والدة يوسف عباسي ضحية حادث الشيخ زايد: «ابني نزف من كل حتة بجسمه» (فيديو وصور)

قبل 10 أيام، شعرت «منى»، السيدة الأربيعينية، بنغصات ناحية قلبها، كانت تؤلمها ولا تعرف لها سببًا، إلا بعد مصرع ابنها يوسف عباسي، طالب الثانوي، و3 من أصدقائه إثر اصطدم سيارة نجل أعمال صاحب سلسلة هايبر شهيرة بسيارتهم بالقرب من النادى الأهلى بالشيخ زايد.
«منى»، وهي تحكي ملابسات الحادث الأليم، تتذكر متاعبها وتقول بحزنٍ: «قلبي كان واجعني، وحاسة بحاجة هتحصل، فابني وأصدقائه لقوا مصرعهم».
الضحايا من حفظه القرآن
الأم المفجوعة في ابنها، أول فرحتها، صاحب ال17 عامًا، وقت وقوع الحادث كان نائمةً واستيقظت على تليفون من جارتها تبلغها بأن: «إلحقي ابنك وأصحابه عملوا حادثة كبيرة، بس يوسف كويس»، رافضةً إخبارها بالحقيقة، لكنّ الأم أحست بأن ابنها راح ضحية.
تتألم «منى»، وهي تذكر أن «الضحايا من حفظه القرآن الكريم، عمرهم ما شربوا سيجارة، ولا عملوا حاجة وحشة».
جنازة «يوسف».. كانت زفاف عريس
جنازة الطفل «يوسف»، حضرها المئات من الجيران والأهل والأصدقاء، تصفها أمه: «كانت زفة عريس»، تعاود بكائها:«يوسف قلبي ملاك في الجنة، العشاء كانت بتؤذن وبندفنه في التراب».
مشهد لم تمحه ذاكرة الأم المكلومة: «بفتح التلاجة اللي في المشرحة، لقيت ابني وأصحابه متقطعين، العيال طالعة من الحادثة متقطعين».
تقسم أم يوسف: «وحياة حرقة قلبي، هدوم ابني كلها كانت تنقط دم، نزيف الدم كان من كل حتة مش متوقف».
نزيف من كل أنحاء الجسد
تشير إلى مأساتها وأمهات ضحايا الحادث: «إحنا لمينا عيالنا لم في الأكفان بتاعتهم ودفناهم».
التقرير الطبي الخاص ب«يوسف»، دل على أصابته ب«ارتجاج في المخ وقاع الجمجمة وجميع أنحاء الجسم، ونزيف حاد في جميع أعضاء الجسد».
تنظر الأم إلى صورة ابنها «يوسف» وهو يبتسم: «القمر دا حصل له كل دا»، تكمل: «راضيةً بقضاء الله وقدره، بس عاوزة القصاص لابني وأصحابه اللي هما عيالي برضة»، مرددةً: «أقسم بالله ابني شهيد».
يا ويل ما شوفت في حياتي
كان عيد ميلاد «يوسف» قبل أيام، تذكر أمه ذلك وهي تقول: «يا ويل ما شوفت في حياتي، لما فتحت باب ثلاجة المشرحة، لما شوفت ابني وأصحابه نايمين فوق بعض بالأرفف».
الأم بقلب موجوع، واصلت: «ابن عمري خدوا مني، 17 سنة راحوا»، تتساءل مستنكرة: «يتعوضوا إزاي دول؟!».
مش هنسيب حقهم
ل«يوسف» معزةً خاصة في قلب أمه التي تحكي أنه: «كان بيحط ليّ الأكل ويساعدني بشغل البيت، ويقول ليّ: إنتي قلبي يا ماما»، لذلك بإصرار تردد:«مش هنسيب حقه هو وأصحابه من واحد كان سايق عربيته وهو سكران».
«هتزعلي يا ماما لو مجبتش مجموعة».. قالها «يوسف» لأمه قبل اختبارات الثانوية، وردت عليه: «يا حبيبي حلمي تدخل الجامعة، اعمل اللي عليك وهنساعدك تدخل أي جامعة تحلم بيها».
لكنّ الاتفاق المٌسبق بين الأم وابنها لم يتم: «طلعت لابني شهادة الوفاة ونزل قبره، بدل ما ناخد شهادته الثانوية ويدخل الجامعة».
محاكمة عاجلة وقصاص عاجل
والدة «يوسف»، تطالب ب«القصاص ومحاكمة عاجلة للمتهم اللي قتل 4 زهور».
للحظة تصورت الأم الحادث مجرد كابوس، احتضنت خشبة ابنها بسيارة نقل الموتى وسألته وهو ملفوف بالكفن: «يا يوسف أنت تعبان قول لىّ علشان اشوف لك مستشفى تانية»، تصرخ وهي تقول: «بس يوسف مردش علىّ!»، ثم تقسم: «الخشبة وقعت عليّ بالعربية، كأن ابني حضني!».
الأم تولم ابنها: مجتش تنام جنب إخواتك ليه؟!
وكانت الأم تلوم ابنها، وتحدثه وهو بالكفن: «يا حبيبي مجتش ليه تنام جنب إخواتك إمبارح، كنت عمالة اتصل بيك ومردتش، ومكنتش عاوزك تنزل أنت اللي قلت لى رايح مع صحابى أحلق شعرى ونجيب لبس»، مرددةً: «يا حرقي قلبي على شبابه وجماله وضحكته».
أسرة ضحية حادث الشيخ زايد تناشد السيسي
تناشد أسرة «يوسف» الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأن يهتم بقضيتهم: «دول عيالك وإحنا في دولة قانون»، تضيف: «يوسف كان الوردة بتاعتنا، كان بيخاف من الضلمة وسابنه في التراب، واللي دهسه وصحابه بالعربية سابهم وجري».