«اليونيسف»: نقص الميزانية يمنعنا من استئناف عمليات دعم أطفال فلسطين

قالت منظمة الأمم المتحدة للأطفال «اليونيسف» إن إسرائيل قتلت 9 أطفال فلسطينيين بين 7 مايو و31 يوليو من العام الحالى، وأصابت 556 طفلًا باستخدام الذخيرة الحية والرصاص المطاطى، كما اعتقلت ما لا يقل عن 170 طفلا فلسطينيا خلال نفس الفترة فى القدس المحتلة.
وحذرت «اليونيسف»، فى تقرير لها صدر أمس الأول، من أنها لن تكون قادرة على استئناف عملياتها لدعم أطفال فلسطين، بسبب نقص حاد فى ميزانيتها، مشيرة إلى أنه خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة استهدفت إسرائيل 116 روضة أطفال خاصة و140 مبنى مدرسة عامة تعرضت لأضرار، بالإضافة إلى 41 مدرسة تابعة للأونروا.
وقالت المنظمة، فى تقريرها الثانى عن الوضع الإنسانى فى فلسطين، والذى يغطى الفترة من منتصف العام الأول من يناير حتى 31 يوليو 2021، إنه اعتبارًا من 31 يوليو 2021، كان هناك 345702 حالة مؤكدة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، منها 50% من النساء و12% من الأطفال دون سن 18 عامًا.
وأوضحت أن التصعيد الإسرائيلى الأخير زاد الحاجة إلى تقديم مساعدة إنسانية لتلبية احتياجات الأطفال، تبلغ 47 مليون دولار، مع فجوة تصل إلى نحو 33 مليون دولار أمريكى بنسبة (68%).
وأشارت إلى أن الأونروا نجحت وشركاؤها فى استعادة خدمات المياه والصرف الصحى والنظافة الصحية ل 415 ألف شخص متضرر من خلال توفير الوقود للمولدات والمواد الكيميائية وقطع الغيار لإنتاج المياه ومعالجتها وإصلاح البنية التحتية للمياه والصرف الصحى المتضررة.
وقالت المنظمة الأممية إنها بدأت فى إعادة التأهيل الطارئ ل20 مدرسة تضررت خلال الحرب على غزة كدفعة أولى من أصل 46 مدرسة التزمت اليونيسف بإصلاحها فى قطاع غزة، مشيرة إلى أنه عند الانتهاء من إعادة التأهيل، سيعود ما يقرب من 50 ألف طفل (54% منهم فتيات) إلى المدرسة. وأضافت أنه تم توفير 11 دواءً أساسيًا يستفيد منها 195800 شخص و18 مادة استهلاكية يستفيد منها 35 ألف شخص فى قطاع غزة.
تلقت «اليونيسف» تمويلًا من حكومات اليابان، والنرويج، وأيسلندا، وأيرلندا، وكندا، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، واللجنة الفرنسية لليونيسف، واللجنة الألمانية لليونيسف، وصندوق اليونيسف الإنسانى العالمى.. ومع ذلك لا تزال تعانى من فجوة تمويلية تبلغ 33 مليون دولار أمريكى (68%). وحذرت من أنها دون الأموال الكافية، لن تتمكن من الاستمرار فى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة، ودعم الاستجابة على صعيد الأزمات المستمرة والمساهمة فى بناء قدرة المجتمعات على الصمود وتعزيز النظم.
وجاء فى التقرير: «على سبيل المثال، لن يستفيد 9 آلاف طفل متضرر من النزاع من التحويلات النقدية الطارئة، ولن يتلقى 33 ألف طفل تدخلات للصحة العقلية والدعم النفسى والاجتماعى.. علاوة على ذلك، لن تتمكن اليونيسف وشركاؤها من الاستمرار فى توفير خدمات المياه والصرف الصحى المنقذة للحياة والمستدامة لأكثر من 811 ألف شخص، ودعم العودة الآمنة إلى المدارس لأكثر من 307 آلاف طفل، واستكمال الإصلاحات الطارئة للمرافق الصحية البالغ عددها 13 و26 مدرسة».
ونبه إلى تدهور الوضع الإنسانى مؤخرًا مع تصاعد التوتر فى القدس الشرقية وتصاعد القتال فى قطاع غزة فى مايو 2021 واستمرار انتشار جائحة كورونا، مما يزيد الوضع تعقيدًا بالأزمة المالية.
وتحدث التقرير عن دراسة لتقييم احتياجات الأضرار السريعة التى تم إجراؤها بعد التصعيد الأخير من قبل البنك الدولى والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، وفيها معطيات بأن 116 روضة أطفال خاصة و140 مبنى مدرسة عامة تعرضت لأضرار، بالإضافة إلى 41 مبنى مدرسى تابع للأونروا، علاوة على ذلك تضرر 63 مبنى مدرسيًا آخر تابع للأونروا بسبب لجوء حوالى 70 ألف نازح داخليًا فى قطاع غزة إلى هذه المدارس خلال فترة التصعيد.
وأشار التقرير إلى أنه لا يزال الحصول على مياه الشرب المأمونة والصرف الصحى يمثل صراعًا يوميًا رئيسيًا لكثير من السكان. وأدى تصاعد الأعمال القتالية فى قطاع غزة إلى إلحاق أضرار ب 290 منشأة من البنية التحتية للمياه والصرف الصحى والنظافة الصحية وانقطاع التيار الكهربائى، وزادت القيود المفروضة على إمدادات المياه والصرف الصحى والنظافة الصحية المهمة، مما أدى إلى تقويض قدرة الشركاء على توفير خدمات المياه والصرف الصحى والنظافة الصحية.. وبالتالى، فإن حوالى 1.3 مليون شخص فى قطاع غزة وحده لا يحصلون على مياه الشرب المأمونة ومرافق الصرف الصحى ومستلزمات النظافة.
كما تأثرت الخدمات الصحية فى قطاع غزة بشدة بالتصعيد فى مايو 2021، حيث تضرر 33 مرفقًا صحيًا خلال النزاع. واستمر انتشار كورونا للعام الثانى على التوالى، مما أدى إلى تفاقم نقاط الضعف الحالية، مما يؤثر على رفاهية الأطفال ويحد من وصول الخدمات الأساسية للأولاد والبنات.
وأوضح أنه فى قطاع غزة، لا تزال القيود مفروضة على الإمدادات اللازمة لإعادة الإعمار الضرورية وسبل العيش والخدمات الأساسية.. اعتبارًا من نهاية شهر يوليو، كان معبر كرم أبوسالم إلى قطاع غزة مفتوحًا فقط لدخول مواد أساسية محددة وسلع إنسانية محدودة.
وأكد التقرير أن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لا يزال مصدر قلق، مع انخفاض كبير فى توفير المواد الأساسية فى السوق المحلية، والحاجة الملحة لاستيراد بعض المواد، خاصة لمشاريع المياه والصرف الصحى والنظافة العامة ومشاريع إعادة الإعمار الأخرى التى تأثرت بشكل كبير، بينما التحدى الإضافى هو الحظر المستمر على دخول المواد «ذات الاستخدام المزدوج» إلى قطاع غزة، مما يعوق نقل السلع الأساسية، ويؤثر ذلك على تشغيل وصيانة مرافق المياه والصرف الصحى والبنية التحتية الحيوية ومحطة الطاقة الوحيدة فى قطاع غزة. كما تشكل عملية استيراد الإمدادات المطولة تحديًا لإيصال المساعدة الإنسانية فى الوقت المناسب.