أسر طلاب «حادث الشيخ زايد»: أحلامهم أصبحت تحت التراب

«بكاء وصراخ لا ينقطعان».. هكذا كان حال أمهات طلاب الثانوى ضحايا حادث الشيخ زايد، بالقرب من النادى الأهلى، الذين صدمتهم سيارة نجل رجل أعمال ومدير هايبر شهير أثناء استقلالهم سيارة ملاكى، فتحولت جثثهم لأشلاء وتبخرت أحلامهم لتُدفن بالمقابر مع جثامينهم.
والدة يوسف محمد سباعى، تحتضن ملابسه الملطخة بالدماء بعد الحادث، قائلة ل«المصرى اليوم»: «هدومه كلها دم، كنت بعصرها تنزل دم، مفيش حتة فيه كانت سليمة، العيال ال4 اتفرموا»، بمشاعر حزن بالغة، تردد: «كنت رافضة إنه ينزل، قلبى كان حاسس وفى قبضة غريبة من قبل الحادثة، ابنى تم ال17 سنة، ودفنته بعد عيد ميلاده تحت التراب».
تبكى الأم وهى تشير إلى أن «يوسف» أرسل لها صورًا قبيل وقوع الحادث: «شوفى يا ماما مع أصحابى»، تؤكد: «دا كان بيودعنى حبيبى، ابن عمرى أول فرحتى بالدنيا، منين أعوض 17 سنة تانى».
والدة «يوسف» تشرح أن ابنها أقنعها بنزوله من البيت: «خارج يا ماما مع صحابى علشان أحلق شعرى، وكأنه قلبه حاسس أنه نازل ومش راجع، وقبل الحادث قعد يتصور هو وأصحابه ويضحكوا، ووقتها كنت نايمة وصحيت الصبح على خبر وفاة ابنى، وكانت الساعة 5 الصبح».
الأم تضيف: «عرفت من والدة صديق ابنى ويُدعى (زياد) بأنهم عملوا حادثة كبيرة وماتوا ويوسف لسه عايش، وأخفت عنى وفاة ابنى اللى كان أحن أبنائى وسندى بالدنيا، وضحايا الحادث كلهم من حفظة القرآن الكريم».
بحسرة تقول: «كان حلم حياته يدخل جامعة ويجيب عربية، وقت الواقعة كان راكب من الخلف داخل السيارة، دفناه بعد صلاة العشاء، أنا مش مصدقة اللى حصله، كان ملتزم فى كل حاجة، الجميع يشيد بأخلاقه وتربيته، وأنا عايزة القصاص من المتهم، عشان قلبى يرتاح».
أسرة الضحية الثانية، عمر حمدى، طالب ثانوية عامة، قالت: «كان لاعبًا لكرة القدم بنادٍ شهير، وكان قرّب يختم القرآن»، مشيرة إلى أنهم راضون بقضاء الله وقدره، لكنهم يريدون القصاص العاجل، لأن المتهم كان حسب شهود عيان «فى حالة سُكر»، والحادث ليس الأول بالنسبة له.
أسرتا الضحيتين سعيد حسن، وعبدالله درويش، أبديتا حزنهما على نجليهما كونهما: كانا فى ثانوية عامة، و«نفسهم يطلعوا دكاترة أو مهندسين»، لافتين إلى أن المتهم لم يكلف نفسه بنقلهم للمستشفى.
وحسب قول أسر الضحايا، فإن أشخاصًا قدموا أنفسهم باعتبارهم وسطاء نيابة عن نجل رجل الأعمال المتهم وعرضوا عليهم مبالغ مالية بملايين الجنيهات، لكنهم قالوا لهم: «ولا مال الدنيا يعوض ولادنا».
كان النائب العام، المستشار حمادة الصاوى، أصدر بيانًا حول الحادث، الذى وقع صباح الجمعة، قال فيه إن النيابة العامة تلقت بلاغًا بحادث التصادم بين سيارتين، والذى وقع صباح الجمعة، بطريق النزهة فى الشيخ زايد وأسفر عن وفاة 4 طلاب كانوا بإحدى السيارتين متأثرين بإصاباتهم.
وأكدت التحقيقات والتحريات التى باشرها فريق من النيابة والشرطة، كان قد انتقل إلى مكان الحادث، أن سبب وقوع الحادث اصطدام السيارة الأولى بالثانية من الخلف حال دوران الأخيرة، مما أدى إلى انقلابها ووفاة مستقليها.
وأوضحت النيابة العامة، فى بيانها، أنها سألت ذوى المتوفين، وشاهدين على الواقعة، واستعلمت عن مكان تواجد قائد السيارة فتبينت تواجده بأحد المستشفيات، فانتقلت وسألت الطبيب المشرف على حالته فقرَّر خضوعه لعملية جراحية وعدم إمكانية استجوابه، وقررت النيابة العامة أخذ عينات دم وبول منه وإرسالها إلى مصلحة الطب الشرعى وقوفًا على مدى تعاطيه مخدِّرًا أو مسكرًا أثناء الحادث.