطار العام وكان من وجهة نظره أنه لابد أن يقدم أبطالًا شبابًا جُددًا فى المسرح، خاصة أننا نعلم أن المنافسة ما بين السينما والفيديو وأن هناك عزوفًا كبيرًا جدًا من النجوم الشباب عن ممارسة العمل المسرحى.
واعتبر «مازن» أن دور المخرجين مهم جدًا فى تقديم أسماء جديدة لامعة للحركة المسرحية وأنهم يستطيعون كمخرجين التصدى لبطولة أعمال مسرحية على مستوى مهم وكبير، مستشهدًا بتقديمه أسماء جديدة ونجومًا شابة فى أعمال سابقة مثل الفنان مدحت تيخة، والذى قام ببطولة «حدث فى بلاد السعادة»، وكذلك تقديم الفنانة مروة ناجى، والمنشد وائل الفشنى فى «ألمظ وسى عبده»، لافتًا إلى أنه كذلك اليوم من خلال «هاملت بالمقلوب» يقدم الفنان عمرو القاضى، وأنه يتوقع منه أنه سيكون شيئًا داعمًا وكبيرًا وسيكون العرض ميلادًا لنجم كبير فى المسرح، خاصة أن بطل العرض عمرو القاضى قدم أعمالًا درامية وتليفزيونية، وهو أيضًا أحد أبطال فرقة المسرح الحديث، مؤكدًا أن مواصفات الاختيار كانت فى معايير تقارب شخصية الفنان مع الدور الذى يجسده، بالإضافة إلى مساحات الصوت العريضة ومسائل الإلقاء وممارسته العمل المسرحى، وأن كل هذه المحددات والمعايير هى ما تم تنفيذها فى اختيار الأبطال.
أيمن الشيوى والقاضى
وعن تحديد موعد افتتاح العرض، أشار المخرج إلى أنه حتى الآن لم يتم تحديد موعد بعينه، ولكنه سيكون بالتقريب فى بداية فبراير المقبل، وسيتم الإعلان عن تفاصيل العرض المسرحى فى مؤتمر صحفى، متمنيًا أن يخرج العرض على قدر أحلامهم ومجهودهم الذى قاموا به على مدار سنة ونصف السنة من البروفات للعرض.
وعن البروفات الحالية التى يُجريها طاقم العمل، قال إنها كانت مرهقة وممتعة فى الوقت نفسه لأن العرض صعب ومسألة تفكيك وتركيب الإسكريبت وإعادة صياغة وترتيب ورسم المشاهد، لهذا استغرق وقتًا بشكل كبير، وأنه يعتقد أن كل هذا سيجعل العرض يخرج بشكل جيد ولائق، خاصة أن كواليس البروفات جميلة وستظهر روحها وتنطبع على العرض وقت تقديمه للجمهور.
وعن استخدام التقنيات الحديثة فى تقديم «هاملت بالمقلوب» أوضح: «أنا طول الوقت مغرم بالشكل المرئى، وتحديث الصورة النمطية للعروض المسرحية، وأرى أن التقنيات الجديدة التى أقدمها هى المزج بين الفريدى مابينج والهولوجرام، وسيتم تقديم شبح والد هامليت وهى الشخصية التى يقدمها النجم خالد الصاوى بشكل جديد ومعاصر يتوافق مع 2022، وهذا أقدمه بالتعاون مع المهندس رضا صلاح والذى يعمل معى هذه الطبخة الجميلة، وهذا ليس أول تعاون بيننا فسبقه تقديمنا «حدث فى بلاد السعادة»، وأضاف: «أعتقد أن هاملت بالمقلوب سيتم تقديمه بشىء من المتعة وفى نفس الوقت التوظيف الجيد للتقنيات الحديثة والذى نحلم بخروجه بشكل دقيق وتنفيذه بشكل جيد على المسرح».
وتابع «مازن» أن الجدول الزمنى تخلله بعض العراقيل فى البداية لكن فى النهاية وطبقًا للجدول الزمنى للعرض استطعنا أن نصل للمرحلة النهائية لافتتاح العرض بما يليق بكل الأسماء الموجودة.
