«راحت أميرة» بهذه الكلمات بدأ عم «محمد عبدالعاطى»، 50 سنة نقاش، يروى مأساة فقد ابنته الطالبة بالمرحلة الإعدادية فى منطقة العامرية. ويضيف «أنقذونى ابنتى خطفوها منذ 12 يوما ولا أعرف عنها شيئاً انطفأت شمعة البيت وعمرى ضاع، حررت بلاغا فى قسم الشرطة دون جدوى، أروح لمين ومين هيجيبلى بنتى. أنا راجل على قد حالى كنت أعمل نقاشا وقعت من على السقالة منذ 8 سنوات ومن يومها عجزت عن العمل وأحصل على معاشى من الشؤون الاجتماعية علشان أولادى يعيشوا بعيدا عن غدر الأيام. بنتى أميرة كبرت و«راحت» الإعدادية ونجحت بمجموع عالى وسوف تنتقل للثانوية العامة ولكن قبل أن تكتمل فرحتى بها ضاعت والله أعلم بنتى فين». يغالب دموعه ويكمل: «طلبت من ابنتى أن تذهب إلى مدرسة «العوامى» الابتدائية فى أبوتلات بالكيلو 25 وغادرت المنزل حوالى الساعة 10 صباحا بعد أن أخذت الأوراق المطلوبة لكنها حتى الآن لم تعد، سألت فى المدرسة عليها فقالوا لى إنها سلمت الأوراق وغادرت المدرسة. «أميرة راحت»، ومن يومها وأنا ووالدتها لم يغمض لنا جفن بندور فى الشوارع زى المجانين حتى الشرطة «معذبانى» علشان أخد رقم المحضر بتطلع روحى، ألاقيها منين ولا منين والله حرام، أنا عمرى ما أذيت حد دخلت بيوت ناس كتير من الوزير حتى الغفير ولا يوجد بينى وبين أحد عداء بالمنطقة كلهم بيحبونى أنا الحمد لله بخاف على بنات الناس وبطلب أن ربنا يحميلى بنتى. والفلوس كلها راحت على بحثى عنها لكن كله يهون أنا أموت من الجوع بس أجد ابنتى، ببحث عنها فى كل مكان وبقول بأعلى صوتى «ارجعى يا أميرة.. ارجعى يا أميرة» منهم لله اللى حرمونى من بنتى مش عارف أعمل أيه، بستغيث بكل القلوب الرحيمة أن تساعدنى وترجعلى بنتى».