واستكمل أن العرض تأليف الدكتور سامح مهران، وتأليف موسيقى طارق مهران، واختيارات الديكور بالتعاون مع الدكتور صبحى السيد، وكذلك الإضاءة، وهو اسم كبير فى عالم المسرح، وفنان لديه قائمة من النجاحات الكبيرة، «واتفقنا فيما بيننا على تقديم فكرة السينوغرافيا الخاصة بالعرض، حيث لديه حالة إبداعية شديدة، وأننا سنحقق قفزة نوعية فى شكل الصورة على مستوى السينوغرافيا».
ولفت مخرج «هاملت بالمقلوب» إلى أن المسرحية من إنتاج وزارة الثقافة المصرية، وقطاع الإنتاج الثقافى، والبيت الفنى للمسرح، وفرقة المسرح الحديث، مشيدًا بالدعم الذى قدمه الفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح، لتذليل كافة العقبات، وتحديدًا على المستوى التقنى لخروج العرض بالشكل اللائق، وكذلك الفنان الكبير خالد النجدى، مدير فرقة المسرح الحديث.
ويقوم بطل العرض الفنان عمرو القاضى بشخصية هاملت، وخالد محمود يجسد شخصية «بولونيوس والد أوفيليا»، وتُجسد الفنانة سمر جابر شخصية «أوفيليا»، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الفنانين المشاركين سواء من شباب المعهد العالى للفنون المسرحية، أو من شباب المسرح الجامعى، أو بعض المعاهد الفنية وأقسام المسرح المختلفة.
ومن بين النجوم المشاركين فى العرض الفنان أيمن الشيوى، الذى يجسد خلال العمل شخصية «كولوديوس» الملك الغاشم لمملكة الدنمارك الذى قام بالتآمر على أخيه وقتله والزواج من «جرترود» زوجته، ووالدة «هاملت».
وقال الفنان أيمن الشيوى عن دوره إنه عندما يكون هناك نص يكتبه الدكتور سامح مهران، وهو رجل مثقف عالى المستوى، وإخراج الشاب مازن الغرباوى، وهو مخرج واعد وقدم فيه مستوى فكريًا عاليًا، وتحديثًا لفكرة «هاملت»- لا يستطيع أى فنان رفض تلك الفرصة، معربًا عن سعادته بوجوده ضمن فريق هذا العمل الفنى.
وأضاف: مسرح الدولة هو بيتنا الذى نلجأ إليه، والذى يقدم خدمة ثقافية عالية المستوى للشعب المصرى والعربى كله، وأعتبر المشاركة فيه واجبًا وطنيًا، فنحن نضحى بأجورنا، ووقتنا من أجله، ونجرى بروفات على مدار عام كامل على المسرح بدون أجر، لكننا فى النهاية نجد أنفسنا على هذا المسرح.
ويجسد الفنان خالد محمود شخصية «بولونيوس» القس، ووالد «أوفيليا»، والذى يشارك فى رسم الخطط والمؤامرات للملك «كولوديوس».
وأضاف خالد محمود أن «هاملت بالمقلوب» عمل له طبيعة خاصة بالنسبة لى، منذ قراءتى الأولى للنص، وأنا معجب بالمعالجة الدرامية التى كتبها د. سامح مهران، والمختلفة تمامًا عن كل العروض الموجودة فى السوق حاليًا، فنحن نقوم ببروفات للعرض منذ أكثر من عام، بسبب إجراءات خاصة بالمسرح عطلت خروجه للنور، ورغم ذلك كنت حريصًا على التواجد فى ذلك العرض. وتابع: مخرج العمل مازن الغرباوى يعلم جيدًا أنى اعتذرت عن عدم المشاركة فى عروض مسرحية كثيرة من أجل «هاملت»، وهذا الحرص لأن الرسالة التى تقدمها مسرحية «هاملت بالمقلوب» هى ما يحدث فى العالم أجمع، مشيرا إلى أن العمل لا يتناول الدين بأى شكل من الأشكال، لكنه يوضح من المتحكم فى السلطة بالعالم أجمع، ومن يدفع ثمن ذلك التحكم، وهم الشعوب المتمثلة فى شخصية «هاملت»، وقال: مهارة مؤلف العمل أنه اختصر كل هذه المعانى والمفاهيم فى ساعة واحدة فقط، فأنا أرى أنه مؤلف سابق عصره.